مقالات

ميقاتي يبشّر بـ “ربيع آتٍ” قبل مغادرته إلى الفاتيكان والمعطيات تشير إلى أنه لا رئيس قريباً إنما تحضيرات

يوم «روحاني» بامتياز لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بدأ صباحا بزيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي، وأتبعه ظهرا بغداء في السراي الكبير، تكريما لمفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، ومجلس المفتين المنتخب حديثا، قبل توجهه إلى الفاتيكان غدا. وفي كلتا المناسبتين، دافع عن دوره كرئيس حكومة تصريف أعمال، ودعا المعترضين على عقد جلسات الحكومة، الى استعجال انتخاب رئيس للجمهورية، اذا أرادوا التخلص من الجلسات الوزارية.

وفور وصوله إلى بكركي، وقبل لقاء البطريرك أبلغ ميقاتي الصحافيين أن ربيع لبنان آتٍ، ببركة غبطة البطريرك. وبعد اللقاء الذي استمر قرابة الساعة، قال ميقاتي في دردشة مع الصحافيين: «انه على اتصال دائم مع البطريرك وان آراءهما كانت متوافقة على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت». وأضاف ميقاتي: هناك تأكيد على أهمية تسيير المرفق العام وشؤون الدولة وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية والدستور واتفاق الطائف أساسي.

وقال ميقاتي: شرحت له ضرورة اجتماعات الحكومة لسير المرفق العام وكان متفهما للموضوع، وأقول لمن يتحدث عن شرعية مجلس الوزراء أنه يجب أن ينتخب رئيس للجمهورية.

في غضون ذلك، وتعليقا على دعوة البطريرك الراعي النواب المسيحيين الى يوم «رياضة روحية» ومصالحة، قللت مصادر القوات اللبنانية من جدوى لقاء يجمع فقط النواب المسيحيين، للبحث في أزمة وطنية، مع التأكيد على أنه عندما توجه الدعوة يبنى على الأمر مقتضاه.

ولا تحبذ القوات لقاء بين نواب مسيحيين يختلفون بين مشروعين ورؤيتين بشكل جذري، وسط أزمة ذات طبيعة وطنية وانتخابية رئاسية، واعتبر النائب انطوان حبشي ان الملف الرئاسي لا يزال يراوح مكانه باعتبار ان تبني الثنائي الشيعي ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لم يعطه دفعا الى الأمام، انما بالعكس، مؤكدا تمسك غالبية مكونات المعارضة بميشال معوض «حتى نجد مرشحا قادرا على جمع عدد من الأصوات يفوق العدد المتوافر لمعوض، الذي لن يتردد في المغادرة عندئذ».

ومن بكركي الى السراي الكبير، حيث أقام ميقاتي حفل غداء تكريما للمفتي دريان، ومجلس المفتين المنتخب حديثا، بمشاركة وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي ووزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، وهناك قال: «ان انعقاد مجلس المفتين يشكل انطلاقة جديدة وترسخ وحدة الوطن بمحافظاته ومناطقه وتكامله».

وجدد الدعوة «الى قيام حوار بناء مع كل المكونات الوطنية لما فيه وحدة الوطن والتعاون بين جميع أبنائه».

ونوه مفتي الجمهورية خلال اللقاء «بالجهود والمساعي التي يقوم بها الرئيس ميقاتي في معالجة كافة القضايا السياسية والاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها المواطن». وشدد على «أهمية الوفاق والتوافق بين الأطراف السياسية رأفة بلبنان واللبنانيين».

وعلى صعيد الحراك الرئاسي، توحي الانطباعات الأولية، بأنه لا انتخاب رئيس قريبا، وستقتصر الأمور على التحضيرات، وأن سليمان فرنجية، الذي خطف الرئيس السابق ميشال عون الرئاسة منه عام 2016 سيترقب مع نده «الزغرتاوي» ميشال معوض، مفاعلات «اتفاق بكين» لاستئناف العلاقات السعودية – الإيرانية والذي ركز على عدم تدخل أي دولة بشؤون دولة أخرى.

ومعنى ذلك، انه على اللبنانيين ان «يقلعوا» شوكهم بأيديهم، وان يتفقوا على رئيس وسطي قادر على إخراج بلدهم من الحفرة التي جرهم إليها قادة عميان، والا تبقى في نطاق إدارة الأزمة، ومعنى ذلك المزيد من الشغور الرئاسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى