سياسة

هل ينتظر فرنجية تأييد السعودية؟

استطاعت المملكة العربية السعودية فرملة اندفاعة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الرئاسية، اذ، وفي اللحظة الذي ظهر ترشيح فرنجية كموجة سياسية قادرة على استقطاب اكثر من نصف النواب، جاءت الايحاءات السعودية التي منعت تحقيق فرنجية للنجاح الكامل وربطت وصوله الى بعبدا بموقفها

عمليا بات فرنجية، الذي بنى كل سياسته الرئاسية في المرحلة الماضية على فكرة تقول بأن الرياض لا تعترض عليه بشكل حاد، لا بل قد تذهب بعيدا في تأييده، ينتظر خطوة سعودية ايجابية لكي يستطيع استقطاب العدد المطلوب من النواب والكتل السياسية لتحقيق الفوز بالاستحقاق الرئاسي.

من دون التيار الوطني الحر ودعمه يحتاج رئيس المردة الى دعم كتلتين سياسيتين كبيرتين، الاولى كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي، التي لم يعد فيها اي اشكالات داخلية جدية تمنع تأييدها لفرنجية، بل ان ما يمنع رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط من اعلان دعم فرنجية هو رغبته بعدم ازعاج الرياض واستفزازها او تخطيها.

هذا ينطبق بشكل حرفي على عدد كبير جدا من النواب السنّة الذين يفضلون فرنجية على باقي المرشحين وينسقون معه، حتى ان بعضهم تعهد بالتصويت له رئاسيا، الا ان الامر لا يمكن ان يتم من دون رضى السعودية ومباركتها، اذ ان ايا منهم لن يذهب الى خيار يعارض مصلحة الرياض.

موقف النواب السنة، وكتلة الاشتراكي كفيل بنقل سليمان فرنجية من بنشعي الى بعبدا، خصوصا انه قادر على احداث خرق في “تكتل لبنان القوي”عبر النواب الارمن وبعض نواب “التيار”، لكن هل يمكن ان تؤيد السعودية سليمان فرنجية وتدعمه؟ وماذا سيكون موقف حلفائها مثل القوات اللبنانية؟

لا يطمح فرنجية الى الحصول على تأييد الرياض ودعمها، اذ يعلم الرجل ان التنازل السعودي لا يمكن ان يكون بهذه العلنية، لكن مجرد غض النظر من قبل الرياض عن وصوله الى بعبدا سيكون كفيلا بدعمه من قبل بعض من لا يريدون استفزازها وتخطيها

من هنا قد تكرر الرياض في احسن الاحوال، في لحظة تسووية في المنطقة، ما فعلته لحظة انتخاب الرئيس ميشال عون، اذ لم تكن مؤيدة لعون لا من قريب ولا من بعيد لكنها في الوقت نفسه لم تعترض على قيام حلفائها بالتصويت له بل غضت النظر بشكل كامل، علما ان علاقتها بفرنجية كحالة سياسية اكثر ايجابية بما لا يقاس بعلاقتها بعون.

المصدر
علي منتش- لبنان24

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى