محلي

بري يتحرّك داخلياً و… خليجياً

ينقل وفق المعلومات، أن حراكاً لافتاً سيقوم به رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقد يتخطى نطاقه المحلي إلى الخارج، دون استبعاد قيامه بزيارة إلى المملكة العربية السعودية، أو دولة الكويت، حيث تربطه صداقات قديمة العهد مع كبار المسؤولين الكويتيين، وتأتي الزيارتان، في حال تمّ تأكيدهما، بعد التقارب الذي حصل بين المملكة وإيران، في ظل إعادة العلاقات الديبلوماسية بينهما برعاية صينية، وبالتالي، لطالما كان لرئيس المجلس النيابي مواقف تراهن على مثل هذه الأجواء من معاهدة السين ـ سين، إلى التوافق بين الرياض وطهران، بمعنى أن بري يعوِّل كثيراً على هاتين المسألتين، باعتبارهما تساهمان في إعادة تحريك المياه الراكدة رئاسياً، وثمة تجارب أو محطات سابقة أدّت إلى تسوية عبر غطاء سعودي ـ إيراني ـ سوري.

وعلى خط موازٍ، تشير مصادر متابعة لحراك رئيس المجلس، وما يمكن أن يقوم به في هذه المرحلة، إلى أن بري سيلتقي ويتواصل مع الكتل النيابية، ومن الطبيعي أن تواصله مع المرجعيات السياسية مستمر، وهناك اتصالات يقوم بها بعيداً عن الأضواء، وثمة من يقول أنه يقوم بإحصاءات دقيقة من خلال تدوير الزوايا لتأمين الأصوات المطلوبة، أي 65 صوتاً لمرشحه رئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية، فيما هناك سيناريو آخر، أي في حال أدرك أن تأمين الـ65 صوتاً مستحيلاً، عندها سيكون الخيار الثالث في ظل معارضة “التيار الوطني الحر” لترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، والإسم المطروح لهذا الخيار بات أمراً متداولاً بقوة على خطوط الكتل النيابية والعواصم المعنية.
ولكن في الوقت عينه، ومن خلال تفاعل بورصة الأسماء، فإن الأمور تشهد صعوداً ونزولاً، ومدّاً وجزراً، وبالتالي، ذلك يبقى أمراً متداولاً إلى أن تكتمل مشهدية الحراك الدولي والإقليمي، في حين أن الخرق الكبير الذي حصل في ظل هذا الستاتيكو، هو التقارب السعودي ـ الإيراني، بمعنى أن الغطاء الدولي والإقليمي بات جاهزاً في حال حصل الإجماع المحلي من قبل المكوّنات السياسية والحزبية، ولا سيما من الكتل النيابية الوازنة.
ولذا، تابعت المصادر، فإن هذه العناوين وكل ما جرى في الأيام الماضية بات في عهدة رئيس المجلس النيابي، والذي سينطلق الأسبوع القادم في إطار تحرّك مغاير عن المراحل السابقة، وفي غضون ذلك، ينقل عن المقربين من الحلقة الضيقة لعين التينة، ليس هناك إلى الآن ما يوحي بحصول جلسة لانتخاب الرئيس قبل أن تتوضح أمور كثيرة، أبرزها كيف سيكون الواقع اللبناني بعد عودة العلاقات بين طهران والرياض.
وبالتالي، ماذا عن استمزاج بري للكتل النيابية التي سيلتقيها حول ترشيح فرنجية، وإمكانية تأمين الـ65 صوتاً، أي أن كل الإحتمالات واردة بعد هذه المتغيرات التي تعتبر أساسية في انتخاب الرئيس، وتأمين كل مستلزمات الخروج من العقد والخلافات والإنقسامات، وإذا سارت الأمور على ما يرام في الداخل والخارج، مع تقاطع معلومات حول لقاء مرتقب لممثلي الدول الخمس الذي سينعقد في السعودية، وسط ضبابية تحيط به إذا كان على مستوى الممثلين الذين التقوا في باريس، أو على صعيد وزراء الخارجية.
لذا، يبقى، وإزاء هذه المؤشرات والأجواء، فإن الطريق باتت مؤاتية للوصول إلى تسوية لانتخاب الرئيس، فيما يرى البعض أن منسوب التفاؤل قد يرتفع في حال انسحبت إيجابية العلاقة بين إيران والسعودية على سوريا ودول الخليج، وحيث ثمة معطيات متقدمة على هذا الصعيد.

المصدر
فادي عيد- ليبانون ديبايت

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى