سياسة

فرنجية في باريس… خطى ثابتة بعيداً عن الضجيج الاعلامي

على مدار 48 ساعة متواصلة ضجت الاجواء اللبنانية بخبر زيارة رئيس “تيار المرده” سليمان فرنجيه الى العاصمة الفرنسية باريس لمناقشة الملف الرئاسي مع بعض المسؤولين المباشرين عن الملف اللبناني في الرئاسة الفرنسية.
 
وفور حصول الزيارة، تعددت المعلومات المتناقلة وانقسم الشارع اللبناني بين سيناريوهين اساسين، الاول مفاده ان الزيارة قرّبت المسافة بين بعبدا وبنشعي،اما الثاني فتحدث عن توجه فرنسي لابلاغ فرنجيه ان دعمها له وصل الى خواتيمه غير السعيدة.
في هذا الاطار، أكد مصدر موثوق لـ”لبنان 24″ ان السيناريوهات المتداولة لا تتعدى بعض التمنيات او بعض الآراء السياسية التي يريد البعض تحويلها الى واقع، فالشارع المؤيد لفرنجيه من مختلف الطوائف في لبنان يريد تسريع خطوات وصوله الى القصر الجمهوري وهذا ما يدفعه لتبني نظرية الأشهر القليلة التي تفصل رئيس “المرده” عن تلاوة القسم الرئاسي، وفي المقابل يحاول الشارع المعارض له البحث عن مختلف الأسباب التي قد تمنع استمرار ترشيحه وتحويله الى ورقة انتخابية في المجلس النيابي”.

يضيف المصدر ” حقيقة الأمر اننا سنشهد مرحلة جديدة يدخل فيها ترشح سليمان فرنجيه الى سدة الرئاسة الاولى، اذ انه وبعد المرحلة الأولى التي يمكن اعتبارها مرحلة الانطلاق، استطاع فرنجيه ان يثبت مسيحيته ووطنيته في الآن معا، على الرغم من ان نظرية فحص دماء اللبنانيين بشكل مستمر غير واردة الا عند من يحملون لواء التشكيك بشكل دائم.
 
وفي هذا المجال، اثبت فرنجيه مسيحيته وميثاقيته من خلال الصرح البطريركي الذي خرجت منه عن قصد او غير قصد لوائح مرشحين رئاسيين تحمل دائما اسم زعيم “المرده” دون اي خجل او مواربة.
 
أما وطنيا فقد يكون موضوع (الساعة) وما حمله من جدل عقيم أثبت ان لفرنجيه نظرة وطنية حقيقية لا تشبه عقارب الساعة التي ترغب دائما في العودة الى الوراء”.

ويرى المصدر انه ” في الحديث عن المرحلة الجديدة المشار اليها اعلاه، ظهرت نظرية التطمينات التي قد يحملها فرنجيه الى المجتمعين الدولي والمحلي، وعلى هذا الصعيد كان كلام فرنجيه واضحا في ما يتعلق بعودة النازحين السورييين والاستراتيجية الدفاعية الذي تلاه في مؤتمر صحفي عقده بعد زيارة قام بها برفقة عقيلته ريما فرنجيه الى الصرح البطريركي في بكركي.
وما هو جديد في هذا الاطار يتمثل في الاشكالية التالية: هل فعلا ما زالت الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بحاجة الى تطمينات مرتبطة بواقع حزب الله بعد تقاربها العلني مع ايران”؟

ويتابع المصدر مستبعداً ان ” يكون النقاش الباريسي قد دخل في مرحلة التطمينات التي تطال بعض التفاصيل المتعلقة بشكل الحكومة والثلث المعطل او الضامن” مؤكدا ان ” فرنجيه ليس بصدد حرق المراحل على الرغم من ايمانه بضرورة ايجاد حلّ عام او سلة متكاملة تدخل البلاد على اثرها في خانة جديدة تبتعد كل البعد عن مفاهيم التعطيل والنكد السياسي وسواهما من المصطلحات التي انهكت البلاد والعباد في آن معاً”.

أما عن الرسائل المتبادلة بين بنشعي والسعودية فيرى المصدر ان ” لا مانع من ان تلعب فرنسا دور الوسيط بين السعودية وفرنجيه على الرغم من انه لا شيء يحول دون التواصل المباشر بينهما والذي قد يحصل في اي لحظة لأسباب مرتبطة بالملف الرئاسي او لأسباب أخرى، لكن وفي شتى الاحوال لم يكن اللقاء الباريسي مناسبة لابلاغ فرنجيه رفض السعودية المطلق له، بل كان محطة للتأكيد من جديد على اهمية الحوار والتعاطي الايجابي مع معالم المرحلة المقبلة”.

ويختم المصدر مشيرا الى ان “اي خطوات جديدة سيقدم عليها فرنجيه ستكون مدروسة جدا، والنقاش بينه وبين فرنسا ومن خلفها الدول التي سبق وشاركت في اجتماعات مخصصة للملف الرئاسي اللبناني ما زالت مستمرة دونما انقطاع، كما ان برنامج عمله لمرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية يتمثل بـ3 نقاط اساسية:
اتمام كل الاصلاحات والقوانين التي لم تتمكن الدولة من انجازها منذ بداية الازمة، فتح المجال امام انعقاد حوار وطنيّ جديّ، وطرح الحلول بالتعاون مع الرئاستين الثانية والثالثة ومختلف الاحزاب والتيارات بهدف وضع لبنان على سكة التعافي.
في المحصلة، مرحلة ترشح فرنجيه الثانية ليست سهلة، لكنها ستؤسس لموقف داخلي أكثر وضوحا في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية يتماهى الى حدّ كبير مع التوجهات الخارجية التي تحاول مساندة لبنان ومساعدته.

المصدر
لبنان24

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى