مقالات

الحرارة تتخطّى معدلاتها الموسميّة… هل ندقّ ناقوس الخطر؟


تعتبر قضية تغير المناخ قضيّة حاسمة في عصرنا هذا، نظراً لآثارها السلبية التي تلقي بظلالها على حياتنا الحالي والمستقبلية.

إنّ تغير المناخ هو تغيير طويل المدى في درجة الحرارة وهطول الأمطار، والجوانب الأخرى لنظام مناخ الأرض، وعادة ما تسببه الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري، وإزالة الغابات، وتغيير استخدام الأرض. ويعتبر الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أحد أهمّ السبل للحدّ والتخفيف من تغير المناخ لحماية الطبيعة والكائنات البشرية من عواقبه الضارة.

تأثير تغير المناخ

بحسب الخبير البيئي البروفيسور “ضومط كامل”، إنّ لتغير المناخ مجموعة واسعة من التأثيرات على الطبيعة والبشرية، مثل ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ارتفاع مستوى سطح البحر، ظواهر الطقس المتطرفة التي تهدد الإنتاج الغذائي، انخفاض غلّة المحاصيل، والتغيرات في النظم البيئية، والمخاطر الصحية. بالإضافة إلى ذلك ، يهدد تغير المناخ بإحداث مزيد من التدهور في النظم الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، لا سيما في البلدان والمجتمعات المعرضة للخطر في جميع أنحاء العالم.

هذا ويمكن أن يحدث تغير المناخ إما بسبب التأثير الخارجي أو بسبب العمليات الداخلية. غالبًا ما تنطوي العمليات الداخلية على تغييرات في توزيع الطاقة في المحيطات والغلاف الجوي، على سبيل المثال تغييرات في الدورة الحرارية الملحية. وبالنسبة لآليات التأثير الخارجي، فقد تكون إما اصطناعية (مثل زيادة انبعاثات غازات الدفيئة والغبار) أو طبيعية (مثل التغيرات في إنتاج الطاقة الشمسية أو مدار الأرض أو الانفجارات البركانية).

الحرارة تفوق معلادتها الموسمية في لبنان

يعيش لبنان أجواء بيئية مناخية غير عادية من ناحية هطول الأمطار والثلوج، الأمر الذي دفع خبير البيئة إلى دقّ ناقوس الخطر. يسيطر طقسًا مستقرًّا ودافئًا على لبنان والحوض الشّرقي للمتوسّط، مع ارتفاع ملموس بدرجات حرارة الّتي تتخطّى معدّلاتها الموسميّة. فمنذ حوالى العشرين يوماً، لم يشهد لبنان اي هطول للأمطار، وعزا “كامل” السبب إلى التغير المناخي العالمي الذي يبسط نفوذه بشكل كبير في شرق المتوسط متمثلاً كما سبق وذكرنا بعدم هطول الأمطار وانخفاض نسبة المياه العذبة إن كان في المياه الجوفية أو السطحية.

وفي حال عدم هطول الأمطار بكميات كبيرة في هذه الفترة، فكشف “كامل” أننا سنكون أمام واقع مذرٍٍ وصيف صعب نفقد فيه المياه بشكل كبير. ولمعالجة هذه الأزمة، شدد الخبير البيئي على وضع خطة طوارئ مائية لمنطقة الشرق الأوسط ودول الجوار ككلّ، لافتاً إلى أن الإستراتيجيات المطلوبة شبه معدومة في دول الشرق الأوسط.

طريقة جديدة لامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء

في دراسة أخيرة، كشفت مجموعة من العلماء عن طريقة جديدة لامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتخزينه في البحر حسبما جاء في دراسة نشرها هؤلاء مؤخراً. ويقول أصحاب الدراسة إن الطريقة الجديدة تلتقط غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بكفاءة تصل إلى ثلاثة أضعاف الأساليب الحالية المستخدمة في هذه العملية.

هذا ويمكن تحويل الغاز المسؤول عن الاحتباس الحراري إلى بيكربونات الصوديوم وتخزينها بأمان وبتكلفة زهيدة في مياه البحر. ويقول الخبراء إن بإمكان هذه الطريقة أن تساعد في توسيع تطبيق تقنية إزالة الكربون.

وعلى الرغم من أن غاز ثاني أكسيد الكربون هو مسؤول أساسي عن الاحتباس الحراري، إلا أن تركيزه قليل نسبيا في الغلاف الجوي إذ يبلغ حوالي 400 جزيء في المليون في الهواء.

لذلك يجب أن تتوفر معدات كبيرة وكميات كبيرة من الطاقة لامتصاص ثاني أكسيد الكربون والتخلص منه.

ويقول العلماء المشاركون في الدراسة أن الطريقة الجديدة التي تعتمد على استخدام راتنجات وغيرها من المركبات الكيميائية الجاهزة، أثبتت أنها مبشرة من حيث الكفاءة والكلفة.

المصدر
الديار - شانتال عاصي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى