عربي ودولي

قيادي يميني فرنسي يهاجم انتشار الأطعمة الحلال في فرنسا قبل رمضان

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بتصريحات للقيادي البارز في حزب “استرداد فرنسا” داميان ريو اعترض فيها على انتشار الأطعمة الحلال قبل أيام فقط من دخول شهر رمضان المبارك، واعتبرها دليلا على محاولة أسلمة فرنسا.

ونشر ريو -عبر حسابه في تويتر- صورا لعروض عدد من المتاجر الفرنسية خلال الأيام الأخيرة بمناسبة اقتراب شهر رمضان، تضمنت مصاحف ومواد غذائية وأطعمة حلالا، وكتب قائلا “الشريعة الغذائية (حلال) ورمضان مبارك في كل مكان في محلات السوبر ماركت لدينا. لمن يعتقد أن الأسلمة أمر خيالي”.

وحاول ريو إيصال رسالة غير مباشرة مفادها أن فرنسا تسير بخطى ثابتة نحو الأسلمة، خصوصا عند اقتراب كل مناسبة دينية إسلامية مثل شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى.

ولاقت تغريدته عديدا من التفاعلات، إذ تساءل المغني ناسي بطريقة تهكمية إذا ما كان سيتحدث السياسي الفرنسي عن العلمانية والفصل بين الدين والدولة خلال احتفالات عيد الفصح اليهودي التي تبدأ أبريل/نيسان القادم.

وانتقد مغردون آخرون ما سموها “سياسة ريو في الكيل بمكيالين”، إذ إنه لا يتحدث عن سوى الإسلام متناسيا أن اليهودية لديها الأطعمة الحلال في دينها أو ما يسمى “كوشر”، وفق قولهم.

وذكر البعض الآخر أن الرجل بات مثيرا للسخرية، لأنه لا يفرق بين ما يسميه هو الأسلمة واستغلال التجار لفترة شهر رمضان من أجل تحقيق ربح سريع.

ولم تكن تصريحات ريو هي الأولى هذه الأيام عن الأطعمة الحلال، إذ أيدته زميلته في قيادة الحزب ماريون مارشال، التي حذرت خلال استضافتها على قناة “فرانس إنفو” من استمرار نهج تقدم الإسلام، مضيفة أن الكل في فرنسا لم يكن يتحدث عن الأطعمة الحلال قبل 10 سنوات مثل الآن، وفق حديثها.

وبرز ريو كثيرا في الآونة الأخيرة بعد مواقف وحملات تهاجم الإسلام، وخصوصا أجهزة الدولة التي تبدي أي إشارة لدعم الحجاب

يشار إلى أن حزب الاسترداد اليميني المتطرف -الذي يتزعمه إريك زمور- قدم برنامجا انتخابيا متطرفا خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، توعد فيه زمور بحظر ارتداء جميع الألبسة التي تحمل رموزا إسلامية -ومنها الحجاب- في الساحات العامة، بالإضافة إلى منع بناء المآذن والمساجد.

ولم يقتصر المنع على ذلك، بل امتد إلى مختلف الحركات الإسلامية، مثل الإخوان المسلمين التي توعد بحظرها.

وفي حديث تلفزيوني سابق بالقناة الفرنسية الثانية قبل السباق الرئاسي (أبريل/نيسان 2022)، قال زمور إنه سيحظر على المسلمين في فرنسا إطلاق اسم “محمد” على أبنائهم في حال وصوله إلى منصب رئيس الجمهورية، مضيفا أنه سيضع قواعد للأسماء التي تطلق على أطفال المسلمين، على حد تعبيره.

يشار إلى أن فرنسا إحدى أكبر الدول الأوروبية من حيث حجم الجالية المسلمة البالغة نحو 6 ملايين حتى منتصف 2016، أي ما يشكّل 8.8% من مجموع سكان البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى