سياسة

الفرنسيون يستمعون إلى فرنجية: هل طلبوا منه التراجع؟

حرك ..لم يتحرك . انها الدوامة نفسها التي يشهدها ملف الرئاسة الذي ما أن تطغى عليه الأيجابية حتى تعود لتتحوّل إلى ما هو عكسها . وما أكثر الأخبار المتداولة عن هذا الأستحقاق واتصالاته ومشاوراته المحلية والخارجية . وبنظرة سريعة إلى الواقع فإن لا نتائج معينة وصل إليها هذا الملف ، فهل من أشواط مكثفة لا بد من أن يقطعها كي يصل إلى الخاتمة السعيدة أم ان المسألة قد لا تحتاج إلا لتوافق سياسي في اجتماع وحيد وعاجل؟

حاليا تبدو دعوة رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية إلى العاصمة الفرنسية الحدث الأبرز على صعيد الأستحقاق الرئاسي ، وما أن تم التداول بالأمر حتى انطلقت التكهنات والقراءات بشأنها، ومهما قيل عنها فإنها تشكل خرقا لمشهدية المراوحة الحاصلة حوله .

وتكشف مصادر سياسية مطلعة ان دعوة فرنجية مرتبطة بثلاثة عوامل ابرزها ما يتصل بالأستجابة لعدة طلبات من أكثر من جهة، كي يستمع اليه المسؤولون الفرنسيون لمعرفة رأيه حول بعض القضايا والحصول على أجوبة بشأن مواضيع تشكل محور التباس أو تستدعي معرفة الملاحظات حيالها ، ومعلوم هذه الزيارة جرى تحضيرها منذ أكثر من اسبوعين وحسمت في أعقاب اتصال أجراه باتريك دوريل بفرنجية ووجه إليه الدعوة.

وتفيد هذه المصادر أنه في خلال زيارة رئيس الحزب التقدمي الأشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط إلى باريس دار حديث عن موضوع فرنجية، وأوحى جنبلاط بضرورة لقاء رئيس تيار المردة والأستماع إليه ، موضحة أن من أهداف هذه الدعوة ابلاغه الموقف السعودي والذي اصبح الجانب الفرنسي على بينة منه منذ فترة والقاضي بعدم السير بفرنجية رئيسا للجمهورية .ومعلوم أن الفرنسيين بذلوا جهدا من أجل العمل على تأييده من قبل السعوديين لكنهم لم يصلوا إلى نتيجة.

وتؤكد المصادر أن الهدف الثالث هو محاولة الفرنسيين معرفة مدى استعداد فرنجية لأخلاء الساحة والتراجع ،إذا تعذر التوافق على اسمه ،من دون ان يعني ذلك أنهم يريدون انسحابه.

وتقول المصادر ان هناك ثلاث نقاط طرحت والكلام الذي قيل بان الفرنسيين طلبوا من فرنجية الأنسحاب غير دقيق إنما مجرد تسريبات ،فلا يمكن أن يكون قد قالوا له ذلك ،وكيف يدعونه إذا ارادوا منه الانسحاب من السباق الرئاسي ، مشيرة إلى أن المعطيات حصل عليها الجانب الفرنسي من فرنجية سيتناقشها مع المسؤولين السعوديين، لأن هناك جوا يفيد أن لا نية لدى الفرنسيين في كسر الجرة مع القيادة السياسية لحزب الله والثنائي الشيعي.

وتعتبر المصادر أنه على ضوء التحرك الفرنسي تتظهر ماهية الخطوة التالية، فهل يستمر فرنجية أو لا في معركته؟ وما هو السيناريو المرتقب بالتالي . وتؤكد ان الفرنسيين يريدون، في حال أراد فرنجية الانسحاب ، معرفة رأيه بالخيار الثالث والتوافق حول هذا الخيار، مرجحة إلا يكون الفرنسيون قد دخلوا في عملية الأسماء.

ودعت المصادر إلى انتظار نتيجة زيارة فرنجية والحوار الذي يقوم مع الجانب السعودي في هذا الإطار، وما عدا ذلك ما من عنصر جديد في الداخل بل على العكس الأمور مجمدة وهناك غياب في التواصل بين الجميع ، مشددة على أن الاستحقاق الرئاسي غير قريب حتى لو تراجع فرنجية وان الاتفاق حول البديل يستغرق وقتا، ولا بد من معرفة الاسم الذي يحظى بأكبر عدد من الأصوات لأن المعركة هي معركة نصاب..

وتتابع المصادر أن موقف حزب الله وحركة أمل ثابت بالنسبة إلى دعم فرنجية ولم يدخلا في مرحلة البديل مع العلم أنهما يستفسران ويستقبلان مرشحين محتملين، وفي ذهنهما أكثر من اسم بديل لكنهما يقولان أنه لا يزال من المبكر الحديث في الموضوع ولا بد من معرفة ما يرغب به سليمان بك.

وهنا تفيد المصادر نفسها أن ما من شيء قريب وربما يؤجل البحث الى ما بعد الفطر السعيد والى حزيران المقبل. معربة عن اعتقادها بأن الحراك الفرنسي هو الحراك الجدي الوحيد .اما الجانب القطري فيحاول القيام بمسعى ما لكن هناك حاجة إلى التنسيق به مع الفرنسيين والأميركيين، فضلا عن أن الجانب الأميركي عهد الأمر إلى الفرنسيين الذين متى قالوا انهم فشلوا في هذا الملف، يحضر الدور الأميركي المباشر الذي يتولى المتابعة حاليا. ومن المتعارف عليه ان أي فيتو لدى الأميركيين حيال الشخصية المرشحة يقرون به، ولكن الملاحظ انهم يعلنون أن لا فيتو لديهم على احد.

الترقب اذن سيد الموقف، والانتخابات الرئاسية تتطلع إلى انفراج ربيعي قبل حريق الصيف. مع العلم ان لا شيء مؤكدا بعد.

المصدر
لبنان24

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى