سياسةمقالات

“تسوية فرنجية -سلام”… ما وراء زيارة باربارا ليف إلى لبنان؟

ليست المرة الأولى التي تتقاطع فيها المواقف الخارجية مع الداخلية، على أن الإنسداد قد عاد إلى الملف الرئاسي والحقيقي، وبأن طريق الإستحقاق الرئاسي ليست سالكة، لأن الخلاف السياسي حول الترشيحات عميق والإنقسام عامودي في البلد. ويعزو الكاتب السياسي والمحلل علي حماده، سبب الإنسداد، إلى فشل محاولة باريس تسويق “تسوية فرنجية -سلام”، لأن الرياض لم توافق عليها واعتبرتها “محاولة التفاف على خطة أو خارطة الطريق العربية، التي قُدمت للسلطات اللبنانية قبل عام وحددت السياسة العربية تجاه لبنان”.

ويكشف المحلِّل حماده عن أن فشل باريس قد شجّع وجهة النظر لدى البعض في لبنان، بأنه قد حان الوقت لكي تتقدم واشنطن بخطوة إلى الأمام إلى جانب السعوديين لمقاربة الملف اللبناني. وعليه، وفي ما يتعلق بزيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربرا ليف، ينفي حماده أي علاقة لها باتفاق بكين، معتبراً أن باربرا ليف أساساً تتعاطى بالملف اللبناني أميركياً، وهي كانت دائما تزور باريس للتنسيق بهذا الموضوع مع السلطات الفرنسية، إلاّ أن زيارتها إستطلاعية، وتأتي في سياق التحذيرات الكثيرة التي تصدر بالنسبة إلى خطورة الوضع اللبناني، ولا سيّما بالنسبة للكلام الخطير الذي صدر عن رئيس بعثة صندوق النقد الدولي الذي قال بأن لبنان أصبح بوضع أخطر ممّا يكون إقتصادياً واجتماعياً على حافة الإنفجار.

وعن مرشّح واشنطن الرئاسي، يؤكد حماده أن باربارا ليف “لا تحمل في جعبتها إسم مرشّح الولايات المتحدة، لكنها تحمل مطالب أميركية من السلطات اللبنانية عموماً وعملياً، هذه المطالب تستبطن مواصفات الرئيس المقبل، وهي مواصفات إصلاحية وتتعلق بالكفاءة كما بنظرة الولايات المتحدة إلى الوضع اللبناني، وبالتالي يمكن إسقاطها على أنها تتضمّن ضمناً مواصفات الرئيس المقبل”.

أمّا بالنسبة لاتفاق بكين، يقول حماده إنه “ليس أمنياً فقط، بل أمني ـ سياسي، ولا شيء إسمه أمني فقط، هو اتفاق بضمانة بكين بين أكبر قوتين إقليميتين في المنطقة، السعودية عن المحور العربي وإيران التي تقود محور ما يُسمّى بالممانعة”، لكنه يكشف أن ما من انعكاسات عاجلة وسريعة على الوضع اللبناني، لأن تلمّس الإنعكاسات في اليمن لم يبدأ بعد، ومن المبكر الحديث عن نتائج إيجابية على الساحة اللبنانية.

ورداً على سؤال حول خطورة الوضع في ضوء الإنهيارات المتسارعة، يشدد حماده على أن “لبنان في خطر وتصعيد إقتصادي واجتماعي مخيف، وقد تنفلت الأرض في لحظة ما، لكن حتى الآن لا يزال الوضع ممسوكاً ولا تزال هناك قدرة على الإمساك بالأرض ومنع أي انفجار أمني في البلاد على خلفية إقتصادية ـ إجتماعية”.

وعليه يشير حماده إلى كلام رئيس بعثة الصندوق الدولي الذي غادر بيروت يوم الخميس، والذي كان “قاسياً جداً” في المؤتمر الصحافي الذي عقده في فندق فينسا، إذ قال إن “المجتمع الدولي ممتعض جداً من سلوك السلطات اللبنانية في ما يتعلق بحزمة الإصلاحات المطلوبة من أجل مساعدة لبنان، وما من أموال مجانية آتية إلى لبنان، أي لن تُمطر أموالاً على رؤوس اللبنانيين ما لم تتغير مقاربة السلطات والمسؤولين اللبنانيين لمسألتي الإصلاح والمحاسبة، علماً أن خارطة الطريق معروفة وتتعلق بإصلاح الإدارة، وبإجراءات إصلاحية وليس بنصوص أو تشريعات إصلاحية فقط، إضافة إلى إصلاحات على صعيد السلطات النقدية أي المصرف المركزي وهيكلة المصارف واتخاذ إجراءات ذات طابع مالي عاجلة”.

وبالتالي، يلفت حماده إلى خارطة طريق وضعها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بالنسبة إلى المؤسسات، لا سيّما الكهرباء، وهي شروط المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، وأيضاً شروط الدول العربية التي تعتبر نفسها جزءاً من المجتمع الدولي، و”هي لن تعطي فلساً واحداً أو دولاراً واحداً للبنان، طالما لم تتغير طريقة حكم البلاد الحاصلة اليوم”.

المصدر
ليبانون ديبايت

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى