مقالات

«الحكمة» حدَّت من ارتدادات «الاشتباك الكلامي» في «اللجان» وبخاري يحض القادة على انتخاب رئيس والمضي بالإصلاح

عقارب الساعة اللبنانية، تحولت من أزمة «التوقيت الصيفي»، الذي بدأ العمل به من منتصف الليل الفائت، الى ارتدادات الخلاف حوله، في جلسة اللجان النيابية، فيما بقي الملف الرئاسي، في ضمير الغيب أو في عهدة الدول، الشقيقة او الصديقة المتابعة للموضوع والمرشح عددها للتزايد، وفق المعلومات الديبلوماسية.

التكاتف الذي أظهرته الكتل النيابية المسيحية ضد تأخير التوقيت الصيفي، إلى أوائل ابريل، وكادت ان تفجر معه صاعق العبوات الطائفية، كم كان مجديا لو وظف من اجل انتخاب رئيس للجمهورية، ما يعني ان كل ما يحصل من توترات، نتيجة مواقف هذا الطرف او ذاك، مازال لعبا في الوقت الضائع. الاعتقاد الراسخ ان الانفجار النيابي الذي حصل خلال جلسة اللجان، جزء من ارتدادات حرب التوقيت الشتوي، الناشبة بين الرئيس نبيه بري والكتل النيابية المسيحية، وفي مقدمتها كتلة «التيار الحر» برئاسة جبران باسيل، الجزء الآخر متصل بانتخابات البلديات والمختارين، حيث انقسم القوم بين مؤيد لإجرائها وبين راغب في التأجيل، مع عدم المجاهرة في ذلك، طبعا.

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ليس في وارد الاعتكاف عن تصريف الأعمال، كما أشيع وكما أكدت أوساطه.

ولعل ما عزز التكهنات بأنه باشر الاعتكاف غياب ميقاتي عن مكتبه في السراي الحكومي يوم الثلاثاء، وتبين انه أمضى نهاره في مكتبه الخاص.

وقد استقبل ميقاتي سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري في السراي، وتم خلال اللقاء البحث في الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وأكد البخاري بعد اللقاء مواصلة الجهود المشتركة لحض قادة لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية والمضي قدما في الإصلاحات الجذرية.

ويقول موقع «صحفي»، القريب من رئيس الحكومة إنه انزعج من الحملات الطائفية التي استهدفته في الأيام الاخيرة، والذي عبر عنها في كلمته، بعد جلسة مجلس الوزراء، لكن ذلك لن يدفعه الى خطوات انفعالية، وان ما يقال عن اعتكاف ليس بالأمر الوارد. والحقيقة، كما يقول الموقع، ان ميقاتي قرر التعاطي بنمط جديد من تصريف الاعمال الحكومية وعلى قاعدة ان الجميع شركاء في المسؤولية.

على الصعيد الرئاسي، المراوحة مستمرة، فرئيس تيار المردة سليمان فرنجية يجس النبض ووليد جنبلاط يطرح الخيار الثالث، فيما المطالبة بتسريع انتخاب الرئيس على كل شفة ولسان، والجميع بانتظار التطورات السياسية في الإقليم.

وبالمناسبة، استقبل السفير السعودي النائبة الفرنسية إيمليا لاكراني في بيروت، أمس الأول، «حيث جرى عرض العلاقات بين البلدين الصديقين، في مختلف المجالات وسبل تعزيزها، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومنها تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة».

وبالعودة إلى العاصفة النيابية التي هبت يوم الثلاثاء، يقول رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ان الجلسة بدأت متوترة، وامتنع عن الدخول في التفاصيل، واضعا ما حصل في عهدة الرئيس بري، وقال انه سيتشاور «مع الاصدقاء والحلفاء لنرى ما علينا فعله».

واتسمت خطوة الجميل بوضع ما حصل من تعديات كلامية في عهدة الرئيس بري، بالحكمة والتعقل، وقد لاقاه رئيس المجلس النيابي بموقف لا يقل حكمة، وتمثل باحتواء ما كاد يتسبب به كلام معاونه السياسي علي حسن خليل، فاتصل برئيس «الكتائب» مؤكدا حرصه على معالجة الأمر، كما أوفد نائبه إلياس بو صعب، الى مقر سامي الجميل في بيت الكتائب، وانتهى يوم التوتر النيابي البالغ باتصال النائب حسن خليل بالنائب الجميل معتذرا عن الكلام الذي صدر منه، ومبديا كامل احترامه للجميل ولحزب «الكتائب». وتبين ان هناك التباسا حصل بالنسبة للنائب خليل، حيث سمع من يصفه بالمطلوب للعدالة على خلفية ملف المرفأ، وظن ان الجميل هو المتحدث فرد عليه بما رد.

بداية المشكلة كانت مع طلب النائب ملحم خلف التحدث بالنظام، مذكرا بأن مجلس النواب الآن هيئة ناخبة ولا يحق له عقد جلسات تشريع، فرد عليه النائب غازي زعيتر، معتبرا ان هذا الكلام ليس بالنظام، فرد خلف طالبا منه عدم المقاطعة، وكان جواب زعيتر بعبارة نابية، ما أفضى الى الاعتقاد بأن فريق الرئيس بري المحبط من عودة مجلس الوزراء عن قرار تأجيل الالتزام بالتوقيت الصيفي، يريد رد الصاع في هذه الجلسة المخصصة للبحث بالمتطلبات للانتخابات البلدية.. ودبت الفوضى. وبات واضحا أنه لا أحد يريد إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية قبل الانتخابات الرئاسية، ولتجنب فقدان سيطرة النواب على محازبيهم، لكنهم يتظاهرون بالعكس

المصدر
الأنباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى