سياسة

جعجع يرد على بري: المشكلة ليست بين الكتل المسيحية بل بين مشروعين

تشهد المنطقة تحولات ديبلوماسية سريعة، بينما يقع لبنان بأزماته السياسية والمالية الخانقة بين مطرقة الدولار الأسود الذي قفز الى عتبة 115 ألف ليرة للدولار الواحد أمس، وسندان العجز عن إيجاد مخرج للاستحقاق الرئاسي الهائم في ساحات المصالح الاقليمية، وأزقة المحاصصات الداخلية.

المصادر المتابعة تتساءل عما اذا كان السياسيون اللبنانيون سيتلقفون الدينامية الجديدة الهادفة الى التهدئة والاستقرار أم يستمرون في غيهم؟ هل يلتقون على رئيس متمرس دأبه العمل على إخراج لبنان من جهنم التي أوصله الممانعون اليها أم يتابعون سياسة «تكسير الأرجل» حتى لا يبقى من يستطيع الوصول الى سدة الرئاسة.

وعليه، يحاول البطريرك الماروني بشارة الراعي من خلال دعوته النواب المسيحيين الى لقاء جامع بمناسبة «أربعاء أيوب» ظاهره روحاني، وباطنه سياسي، غايته تجاوز قاعدة الاختلاف التقليدي حول رئاسة الجمهورية، والتفاهم على الرئيس الملائم.

وبعد ان باتت موافقة جبران باسيل مؤكدة مبدئيا على مشاركة كتلة لبنان القوي في خلوة بكركي النيابية في 5 أبريل، ومثله نواب الكتائب والأحرار و«تجدد»، أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان كل نواب «القوات» سيشاركون في الخلوة.

وجدد دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لعقد جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية، معتبرا ان المشكلة ليست بين الكتل المسيحية بل بين فريقين سياسيين ومشروعين، وان القول ان المشكلة بعدم اتفاق الكتل المسيحية هو غش.

وقال جعجع في مؤتمر صحافي عقب اجتماع تكتل الجمهورية القوية ان كلام الرئيس بري الموزع يجافي الحقيقة وقد سمعناه اكثر من مرة يقول حاولت دعوة الكتلتين المسيحيتين للتفاهم على رئيس للجمهورية ولم يتفاهموا غامزا من ان عدم اتفاق الكتلتين عطل انتخاب الرئيس.

وخاطب جعجع بري قائلا: «دولة الرئيس صديقي العزيز روق بالك» وكأن الخلاف بين هاتين الكتلتين عطل الانتخاب فهل الخلاف هو مسلم – مسيحي، وان على المسلمين ان يجتمعوا لبحث موقفهم، وكذلك ان يجتمع المسيحيون ليبحثوا ماذا سيفعلون، لكن في الحقيقة بالقدر الذي لدينا فيه فروقات سياسية بيننا وبين حركة «امل» على سبيل المثال وليس الحصر، هناك خلافات مع«التيار الحر»، فلماذا لم تقل باجتماع «القوات» و«امل» او «القوات» و«المستقبل». واذكر بأنه في العام 2016 اتفقت الكتل المسيحية ولم تؤيد هذا الاتفاق. انك تحاول غش الناس ونحن لسنا في اتفاق طوائف، مشيرا الى انه في انتخابات الكونغرس الاميركي حصل الخلاف داخل الحزب الواحد وجرت 15 جولة على مدى اربعة ايام لانتخاب رئيس مجلس النواب.

وتابع: كان المطلوب الدعوة لجلسة مفتوحة لمجلس النواب حتى الاتفاق على انتخاب رئيس، لأن الخلاف هو بين مشروعين وفي كل جهة هناك نواب مسلمون ومسيحيون، ولكن في الحقيقة كنت تدعو لجلسات صورية ونوابك كان ينسحبون في الجلسة الثانية، ونحن منذ البداية لدينا مرشحنا وأنتم كنتم تضعون الأوراق البيضاء وفريقك من عطل الانتخابات لأنه لم يكن قادرا على ايصال مرشحه، وسيبقى يعطل حتى يجد طريقة لإيصال مرشحه، وفي هذه الحالة سنعطل ذلك.

وفي موضوع الدعوة الى الخلوة دعا لها البطريرك، قال: هي في محلها وسنلبيها وستكون غنية بمضمونها، وكل نواب التكتل سيذهبون.

ويبدو أن بري ليس مستعدا لتحديد موعد جديد لجلسة انتخاب رئيس، قبل استكمال الترشيحات الرئاسية، أو بالأحرى قبل تأمين الـ 65 صوتا للمرشح سليمان فرنجية، كما استنتجت اذاعة «لبنان الحر» بيد انه أي الرئيس بري دعا هيئة مكتب المجلس الى الاجتماع الاثنين المقبل تمهيدا لتحديد موعد جلسة تشريعية لمجلس النواب.

وقال بري لصحيفة «اللواء» انه دعا مرتين القوى المسيحية للحوار، لكن الكتلتين الأساسيتين، أي القوات اللبنانية والتيار الحر، رفضتا الحوار، وهو ما رد عليه جعجع.

وعن دعوة البطريرك الراعي الكتل المسيحية الى الاجتماع، قال بري: قرأت انها دعوة دينية روحية للصلاة، وأنا لا اتدخل فيها. ولفت بري الى انه حتى الآن لا يوجد سوى مرشح واحد للمعارضة هو ميشال معوض وهناك مرشحون عديدون لكن غير رسميين، ومتى اكتملت الترشيحات فسأدعو الى جلسة انتخاب وليفز من يفوز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى