أميركا تدين قرار المحكمة الروسية ضد مراسل صحيفة “وول ستريت جورنال”
دخل قطار العلاقات الروسية الأميركية محطة أخرى من محطاته المشتعلة، بعدما أعلن جهاز الأمن الفيدرالي، أكبر جهاز أمني روسي، اعتقال مراسل صحيفة “وول ستريت جورنال”، إيفان غيرشكوفيتش، الذي تم توقيفه بتهمة “التجسس” لصالح واشنطن.
أفادت أجهزة الأمن في موسكو بأنَّ الصحفي المعتقل الذي ضُبط في إيكاترينبرغ ليس له أي علاقة بالصحافة، وكان ينفّذ أوامر أميركية بجمع معلومات حول أنشطة إحدى الشركات التابعة للمجمع الصناعي العسكري، باعتبارها إحدى مؤسسات الدفاع الروسية، وهي معلومات من أسرار الدولة، فماذا بعد اعتقال غيرشكوفيتش؟
أول خطوة منذ حقبة الحرب الباردة
يقول الباحث في العلاقات الدولية أحمد العناني إن اعتقال الصحفي الأميركي في روسيا بتهمة التجسس، سابقة لم تحدُث منذ عقود، وستقود إلى مزيد من “صب الزيت على النار” بين البلدين اللذين يشهدان توترات غير مسبوقةٍ في العلاقات بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا المستمرة لأكثر من 13 شهرًا.
يُضيف الباحث أحمد العناني، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن غيرشكوفيتش أوَّل مراسل لإحدى وسائل الإعلام الأميركية يتم اعتقاله بتهمة التجسس في روسيا منذ حقبة الحرب الباردة، وبالتالي هي خطوة ستكون لها ردود فعل واسعة على الصعيدين السياسي والعقوبات الاقتصادية والتجارية المفروضة من واشنطن على موسكو أيضًا.
يُشير العناني في ذلك إلى تحذير واشنطن المتجدد للأميركيين بعدم السفر إلى روسيا، وأنه على المواطنين الأميركيين المقيمين في روسيا أو الذين سافروا إليها المغادرة فورا.
ضغط في ملف أوكرانيا
أدانت أميركا قرار محكمة روسية ضد مراسل صحيفة “وول ستريت جورنال”، إيفان غيرشكوفيتش، بالحبس احتياطيا لمدة شهرين، ويبدو أن الأمر سيصل إلى ذروة درجات الاحتقان، لا سيما أن الرئيس الأميركي جو بايدن يتابع تفاصيل الأمر، حسب ما أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي.
كان إيفان، وهو صحفي معتمد في سجلات وزارة الخارجية الروسية، يعد تقريرا بشأن مجموعة المقاتلين الخاصة “فاغنر”، في إطار الأضواء المسلطة عليها منذ أن انخرطت بشكل مباشر في العمليات العسكرية الجارية بأوكرانيا.
قال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي المعروف اختصارا بـ(F.S.B)، في بيان، إن السلطات تشتبه في أن إيفان كان يقوم بالتجسس خدمة لمصالح الحكومة الأميركية.
توقع العناني أن تكون محاكمة المراسل الأميركي سريعة وأداة ضغط متبادل في العلاقات بين البلدين، وستتصل بما يجري في أوكرانيا وملف الإمدادات الغربية الواسعة لكييف، فالشارع الأميركي ودوائر صناعة القرار ستمارس ضغطا مكثفا على بايدن للإفراج عن المراسل المحتجز.
يتفق في الرأي فاديم أريستوفيتش، الأكاديمي في الشؤون الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، مؤكدًا أن تلك الورقة سيتم استخدامها من موسكو بشكل كبير ضد واشنطن، وبالأخص قبل الهجوم المضاد الذي تعد له كييف وتعتمد فيه بشكل كبير على السلاح الغربي والأميركي بشكل خاص.
أضاف أريستوفيتش، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن موسكو لن تقايض في هذا الموقف بالإفراج عن روس محتجزين في واشنطن، بل سيتم المقايضة على السلاح والإمدادات، ويمكن أن يصل الأمر إلى إرغام كييف على التفاوض، مؤكدا أن فرص الإفراج عنه مستحيلة قبل أن تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن، وهذا بالطبع لن يتم بدون تراجع واشنطن عن دعم كييف.
كان غيرشكوفيتش المعتقل قد عمل أيضا في صحيفة “موسكو تايمز”، وشغل أيضا مهمة “مساعد أخبار” في صحيفة “نيويورك تايمز”؛ ويواجه عقوبة بالسجن تصل إلى 20 عاما في حال أدين بتهمة التجسس.