سياسة

سعيد: نصرالله لم يكن يعلم

عاصفة الرهانات التي أطلقها استئناف العلاقات الديبلوماسية السعودية – الإيرانية، ضربت الساحة السياسية اللبنانية، بحيث انطلقت الحملات والمواقف والتأويلات من قبل الأطراف السياسية والحزبية، التي أكدت على “ارتهان” الإستحقاقات الدستورية بالمعادلات الإقليمية.

وفق المتداول، فإن الإتفاق انطلق من أولوية الحل في اليمن، لكن تداعياته سوف تطال الساحة اللبنانية، وإن كان “من المبكر الحديث عن انفراجات”، كما لاحظ النائب السابق الدكتور فارس سعيد، الذي وجد أن الإتفاق السعودي- الإيراني في الصين، لم يلحظ “مصير الميليشيات التابعة لإيران”.
ومن الواضح، كما يكشف الدكتور سعيد أن “حزب الله” لم يكن في أجواء الإتفاق المذكور، مشيراً إلى تصريح الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، في 6 آذار، والذي جاء فيه:..” من ينتظر حصول اتفاق سعودي- إيراني، عليه أن ينتظر طويلاً”، ولكن في 9 آذار حصل الإتفاق، علماً أن نصرالله، يتحدث دائماً عن أن “إيران تترك له القرار في لبنان”.
وعليه، يوضح سعيد، أن “سردية الحزب، قامت على تحرير القدس لكنه رسم اتفاق حدود مع إسرائيل، ثم شنّ حرباً على السعودية وردد الموت لآل سعود، وهو اليوم يشيد باتفاق إيران معها”.
ويرى الدكتور سعيد ، أن الحزب “يحاول القول إن محوره انتصر، ويروّج لهذه المقولة في الداخل وأمام جمهوره، مؤكداً أن الإتفاق لن يكون على حسابهم وعلى حساب المكتسبات التي حققها لهم، مع العلم أنه لو لم يكن يشعر بخطورة الإتفاق، لم يكن مضطراً لطمأنتهم”.
وعن انعكاس الإتفاق على الإستحقاق الرئاسي بالدرجة الأولى، يقول سعيد، إنه “لا يمكن إلاّ أن ينعكس حلحلةً على كل المسارات في المنطقة، ولكن شرط أن تلتزم إيران فعلاً بما اتفقت عليه مع السعودية”.
ولا ينكر الدكتور سعيد بأن “إيران ارتكبت خطأ كبيراً بدخولها في حرب أوكرانيا لأن الرأي العام الخارجي والغربي، انقلب ضدها وبالتحديد دوائر القرار التي كانت متفهمة للموقف الإيراني مثل فرنسا، ما ساهم في زيادة العقوبات والضربات العسكرية على قواعدها في سوريا، إضافة إلى مواكبة الإعلام العالمي للإنتفاضة الشعبية في إيران، وهو ما اضطرها لتنفيس الإحتقان الداخلي والدولي ضدها، من خلال الذهاب إلى استئناف العلاقات الديبلوماسية مع السعودية”.
وعن ارتدادات الإتفاق على لبنان، يؤكد سعيد أنه “علينا أولاً أن نتعلم منه درساً، وهو ان لا نبني نهائيات على منطقةٍ تنام على واقع وتستيقظ على واقع جديد”.
وحول موقف المملكة، يوضح سعيد أنها أعلنته في الأوراق الصادرة عن مجلس التعاون الدولي الخليجي، وفي البيان الثلاثي السعودي الأميركي فرنسي، والذي يؤكد على تطبيق اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية.
أمّا على مستوى الإستحقاق الرئاسي، يرى سعيد، أن “المخيم السياسي الذي ينتمي إليه المرشح سليمان فرنجية، سيواصل معركته تحت عنوان” تثبيت نفوذ إيران السياسي في المنطقة،” داعياً النائب ميشال معوض، إلى تغيير عنوان معركته لتصبح معركة “نهائية الكيان اللبناني وعروبة لبنان”، بمعنى أنه “في مقابل معركة تخوضها شخصية مارونية لتثبيت نفوذ إيران في لبنان، لماذا لا تخوض شخصية مارونية معركة نهائية الكيان اللبناني وعروبة لبنان؟”

المصدر
ليبانون ديبايت

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى