مقالات خاصة

إلى المتخلف الرجعي باسيل

كتب مصطفى عبيد،

ما زالت أصداء المهزلة التي افتعلها نجيب ميقاتي تتفاعل وتكاد تتحول إلى أزمة وطنية باتخاذه قرار تأجيل إعتماد التوقيت الصيفي، وكما اعتاد اللبنانيون أن يتفاعلوا مع أسخف القضايا، فقد نسوا الانهيار المالي والاقتصادي والفراغ الرئاسي والفساد السياسي وهبوا استنكاراً لقرار تقديم أو تأخير الساعة.
تجاهلوا مصائب أسعار الدولار والبنزين والخبز، ونسوا أن يثوروا لكرامتهم، وانتفضوا لمجرد قرار سخيف من رئيس حكومة لم يستطع أن يتخذ أي قرار تاريخي ينقذ لبنان، فاختار أن يدخل التاريخ على عقارب ساعة بين صيفي وشتوي.
والمخجل المعيب في الأمر هو المواطن اللبناني الذي حول هذه المسألة السخيفة إلى قضية طائفية، فأصبحت صلاة المسلمين “بالشتوي” وقداديس المسيحيين “عالصيفي”، وبدأ مسلسل تبادل الاتهامات الطائفية والنفوس المريضة تلعب لعبتها، لدرجة وصل إليها البعض باتهام السنّة والشيعة بخطف قرار ما يسمى بالوطن، وهو أبعد ما يكون عن الوطن بل هو مستشفى مجانين.
ومن هذه العقول المريضة، رئيس التيار وصهر العهد الفاشل “جبران باسيل” الذي لم يعد لديه أي وعود يقدمها لأتباعه سوى السير على التوقيت العالمي، توقيت الدول المتطورة، الدول نفسها التي لو كان “جبران باسيل” مواطناً فيها لكان مكانه بين “العصفورية” و”السجن”، وليس على المنابر.
باسيل اختار الظهور على منبر “العونية” بفيديو مسجل ليضرب موعداً صيفياً ويعد مناصريه بالتطور التقدم من خلال التوقيت، وكأنه بتقديمه الساعة ستحل الأزمات المالية والاقتصادية التي تسبب بها هو وعمه ومناصريه ومن يواليهم.
جبران باسيل الذي على عهده وعهد عمه الرئيس لم يرى لبنان أي تقدم، فاختار أن يتقدم وينسب لنفسه التطور والتقدم بجلوسه على عقارب ساعة الدول المتطورة التي تعاقبه لفساده وتجاوزاته.
فيا حضرة المتخلف الرجعي، لو قدمت عقاربك بدل الساعة ألف فستبقى متخلفاً رجعياً طائفياً وموقعك من التاريخ معروف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى