مقالات

صندوق النقد الدولي يدق ناقوس الخطر: لبنان على مفترق خطر وتوقيت «ميقاتينيتش» يثير ردود فعل «باسيلية»غاضبة!

قرع رئيس بعثة الصندوق الدولي ارنستو راميريز ناقوس الخطر الذي يتربص بلبنان، ثم غادر وفريق عمله بيروت، ولسان حاله يقول: «اللهم أشهد، اني بلغت».

لقد أسمع راميريز المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم كلاما أقرب الى التوبيخ، وأشار في مؤتمر صحافي إلى البطء الشديد في تنفيذ الشروط المسبقة الخاصة بالاتفاق الذي عقده الصندوق مع لبنان في أبريل الماضي، وقال ان لبنان على مفترق طرق خطير، ومن دون إصلاحات سريعة سيكون غارقا في أزمة لا تنتهي أبدا، وان المسودة الأخيرة لمشروع قانون الكابيتال كونترول، لا تلبي الأهداف وتحتاج الى تعديلات.

في هذا الوقت واصلت مساعدة وزير الخارجية الأميركية بربارا ليث محادثاتها في بيروت، حيث أكدت على الموقف الأميركي المعلن، وهو ضرورة انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتنفيذ إصلاحات حاسمة، لوضع لبنان على طريق الاستقرار، حسب بيان للخارجية الأميركية.

ويقول المفكر الإسلامي البارز د.رضوان السيد، ان الموظفة الأميركية الكبيرة تقول للمسؤولين اللبنانيين، نحن لا شأن لنا بانتخاب رئيس جمهوريتكم، وان كنا نرى ان البلد لا يمكن ان يعيش دون رئيس، وقد أتينا لنقول لكم أنكم تغرقون وتغرقون بلدكم، ان لم تجروا الإصلاحات جديا، وهذا الإغراق قد لا يمكن الإنقاذ بعده.

وفي تعليقه الأسبوعي لإذاعة «صوت لبنان» رأى السيد ان الفرنسيين وحدهم يقدمون اقتراحات، ومعادلات، سياسية ورئاسية، أما الآخرون، فلا يتحدثون إلا في الإصلاحات.

غير ان الوزير السابق وئام وهاب الأقرب الى فريق الممانعة، تحدث عن دور آخر مغاير للفرنسيين، حيث أبلغ «تلفزيون لبنان» بأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وراء عملية انهيار الوضع في لبنان سعيا للتخلص من 5 قادة سياسيين يشكلون المنظومة السياسية القائمة، وذلك بتفويض من الولايات المتحدة الأميركية، كما يقول وهاب، وكان أولهم سعد الحريري، وسيليه نبيه بري فجبران باسيل ووليد جنبلاط وسمير جعجع، بينما حيد حزب الله!

وتوقفت مصادر سياسية متابعة، أمام فشل الحراك الفرنسي، في تنفيذ التزاماته لشركائه العرب والغربيين، بإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان، بطرحه معادلات غير مجمع عليها، كمعادلة سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، ونواف سلام لرئاسة الحكومة.

ثم التراجع عن ربط رئاسة فرنجية للجمهورية برئاسة نواف سلام للحكومة، تحت الضغط المضاد، مع التمسك بفرنجية للرئاسة، استرضاء لفريق الممانعة الذي يدعم ترشيحه ومن وراء هذا الفريق.

وثمة عامل آخر يتحرك لصالح فرنجية في باريس، قوامه ثلاثة من كبار الأثرياء اللبنانيين في العالم، وهم بحسب مجلة «الشراع»: جيلبير شاغوري (رجل المقاولات الواسعة في نيجيريا) ورودولف سعادة (صاحب شركة عالمية للنقل البحري) ورجل النفط تيدي رحمه.

ويبقى العامل الأهم، بحسب المصادر المتابعة، وهو انعكاس مصير فرنجية السياسي على واقع حزب الله، خصوصا في حالة فشله في الوصول إلى بعبدا، فمثل هذا الفشل سيكون للحزب أيضا، ولا يخفف من ارتداداته السلبية على حضور الحزب، انتخاب رئيس يختاره فرنجية كبديل عنه، لأن الحزب عقد رهانه السياسي على فرنجية، وخسارته لهذا الرهان، تبطل حاجة معارضيه إلى إثارة موضوع سلاحه.

النائب اللواء اشرف ريفي اعتبر من جهته ان لدى ثنائي أمل – حزب الله، قناعة تامة بعدم قدرتهما على إيصال مرشحهما الى سدة الرئاسة، وقال: قبل نهاية الربيع سيكون لدينا رئيس وحكومة سيادية، وبيان وزاري مختلف، واعتبر ان مشروع إيران في لبنان الى تراجع، وقال لإذاعة «صوت لبنان» ان الواقع اللبناني يشهد تقدما للخط السيادي ضد المشروع الإيراني، الذي سيضطر الى وقف مد أذرعته بالسلاح.

حكوميا يعقد مجلس الوزراء اجتماعه الخامس، كحكومة تصريف أعمال، بعد غد الاثنين، وعلى جدول أعماله بند وحيد يتمثل بعرض وزير المال يوسف خليل الوضعين المالي والنقدي، تمهيدا لمعالجة مطالب موظفي القطاع العام.

وبرزت أمس مشكلة التوقيت في لبنان، مع تأجيل الانتقال الى التوقيت الصيفي إلى ما بعد شهر رمضان، فخلال لقائهما الأخير، قال الرئيس بري للرئيس ميقاتي، «مشيلهم ياها» فماشاها ميقاتي. ووقع قرار تأجيل اعتماد التوقيت الصيفي شهرا، بينما حصلت التيارات والقوى المعارضة، على منصة للقنص على الفريق الحكومي، برصاص الطائفية الذي اتخذته، سعيا لتعويم وجودها الغريق، من خلال رفع الصوت، رفضا لإخضاع المواقيت الزمنية، للاعتبارات الدينية، وبغرض الاستثمار السياسي في النهاية.

وكما كان متوقعا، فقد تقدم رئيس التيار الحر جبران باسيل المعترضين بقوله: ان تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي ما بينقبل.. كثيرا، ولا يجوز السكوت عنه، لحد التفكير بالطعن به امام مجلس شورى الدولة وهو ما لوح به النائب الكتائبي إلياس حنكش.

بدوره، النائب نقولا صحناوي، عضو تكتل لبنان القوي، غرد كاتبا: «توقيت «ميقانيتش» (على وزن غرينتش) والله يستر ما بكرا يلغو الصيفية ويعتمدوا النهار 36 ساعة». بينما اكتفى زميله في التيار غسان عطاالله بالقول: «جهل وتقصير وطائفية».

ويذكر ان عائلة الميقاتي هو من يؤقت مواعيد الآذان والصلاة، وكان هذا دور عائلة الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس وأساسها عز الدين.

ومع ان تقديم الساعة او تأخيره لا يقدم ولا يؤخر في بلد ضاعت فيه كل المقاييس، فإن قناة «او تي في» الناطقة باسم التيار الحر، رأت انه بمعزل عن المبالغات الرافضة للقرار او المبررات المؤيدة له، يبقى ان خطوة من هذا النوع، على بساطتها في الشكل، هي من حيث المضمون دليل إضافي على تلاشي منطق الدولة، وتحلل المؤسسات. وأن الأساس هو تأخير التوقيت الرئاسي، في ضؤ التمترس الواضح حول مرشح الفرض سليمان فرنجية من جهة، ومرشح التحدي ميشال معوض من جهة ثانية وإقفال كل طرق بعبدا أمام المرشحين الإنقاذيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى