عربي ودولي

أوكرانيا تتأهب للهجوم المنتظر.. والموعد يحدده زينليسكي

تزامنا مع زيادة الدعم الغربي لكييف، تدخل حرب أوكرانيا منعطفا جديدا يأمل فيه الجانبان الروسي والأوكراني أن يغير مسار الحرب.

منعطفٌ يسابق فيه الجيش الأمريكي الزمن لنقل معداته إلى ساحة المعركة وتدريب القوات الأوكرانية بوتيرة سريعة، قبل هجوم كبير ضد روسيا متوقع بحلول أواخر الربيع، بحسب ما ذكره موقع “بوليتيكو” الأمريكي.

ففي هذا الصدد، ربط الموقع الهجوم المرتقب بتصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، يوم أمس، قال فيها: “علينا أن نفي بسرعة وبشكل كامل بالتزاماتنا الموعودة”.

التزامات تتضمن بحسب الوزير الأمريكي “تسليم قدراتنا المدرعة إلى ساحة المعركة، والتأكد من حصول الجنود الأوكرانيين على التدريب وقطع الغيار، ودعم الصيانة التي يحتاجون إليها لاستخدام هذه الأنظمة الجديدة في أسرع وقت ممكن”.

ومع اقتراب فصل الربيع، يشعر المسؤولون الأمريكيون بقلق متزايد بشأن تضاؤل إمدادات أوكرانيا من الذخيرة والدفاعات الجوية والجنود المتمرسين.

في المقابل، تواصل موسكو وكييف المواجهة من أجل حسم معركة باخموت، المدينة الاستراتيجية التي وصفها أوستن بأن “لها قيمة رمزية أكثر من كونها قيمة استراتيجية وتشغيلية”.

وقال موقع “بوليتيكو”، فإن المسؤولين الأمريكيين يعملون بشكل أكبر على إعداد أوكرانيا لهجوم ربيعي كبير لاستعادة أراضيها، وسط توقعات بأن يبدأ الهجوم بحلول مايو/أيار القادم.

وفي هذا السياق، نقل الموقع عن مسؤول أمريكي ، لم يُكشف عن هويته، قوله إن “حزم المساعدات الأمريكية التي تعود إلى أربعة أو خمسة أشهر كانت موجهة نحو ما تحتاجه أوكرانيا لهذا الهجوم المضاد”.

تكتيك الهجوم

بينما يحرص المسؤولون الأمريكيون على عدم الظهور لإخبار كييف بكيفية خوض الحرب، اعتبر قادة في البنتاغون، أمس الأربعاء، أن “المعدات والتدريب المقدم سيمكّن أوكرانيا من الفوز في الحرب – أين ومتى تختار ذلك”.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي: “هناك جهد كبير مستمر لبناء الجيش الأوكراني من حيث المعدات والذخيرة والتدريب في مجموعة متنوعة من البلدان من أجل تمكين كييف من الدفاع عن نفسها”.

وأوضح ميلي أن ” القدرة الأوكرانية المتزايدة ستسمح بتطوير وتنفيذ مجموعة متنوعة من الخيارات في المستقبل، لتحقيق الأهداف وإنهاء هذه الحرب بنجاح”.

وفي فبراير/شباط الماضي،أكمل أكثر من 600 أوكراني برنامجا تدريبيا مدته خمسة أسابيع في ألمانيا، شمل المهارات الأساسية مثل الرماية، والتعليمات حول مناورة الأسلحة المشتركة مع مركبات برادلي القتالية الأمريكية الصنع وناقلات الجنود المدرعة سترايكر.

ووفق الموقع نفسه، عادت هذه القوات إلى ساحة المعركة، ويجري الآن إلحاق دفعة ثانية من مئات الجنود الإضافيين في البرنامج.

وعلى ذمة “بوليتيكو”، كان المسؤولون الأمريكيون يضغطون خلف الأبواب المغلقة على كييف للحفاظ على قذائف المدفعية وإطلاق النار بطريقة أكثر استهدافا. والحديث هنا عن معركة باخموت حيث يستخدم الجانبان الذخائر بوتيرة سريعة.

وقال اللفتنانت جنرال المتقاعد بن هودجز ، القائد السابق لقوات الجيش الأمريكي في أوروبا: “يعتقد البعض في البنتاغون أنهم يحرقون الذخيرة بسرعة كبيرة”. “عفوا ، إنهم يخوضون معركة ضخمة من أجل بقاء بلدهم ضد عدو يتمتع بمزايا هائلة في ذخيرة المدفعية ولا يهدأ”.

وتعتبر المعارك حول باخموت الأكثر طولا زمنيا وهذا ما يبدو أنه كلف أوكرانيا خسائر في العتاد والذخيرة، وهي التي تتزود باحتياجاتها من الغرب وسط قيود بدأت تظهر على مستوى الشحنات القادمة لأسباب أو لأخرى.

الاستراتيجية والخيارات

في هذه الأثناء، قال مسؤولون أمريكيون إن كييف لم تستقر بعد على استراتيجية ، لكن لديها خياران أساسيان: الدفع جنوبا عبر خيرسون إلى شبه جزيرة القرم ، أو التحرك شرقا من موقعها الشمالي ثم جنوبا ، وقطع الجسر البري الروسي.

وفي وقت سابق، استبعد الرئيس الأمريكي جو بايدن إرسال طائرات مقاتلة من طراز F-16 ، ومرارا، أكد كبار المسؤولين الأمريكيين أن الطائرات ليست مطروحة حاليا.

لكن المسؤولين يعملون على طرق أخرى لتعزيز القوة الجوية الأوكرانية، بما في ذلك محاولة تركيب صواريخ جو-جو متوسطة المدى متطورة على طائرات ميغ -29 التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، وتقييم مهارات الطيارين الأوكرانيين.

ومؤخرا، أنهى طياران أوكرانيان تدريبا في قاعدة للحرس الوطني الجوي في توكسون بأريزونا، للوقوف على ما يحتاجون إليه لتوظيف الطائرات والقدرات التي قدمها الغرب لأوكرانيا ، بما في ذلك القنابل والصواريخ ومجموعات التوجيه.

وعن موعد الهجوم المرتقب، يقول كبار المسؤولين الأمريكيين، علنا، إن الأمر متروك للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي متى وأين يشن هجوما جديدا، وما إذا كان سيبقى في باخموت أو يعيد تمركز قواته.

وخلال الأشهر الماضية، تحدثت تقارير إعلامية عن هجوم محتمل قد تشنه روسيا أيضا، ضد أوكرانيا، بحلول الربيع.

المصدر
رويترز

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى