سياسة

ارتياح لبناني لـ «اتفاق بكين» وآمال أن يكون مدخلاً للحلول

يراهن اللبنانيون، كما غيرهم من الشعوب العربية المتأذية من التطلعات الايرانية التوسعية، على التطور الايجابي القادم من بكين بعد اعلان البيان الثلاثي استئناف العلاقات السعودية – الايرانية بوساطة صينية.

وتتوقع أوساط سياسية لبنانية أن يكون مدخلا للحلول والإصلاحات الأخرى كافة، مع عدم التسرع في بناء القصور على الرمال، حيث رمى وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان الكرة في ملعب اللبنانيين انفسهم، وقال لـ«العربية» ان لبنان يحتاج الى تقارب لبناني – لبناني وليس لتقارب إيراني – سعودي، مؤكدا أن على لبنان ان يقدم المصلحة اللبنانية على أي مصلحة، ومتى حصل هذا فسيزدهر.

وبالتزامن أجرى الوزير بن فرحان محادثات في الرياض مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا وتم الاتفاق على تعزيز التعاون بين البلدين في الأمن والاستقرار الإقليميين.

وفي بيروت، التقت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة، يوانا فرانسيسكا سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، وقالت بعد اللقاء: انها مناقشات في الوقت المناسب، حول التحديات التي تواجه المؤسسات اللبنانية وحالة الجمود في الانتخابات الرئاسية، وضرورة تنفيذ اتفاق الطائف بالكامل. لكن هذه الحركة الدولية – العربية، أبقت الملف اللبناني على الطاولة، في وقت يستمر العجز الداخلي عن انتخاب رئيس، او حتى تحديد موعد لجلسة في مجلس النواب لانتخاب رئيس.

ومع ذلك، فإن الارتياح هو السمة الغالبة، لدى الأوساط اللبنانية المعنية، وخصوصا منها السيادية والمعارضة لواقع الحال المأزوم.

وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اعتبر في الاتفاق، تطورا مهما بالتأكيد، لكنه دعا الى عدم «استعجال الأمور، فهو لايزال اتفاقا أوليا عاديا، ويمكن أن يفتح الآفاق في كل المنطقة ومن ضمنها لبنان».

وأمس غرد رئيس التيار السيادي النائب السابق فارس سعيد، عبر تويتر كاتبا: «الخاسر هو الذي بنى وضعيته على دعم ايران لمواجهة العرب والسعودية بالتحديد، ندعو حزب الله الى الانضمام الى المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان..».

وكان نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب من اول المرحبين باتفاق بكين، آملا ان تكون هذه الخطوة بشارة لإقامة أطيب العلاقات الأخوية، متمنيا ان يسهم في تعزيز التضامن العربي والإسلامي وخاصة لبنان.

بدوره، غرد العلامة السيد علي فضل الله عبر حسابه على موقع «تويتر» بالقول: «ننظر بعين الايجابية الكبرى الى الاعلان عن استئناف العلاقات، حيث كنا نشدد على أنه أهم المداخل لبناء مسار سياسي يحمي المنطقة من المخاطر الداخلية والخارجية التي تتهددها آملين أن يتجسد هذا الاعلان في خطوات عملية تفتح الآفاق لتعاون حقيقي».

وفي معلومات «الأنباء» ان مجلس المفتين في لبنان سيجتمع في دار الفتوى، برئاسة مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، يوم غد الاثنين، ويصدر بيانا حول الاتفاق، آملا وضعه موضع التنفيذ لصالح الجميع.

أما القوات اللبنانية فقد طرح رئيس جهاز الاعلام والتواصل لديها شارل جبور سلسلة تساؤلات عبر اذاعة «لبنان الحر» حول الاتفاق السعودي – الإيراني وانعكاساته وكيف سيترجم على ارض الواقع، وما اذا كنا سندخل في عملية تبريد للساحات من اليمن الى العراق فسورية ولبنان؟ وكيف سينعكس هذا التبريد على ارض الواقع؟ وهل سنشهد انتخابات رئاسية في لبنان؟ وواضح لجبور ان الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصر الله كانا على اطلاع بأن شيئا سيحضر وبالتالي جاء هذا الإعلان ليقال لفرنجية نحن نعتذر منك.

من جهة أخرى، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا برئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني بحثا في خلاله العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها.

كما تطرق البحث الى موضوع الطلاب العراقيين في لبنان، وأكد الرئيس ميقاتي الحرص على معالجة ملفاتهم بأسرع وقت وفق القوانين النافذة، وذلك على خلفية الاشكال الذي حصل معهم قبل أيام والفيديوهات التي أظهرت تهديد عنصر أمن لبناني لطلاب دراسات عليا عراقيين بقطعة حديدية أثناء مراجعتهم وزارة التربية اللبنانية لمعادلة شهادة البكالوريا.

وقالت رئاسة الوزراء العراقية إن ميقاتي عبر امس عن أسفه لما حصل من إساءة معاملة الطلبة العراقيين، «مقدما اعتذار حكومته وسعيها إلى تذليل العقبات أمامهم وتسهيل معاملاتهم ومتطلباتهم».

وفي هذا السياق، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وفدا من وزارة التعليم العالي العراقية، حيث تطرق اللقاء الى ما حصل في وزارة التربية اللبنانية مع الطلبة العراقيين، مؤكدا متابعته لهذه القضية وضرورة محاسبة المسؤولين عنه، كما وضع الوفد الرئيس بري في صورة الحلول الجديدة المقترحة لحل مشاكل الطلبة العراقيين وكان داعما ومؤيدا لها

المصدر
الأنباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى