بدأ التوقيت الصيفي في لبنان وغاب الإنترنت.. والعسكر المتقاعدون يصبون غضبهم على «المركزي»
بدأ العمل بالتوقيت الصيفي في لبنان، اعتبارا من فجر أمس الخميس، فاستقرت علاقة لبنان الوقتية بالعالم، بينما استمرت المشكلة الأدهى المتعلقة بالتواصل عبر الشبكة العنكبوتية محليا ودوليا، من خلال قطع الاتصالات والإنترنت، بفعل إضراب موظفي هذا القطاع عن العمل، طلبا لتحسين أوضاعهم المعيشية، الأمر الذي يهدد بعزل لبنان عن الخارج، وقد بدأت مناطق في جبل لبنان تخرج عن السمع، بفعل توقف أعمال الصيانة للمقسمات.
ويقول وزير الاتصالات جوني القرم، إن مطالب الموظفين أكان في «أوجيرو» او الفا او تاتش الخليويتين بحاجة للمعالجة، لكنه كوزير وصاية، لا يستطيع أن يفعل شيئا بغياب مجلس الوزراء، واصفا وضع الاتصالات بالخطير الخطير.
وأجرى القرم اتصالا هاتفيا برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الموجود في السعودية، وطلب ميقاتي منه، الاستعانة بالجيش لتسلم قطاع الاتصالات كاملا، الأمر الذي أغضب العاملين في اوجيرو المضربين عن العمل، الذين ناشدوا قائد الجيش عدم الاستجابة.
وتخشى أوساط سياسية من أن يكون وراء أزمة الاتصالات المستجدة، والمرتبطة بمرتبات الموظفين، خطة بعيدة لخصخصة هذا القطاع، الذي يصفه البعض «بنفط لبنان غير السائل»!
وبالتزامن، نفذ المتقاعدون العسكريون والمدنيون العاملون في الادارات الرسمية يوم غضب عارم، تحت المطر في ساحة رياض الصلح التي تطل عليها السراي الحكومي من الغرب.
وقاد التحرك من جانب العسكريين المتقاعدين المطالبين باحتساب مرتباتهم بالليرة على سعر الصيرفة، او التحول نحو الدولار، العميد المتقاعد جورج نادر والعميد المتقاعد والنائب السابق شامل روكز.
وأحيط مبنى السراي الحكومي بقوات كثيفة من الأمن ومكافحة الشغب، تقدمتهم الاسلاك الشائكة، لمنع وصول المحتجين الى السراي، وتجنبا لتكرار ما حصل خلال الأسبوع الماضي من أعمال عنف، لكن رغم عدم وجود رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فقد حاولت بعض المجموعات القفز فوق حواجز الأسلاك الشائكة، سعيا للوصول الى المقر الحكومي.
بعدئذ توجه المحتجون من رياض الصلح الى شارع الحمراء، حيث اعتصموا أمام المصرف المركزي، واستطاع عدد منهم تخطي الأسلاك الشائكة والوصول الى مداخل المصرف، لكن وجود قوات كثيفة من اللواء المجوقل في الجيش ووحدات مكافحة الشغب، حالت دون وصولهم الى الداخل، حيث جرى رشقهم بالفلفل الحار، عندها اكتفوا بإطلاق الهتافات الجارحة ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، اضافة الى كتابة الشعارات على جدران المبنى.
يذكر أن ولاية سلامة تنتهي في يوليو المقبل، وقد تقدم اسم الوزير السابق كميل ابوسليمان، المشهود له بخبرته في حقل المال والاقتصاد، للحلول محله.
رئاسياً، ما زال هذا الملف معلقا على نتائج المداولات الاقليمية والدولية، وآخر الاهتمامات الاقليمية ما اشارت اليه المصادر المتابعة في بيروت عن عزم مسؤول قطري زيارة بيروت، وهو وزير الدولة القطرية محمد الخليفة، والزيارة منتظرة الأسبوع المقبل، وهو كان زار طهران مؤخرا.
محلياً، التباعد مستمر بين حزب الله والتيار الحر بشأن الخيار الرئاسي، مقابل تمسك الحزب ومعه حركة أمل بترشيح سليمان فرنجية، الذي لم يقارب هذا الملف بالصورة المباشرة، من باب الرهان على الوقت، وبالتالي لم يعلن حتى الآن ترشحه رسميا وقد أجل مؤتمره الصحافي الذي سبق أن تحدث عن عقده، كما تقول قناة «الجديد»، بانتظار أن تسلك التسويات مسارها المنتظر في أواخر شهر رمضان المبارك.
وقد تخطى فرنجية مؤخرا حقل ألغام أزمة التوقيتين الشتوي والصيفي التي حولتها بعض الاحزاب والتيارات المسيحية الى مندبة على الشراكة الوطنية بخلفية طائفية تصعيدية غير مبررة، وتجنب ركوب الموجة، كما فعل سواه، مؤثرا الصمت وعدم التفاعل، إدراكا منه بأن وراء الأكمة ما وراءها، ولقد كان صمته في محله.
وفي سياق متصل، رد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، على الخطاب الأخير لرئيس التيار الحر جبران باسيل دون أن يسميه، رافضا ما جاء على لسانه من ان الحزب أبلغه بأنه لن يسمي شخصية لرئاسة الجمهورية لا تحظى بقبوله، وقال قاسم: نحن لم نعد أحدا بأن يكون موقفنا مرتبطا بموقفه او تسميته او بآرائه او بقناعاته.