سياسة

جنبلاط من “بيضة القبّان” إلى “العرّاب”!

كشفت معلومات تدور في فلك كليمنصو، أن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عاد إلى مبادرته التي كان قد أطلقها منذ أسابيع، تحت عنوان “الإنفتاح على كل القوى السياسية، وعلى مختلف انتماءاتها”، من أجل استعادة البحث من المكان الذي توقفت فيه المشاورات على مستوى الأسماء المحتملة المطروحة، كما غير المعلنة، لرئاسة الجمهورية بعد أشهر على الفراغ الرئاسي.

لكن ما يطرحه زعيم المختارة في حراكه اليوم، يختلف عن مبادرته السابقة، وذلك، لجهة الأجواء الداخلية، كما الإقليمية، التي تفرض نفسها بقوة اليوم على طاولة الإستحقاق الرئاسي، وبالتالي، تتحدّث المعلومات، عن أن جنبلاط الذي يُبقي على قناة الحوار مفتوحة مع “حزب الله”، كما مع “التيار الوطني الحر”، من دون التخلّي عن التنسيق مع قوى المعارضة، ومرشّحها النائب ميشال معوّض، ينطلق هذه المرة من واقع مختلف سياسياً ومالياً ومعيشياً، إذ​أن الضائقة المعيشية التي لامست الخطوط الحمراء في كل المناطق اللبنانية، لا تغيب عن بال رئيس الإشتراكي، الذي زار الكويت والتقى الجالية الدرزية الموجودة فيها، وعرض مع أركانها سبل تقديم الدعم لأبناء الطائفة في لبنان.

وأضافت المعلومات، أن لقاءات جنبلاط في الكويت، لم تخلُ من النقاش السياسي، الذي تركّز مع المسؤولين الكويتيين على عنواني الإتفاق السعودي ـ الإيراني، والإستحقاق الرئاسي في لبنان، بحيث أبدى جنبلاط ارتياحاً ملحوظاً للمناخ الإقليمي الجديد، وذلك انطلاقاً من انعكاساته المباشرة على الساحة اللبنانية بشكل خاص، خصوصاً، وأنه يشارك صديقه الرئيس نبيه بري، في الحديث عن معادلة توافق إقليمية لا بد وأن تُتَرجَم في الإستحقاقات اللبنانية، على الرغم من انقسامات اللبنانيين المتجذّرة.

ولذلك، تابعت المعلومات نفسها، بأن جنبلاط يحرص على الإستفادة من اللحظة السياسية لإعطاء الزخم لمبادرته القديمة ـ المتجدّدة، خصوصاً وأنه بات، ربما الوحيد القادر على التواصل مع كافة الأفرقاء السياسية، فانتقل من “بيضة القبّان” في الإستحقاقات الدستورية، إلى “عرّاب” الإنفتاح والحوار، ولو أن جولاته الحوارية حتى الساعة، لم تفضِ إلى أي جديد، ولكنها كرّست واقعاً تفاوضياً مرناً بين المتخاصمين.

لكن المعلومات، لا تنكر أن زعيم المختارة يحاذر حرق أصابعه في لعبة الأسماء وطرح مرشحين لرئاسة الجمهورية، أو دعم مرشح معين، ويفضل رمي “كرة النار” هذه في الملعب المسيحي كي لا يقع في المحظور، ويبقى في منأى عن أي اصطفاف سياسي، إن مع هذا الطرف أو سواه.

ولكن ما تقدم، أضافت المعلومات عينها، لا يلغي أن جنبلاط يحتفظ بثوابته حيال المرحلة المقبلة التي سيدخلها لبنان مع انتخاب الرئيس العتيد، كون التحدّيات تفترض أن يكون هذا الرئيس قادراً على قيادة فريق متجانس، يعمل على حل الأزمة اللبنانية، وبالتعاون مع أصدقاء لبنان في المنطقة، وليس إدارتها بعدما شارف لبنان على السقوط والإنهيار.

المصدر
فادي عيد- ليبانون ديبايت

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى