مقالات

الدول المؤثرة للمسؤولين اللبنانيّين: ساعدوا أنفسكم ونحن إلى جانبكم

“مكانك راوح” هو عنوان المرحلة الحالية في لبنان، بانتظار إنقشاع التطورات الإقليمية والدولية وإنعكاساتها على لبنان.

وتشير معطيات ديبلوماسيةإلى أن الأمور ما زالت تراوح مكانها داخلياً وخارجياً على صعيد الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي لم يصل لقاء باريس الأخير بين الوفدين السعودي والفرنسي الى أي نتائج ملموسة، بل تؤشّر الأجواء إلى أن الرياض التي رفضت طرح إسم قريب من فريق ٨ آذار، أكّدت مجدداً أمام الوفد الفرنسي ضرورة التفتيش عن الخيار الثالث أي مرشح من خارج الاصطفافات وهذا ما يحظى بدعم الدول الأخرى المؤثرة، إلا في حال استوجبت الأمور الأمنية على ضوء الاهتزازات في البلد ربطاً بالأوضاع الاجتماعية، وصول قائد الجيش العماد جوزاف عون.

فما حصل منذ أيام غداة الإرتفاع الجنوبي للدولار الأميركي، كاد أن يضع لبنان مساء تلك اللّيلة في مكان آخر، بعد أن نزل النّاس إلى الشارع، وأعلنت المؤسسات التجارية والصيدليات ومحطات الوقود الإغلاق لعدم تمكّنها من مواكبة صعود الدولار. مرّ “القطوع”، ولكنّه قد يعود بانتهاء مفعول “إبرة بنج” تعميم المصرف المركزي.
بمعنى أن يُنتخب عون في ظل الظروف الإستثنائية وما يحصل من تظاهرات واعتصامات وحركة احتجاجات قد تتفاعل في الأيام المقبلة وتتفاقم لتصل الى ما لا يُحمد عقباه، في حال بقي هذا التدهور المريب مالياً واقتصادياً جارٍ على قدمٍ وساق، اذ ما من حلولٍ في هذه المرحلة، لذلك يبقى خيار قائد الجيش من المطروحين بقوة.

وفي مجال آخر، ان اللقاء المسيحي النيابي في حريصا يرتدي طابعاً روحياً، وإن كان الملف الرئاسي لن يغيب عن مداولاته عبر ما سُرّب عن اللائحة التي طرحتها بكركي والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وسيتمّ التداول بها، اذ سيشدّد البطريرك الراعي أمام المشاركين على ضرورة التوافق في هذه المرحلة وانتخاب رئيس في أقرب وقت ممكن، خصوصاً من اللائحة التي طرحها أي أن يكون المرشح بعيداً عن الاصطفافات اللّبنانية والإقليمية لا سيما وأن الأسماء المتداولة والمطروحة غير استفزازية ولا تشكل تحدّياً لأي فريق.

ويبقى أخيراً، أنه وفي موازاة هذه الأوضاع واللعبة السياسية المفتوحة على شتى الاحتمالات نظراً لغياب الحسم الخارجي وتحديداً الفرنسي، وصولاً الى ما يجري من انهياراتٍ اقتصادية لبعض المصارف في الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة الى الوضع الأوروبي المتأزم في باريس من خلال حركة الاحتجاجات والتدهور الاقتصادي والاجتماعي، لن ينال لبنان قسطاً وافراً من هذه الدول، بل سيسمع مجدداً من الدول الخمس “ساعدوا أنفسكم وتوافقوا على رئيس ونحن الى جانبكم”.

المصدر
أنطوان غطاس صعب -mtv

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى