سياسةمحلي

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 26/3/2023

مقدمة اخبار LBC
رمانة التوقيت الشتوي والصيفي، كشفت قلوباً ملآنة، ليس التوقيتُ سوى بند من بنودها…

البلد في حالِ احتقانٍ كبير ولا ينقصه سوى صاعقٍ لينفجرَ، فأهداه الرئيسان بري وميقاتي صاعقاً مع “ساعة توقيت”، وعلى هذه الساعة انفجر الصاعق منتصف ليل 25 – 26 آذار، فانقسم اللبنانيون بين مَن اعتمد التوقيت الصيفي وأشارت ساعته إلى الساعة الأولى، فيما مَن اعتمد الإبقاءَ على التوقيتِ الشتوي أشارت ساعته إلى الثانية عشرة.

الموضوع لا يحتمل مزاحا ولا تنكيتا، كما كل شيء يتحوَّل في لبنان، الموضوع خطير لأنه يتسببُ بفوضى عارمة سواء داخل لبنان أو في علاقة لبنان بالخارج، ويكفي الاستشهاد بما يجري في مطارِ بيروت، بوابة لبنان إلى العالم وبوابة العالم إلى لبنان: المغادِر على التوقيت العالمي، والواصل على التوقيت اللبناني. أكثر من ذلك، إذا كان الوصولُ إلى المطار قبل ثلاثِ ساعاتٍ من المغادرة، فهل توقيتُ لبنان يفترض بالمسافر أن يصلَ إلى المطار قبل اربعِ ساعات، فهل تكون “الكونتوارات” قد فتحت؟ وفي حال كلا، أين ينتظر في هذه الحال؟

إلى أبسط من ذلك، إذا اتفق شخصان على لقاء وفق موعد محدد، فعلى أي توقيتٍ يتحدد الموعِد إذا كان الأول يعتمد التوقيت الشتوي والثاني يعتمد التوقيتَ الصيفي؟

الخطأ في القرار ليس فقط التسرَّع من دون تقدير العواقب، بل في أنه قرار لا قدرةَ للحكومة على تطبيقه، فالمعارِضون له كثر، فكيف تطبقه الحكومة؟ ما هي الوسائل الزجرية؟ وهل بإمكانها تطبيقه بالقوة؟ وإذا لم تستطع، وهي لن تستطيع، فأي فوضى تكون تسببت بها؟

ألا يشبه هذا القرار قرارَ جبايةِ فواتير الكهرباء ورفع التعليق على الشبكة؟ هل تجرؤ مؤسسة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة ان تقدِّم كشفًا بمدى الالتزام؟

متخذو أو متخذا هذا القرار يعيشان في حالِ إنكارللواقع القائم، على رغم أن مؤسستيهما في حال اهتراء: الرئيس بري غيرُ قادر على جمع اللجان، ورئيس حكومة تصريف الأعمال يدوِّر ألفَ زاويةٍ لعقد جلسة لمجلس الوزراء يُشتَرَط عليه طبيعةُ بنودِها، فكيف لهما أن يتخذا قرارًا يعرفان سلفًا، أو على الأقل أحدُهما أن تطبيقه علميا وتكنولوجيا غير ممكن، ناهيك بالتداعيات السياسية ان لم نقل أكثر، كذلك بتحوَّل أربعة ملايين لبناني إلى خبراء وقت وشروق ومغيب وتكنولوجيا، فدخلنا في جدل بيزنطي وبرج بابل نعرف كيف نبدأ ولا نعرف كيف ننتهي.

يبقى أن نكرر، لو اتخذتم القرار قبل شهر على الأقل وليس قبل ثمانٍ وأربعين ساعة، لَما أوقعتم البلد في هذه البلبلة وهذه الفوضى.

ونقول للرئيس نجيب ميقاتي: كما مشَّيتا للرئيس نبيه بري، وحملتَ على ظهرِكَ انتقاداتِ نصف الشعب اللبناني، مشِّيها للشعب وبالتأكيد “بيمشيلك ياها الرئيس بري”.

الضربة القاسية للقرار جاءت من وزير التربية الذي أصدر بيانا أكد فيه الانتقال إلى التوقيت الصيفي في المؤسسات التربوية.

يأتي هذا القرار في وقتٍ يتواصل النائب هادي أبو الحسن، وبتوجيه من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مع الرئيس بري والرئيس ميقاتي، في محاولة لايجاد مخرج للازمة.

في السياسة، تصعيدٌ جديد من رئيس التيار جبران باسيل ضد حزب الله. باسيل روى أن “الحزبَ أكّد له مراراً أنّه مستحيل أن يطرح أحدا أو يقبل بأحد “ما بقبل انا فيه”. وتابع باسيل: “ولمّا سألت اذا تأمّن 65 صوتا لسليمان فرنجية بتمشوا فيه بدوننا؟ زعلوا وإجاني الجواب عدّة مرّات وعلى كلّ المستويات، انّه كيف بتسمح لنفسك حتى تفكّر بالأمر؟ بعدين، شفنا اداء مختلفا”.

باسيل حسم موضوع الدولة والمقاومة، فقال: “نحن بدنا الدولة أوّلاً، والمقاومة من ضمنها حامية لها. وهني بدهم المقاومة أوّلاً، والدولة من بعدها”. وتوجه إلى التيار قائلا: “بدعيكم تستعدّوا للشارع”.

عربياً، القمة العربية في التاسع عشر من أيار في الرياض، على ما أفاد حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية، بعد أن وافقت سلطات المملكة على الموعد”.

تأتي القمةُ بعد أيامٍ من فترة اختبار الشهرين بين السعودية وإيران برعاية مصرية، ليبقى السؤال: هل يغيبُ لبنان عن القمة في ظل عدم وجود رئيس جمهورية إذا لم يكن قد تم انتخابُ رئيسٍ حتى ذلك الحين؟

البداية ليست من صاعق التوقيت بل من صاعقٍ ماليٍ انفجر وقضيَ الأمر.

مقدمة اخبار الجديد

انتشرَ لبنان بُقعاً طائفية.. من كفرشيما إلى المدفون، ومن الناقورة حتى النهرِ الكبير/ ونَفّذت الساعة غاراتٍ غيرَ وهمية استهدفت عُمقَ الشراكةِ الوطنية/ وعلى الرَغمِ من اشتدادِ حدّةِ الانقسام فإنّ الفاعلَ ظلَّ متجاهلاً أزْمةً تتوسّعُ كبُقعةِ زيت, وتأخُذُ أبعاداً طائفية، مناصفةً بينَ المسلمين والمسيحيين/ وللتاريخ.. فإنّ الرئيس نجيب ميقاتي لم يَستخدِمْ حتى الآن أصولَه العائلية في ضبْطِ الزمن، ولم يَرِثْ عادةَ أجدادِه الذين أُحضِروا من مِصر لتحديدِ مواقيتِ الصلاة في القرنِ الثالث عشَر، وتوارثوا هذه الأمانة، ولُقّبوا بالميقاتي نِسبةً إلى دقّةِ انتظامِ مواقيتِهم.. بَدْءاً من المسجدِ المنصوري الكبير، إلى مساجدِ الفيحاء كافةً/ لكنّ رئيسَ حكومةِ تصريفِ الأعمال ارتأى الصلاةَ خلفَ عباءةِ الرئيس نبيه بري وتحتَ ذريعةِ فريضةِ شهرِ رمضان، التي تُراكِمُ على الصائمين ساعةً إضافية// إنصاعَ ميقاتي من دونِ تبحّرٍ في اصولِ الشهرِ الفضيل، والذي لن يتأثّرَ بتغييرِ الساعة/ وفي رأيٍ للمفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب على الجديد، أنّ ساعاتِ الصوم تبقى نفسُها, فنحنُ نصوم على أساسِ غروبِ الشمس وشروقِها ولا علاقةَ للساعة بالأمر أياً كان رقمُها وتسمياتُها.. فعددُ الساعات هو نفسُه، لكنّ الموضوع يصبحُ نفسياً واعتبارياً ليس إلا// ومعَ هذه الشروحاتِ الدينية منذُ يومين الى الآن، ظلّ رئيسُ الحكومة ممسكاً بواجباتِه الزمنية معَ الرئيس بري، من دونِ أن يتجرأَ على مخالفةِ تعاليمِه/ وهو ارتأى الحرَدَ السياسي على كسْرِ قرارِه وإلغاءِ مذكِّرتِه الشتوية/ وكلُ الانباءِ الواردة من بلاتينوم كانت تؤكّدُ انه ممتعض، لكنّه غيرُ معتكِف.. ولن يَدعُوَ الى جلسةِ مجلسِ وزراء/ لكنّه لن يُحرّكَ الأزْمةَ باتجاهِ الحل/ وقد رَفضَ حتى الساعة.. مجرياتِ الساعة, ولم يتجاوبٍ معَ الوسطاء/ مكرراً أنّ هناك مَن يريدُ ان يَشْطُرَ البلدَ طائفياً من خلالِ تحميلِ قرارِه اكثرَ ممّا يَحتمِل// وليس معلوماً لماذا كلُ هذا التصلّب في الموقف، وكيف أن ميقاتي لم يَرَ البلدَ مشطوراً طائفياً بالفعل.. وأنّ قرارَه وضَعَ اللبنانيين وراءَ الزمنِ العالمي وقسّمهم بين عقربين/ وإذ أَقفل رئيسُ الحكومة على نفسِه الابواب والحلول، فإنه أَهملَ وَساطةَ رئيسِ الحزبِ التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عَبْرَ النائب هادي ابو ألحسن، وسَجّلَ عتاباً على البطريرك الراعي الذي وجّهَ كلاماً قاسياً على الهاتف إلى رئيسِ الحكومة// وفَشَلُ الوَساطةِ الاشتراكية أسفرَ عنها انشقاقٌ وِزاري وتمرّدٌ تربوي أعلنه الوزير عباس الحلبي بالتزامِ وِزارةِ التربية التوقيتَ الصيفي وعدمِ الاعتراف بمذكِّرةِ الحكومة الشتوية/ ولم يكُن الحلبي الوزيرَ الاول الذي اصطفَّ خلفَ الصيف.. إذ سبقَه وزيرُ العدل هنري خوري بإعلانِه التوقيتَ العدلي/ ووسْطَ هذا الانقسام في الوِزارات والمؤسسات والمصارفِ والصروح.. كانَ السياسيون يَشُدُّونَ العصبَ الطائفي ويَقفِزون على حَبْلِه كأنّهم التَقطوا هدايا زمنية/ والدنيا تكادُ لا تتّسع لجبران باسيل، الذي يحيا اليوم خمساً وعشرين على أربعٍ وعشرين.. ويهدّد بـ”إجت الساعة”، ويقسّمُ بطائفيةٍ بغيضة بينَ مسلمين متخلّفين حسَبَ تقييمِه، ومسيحيين متطوّرين/ سَبَقَ جبران عصرَهُ.. واستثمرَ في الوقت وساعاتِ الزمن التي كانت وراءَهُ/ ومنعاً لاستمرارِ النزيفِ الطائفي والاستثمار في التطرف.. فإنّ الرئيس نجيب ميقاتي وَجَبَ عليه الاعتذارُ والاعلان أن الرجوعَ عن الخطأ فضيلة.. حتى لا تتكرّرَ الرذائل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى