عربي ودولي

“رئة العالم بحرية”.. هل يغرق ميناء أوديسا ومعه اتفاق الحبوب؟!

أوديسا هي مدينة ساحلية استراتيجية على ساحل البحر الأسود، تعرضت للقصف عدة مرات من قبل روسيا منذ غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.

ويوجد في أوديسا الميناء الأكبر بأوكرانيا، ويوصف بـ”الميناء الحر” أو “الرئة البحرية للعالم”، لكنه يقترب من “الاختتناق” على وقع “الضربات”.

هذا الميناء الذي يعد “بوابة بحرية استراتيجية”، أصبح من المعتاد أن يعود لدائرة الضوء، على وقع ضربات اتهامات أوكرانية روسية باستهدافه، ينفيها البلدين في معظم الأحيان.

ميناء أوديسا

وما بين الفزع من تدمير الميناء نفسه، أو الآثار المترتبة عليه، يترقب العالم تلك الضربات بتوجس على أمل ألا يحدث السيناريو الأسوأ ويغرق الميناء ومعه اتفاق تصدير الحبوب الذي ينقذ تنفيذه العالم من مجاعة محققة.

وكان ميناء أوديسا يُعد وجهة مفضلة لقضاء العطلات للأوكرانيين والروس على السواء قبل بدء العملية العسكرية الروسية لأوكرانيا في فبراير/شباط من العام الماضي.

استهداف جديد

ولعل أحدث الاستدافات ما أعلنت عنه أوكرانيا بتعرض ميناء مدينة أوديسا الاستراتيجي، لضربات بطائرات مسيّرة أكدت أنها “روسية”، مؤكدة “وقوع أضرار”.

وبحسب يوري كروك، رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة أوديسا، فإن “قوات الدفاع الجوي الأوكرانية تعمل، محذرا من احتمال شن موجة ثانية من الهجمات”، لكنه لم يتم مزيدا من التفاصيل.

ميناء أوديسا

وتهدد تلك الضربات اتّفاق تصدير الحبوب الذي يسمح بشحن ملايين الأطنان من الحبوب المحتجزة وتخفيف أزمة الغذاء العالمية، وتلتزم بموجبه موسكو وكييف بإقامة “ممرّات آمنة” من شأنها السماح بعبور السفن التجاريّة في البحر الأسود، وقد تعهّدت موسكو وكييف بـ”عدم مهاجمتها”.

ويسمح الاتّفاق بتصدير بين 20 و25 مليون طنّ من الحبوب المحاصرة في أوكرانيا، معظمها ستخرج من أوديسا، مما يقلل مخاطر حدوث أزمة غذاء عالمية.

وفي كانون الثاني/يناير الماضي، حذرت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة من أن وسط مدينة أوديسا المدرج على قائمة التراث العالمي معرض للخطر.

قصة الميناء “الأكبر”

يعد ميناء أوديسا واحدًا من أكبر وأكثر موانئ البحر الأسود ازدحامًا، وتتملكه هيئة الموانئ البحرية الأوكرانية.

افتتح الذي يقع الميناء على الساحل الشمالي الغربي للبحر الأسود، في الطرف الجنوبي الغربي من خليج أوديسا، على بعد حوالي 150 كيلومترًا من الحدود الرومانية، عام 1974، ويعتبر أكبر ميناء بحري في البلد الأوراسي.

ويضم الميناء 54 رصيفًا، مقسمة بين العديد من مرافق مناولة البضائع المتخصصة والموانئ، والتي يتم عزلها من البحر المفتوح بواسطة عدد قليل من حواجز الأمواج الطويلة.

ويمكن لميناء أوديسا أن يستوعب سفنًا بحد أقصى يبلغ 330 مترًا وعرض 40 مترًا وغاطسًا يبلغ 13 مترًا.

ويعمل الميناء على مدار العام، لكن في فصل الشتاء البارد يحتاج إلى تكسير الجليد الذي يتكون على وقع أقوى رياح تهب من الشمال.

ميناء أوديسا

ويتمتع ميناء أوديسا بطاقة شحن سنوية تبلغ 40 مليون طن بما في ذلك 15 مليون طن من البضائع الجافة و25 مليون طن مواد سائلة.

ويرتبط الميناء مباشرة بشبكة السكك الحديدية الوطنية في أوكراينا والطريق السريع الرئيسي، ويساعد ذلك على نقل البضائع بشكل أسرع من منطقة الميناء إلى المدن الرئيسية في المنطقة.

ويهدف ميناء أوديسا ورصيفه البحري إلى جذب الشركات الأجنبية والاستثمارات الخارجية، وخلق وظائف جديدة، وإقامة علاقات اقتصادية خارجية قوية، والمساعدة في تطوير البنية التحتية والتكنولوجية الإضافية لميناء أوديسا.

ويحتوي ميناء أوديسا على أحد أقدم أحواض بناء السفن في أوكرانيا، ويغطي 75.524 مترًا مربعًا ويمكن أن يستوعب السفن التي يصل حجم إزاحتها القصوى إلى 30000 طن.

ويرحب حوض بناء السفن، الذي يبلغ طول رصيفه الإجمالي 1230 مترًا بينما تمتد 5 أرصفة لإصلاح السفن على أكثر من 600 متر وأعماق تصل إلى 7.2 مترًا، بالسفن البحرية التجارية من جميع الدول.

ويعد الجزء الشرقي من منطقة الميناء محطة عالمية للنفط حيث يتعامل مع 15000 طن من النفط الخام، و800000 طن من البنزين وزيت الغاز و6200000 طن من زيت الوقود، و2500000 طن من الديزل، ، وهي مجهزة بنظام أمان عالي لمنع أي حوادث كبيرة أو تسرب النفط.

وأوديسا هي رابع أكبر مدينة في أوكرانيا وهي موطن لقطاع صناعي متنوع، وتشتهر بصناعاتها الكيماوية المنتجة للدهانات والأصباغ الطبيعية والاصطناعية والأسمدة.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى