مقالات

رئاسة الجمهورية.. بين الحرب او الحوار

الانتخابات الرئاسية ارتبطت بالحروب من الحرب العالمية الاولى واعلان لبنان الكبير ١٩٢٠، الى الحرب العالمية الثانية ومعركة العلمين ١٩٤٢ وانتخاب رئيس جمهورية الاستقلال ١٩٤٣ الى حرب فلسطين 1948 وتحولاتها السياسية التي أنتجت إنتخابات رئاسية 1952، إلى حرب العدوان الثلاثي على مصر 1956 والنزاع الأهلي المسلح 1958 ونزول 11 ألف جندي أميركي في بيروت وانتخاب رئيس جمهورية جديد الى نكسة حرب ١٩٦٧ وتداعياتها العربية والفرنسية وتأثيرها على نتائج الانتخابات النيابية ١٩٦٨ وانتخابات رئاسة الجمهورية ١٩٧٠ على ايقاع ايلول الاسود في الاردن وانتقال السلاح الفلسطيني الى لبنان.
الانتخابات الرئاسية ١٩٧٦ جاءت بعد حرب السنتين ودخول الجيش السوري، وانتخابات الرئيس ١٩٨٢ جاءت بعد الاجتياح الاسرائيلي واحتلال بيروت وخروج منظمة التحرير، وانتخابات الرئيس ١٩٨٩ جاءت مع انتهاء الحرب الباردة وحرب الخليج وحرب الالغاء والتحرير والذهاب الى الطائف واستحقاق ١٩٩٦ تزامن مع حرب عناقيد الغضب الاسرائيلية وتفاهم نيسان والتمديد لرئيس الجمهورية وقائد الجيش وانتخابه في ١٩٩٨ وبعد احداث ١١ ايلول ٢٠٠١ في اميركا وحروب احتلال افغانستان ثم العراق في العام ٢٠٠٣ انتجت التمديد الرئاسي من جديد في ا ايلول ٢٠٠٤، ثم دخلنا في دوامة العنف والاغتيالات وصولا الى حرب ٢٠٠٦ وما نتج عنها من تداعيات وانهيارات واعتصامات وعنف اهلي مسلح والذهاب الى الدوحة وانتخاب الرئيس ٢٠٠٨، ومطلع العام ٢٠١١ تعاظم النزاع المسلح في سوريا، وفي ٢٠١٤ ظهور تنظيم داعش وعودة الجيوش الاميركية والحلفاء لتحرير العراق وتوقيع الاتفاق النووي بين اميركا وايران ٢٠١٥ وانتخاب رئيس جمهورية ٢٠١٦ الذي انتهت ولايته في ٣١ تشرين الاول ٢٠٢٢ على انقاض انهيار مالي ومصرفي وصحي وتربوي وغذائي واجتماعي وقضائي واداري وحكومي وبرلماني ودبلوماسي عربي ودولي بالاضافة الى تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية.
الاستحقاق الرئاسي تحرك خلال الايام الماضية باتجاه تبني ترشيحات رئاسية ودعوات متعددة الى الحوار مع تصاعد الحرب في اوكرانيا والتهديد باستخدام السلاح النووي بالاضافة الى تطورات الوضع في فلسطين لجهة الاقتحامات والدعوة الى الإبادة الجماعية الفلسطينية وعودة الحديث عن التقدم في التخصيب النووي الايراني وتحرك منظمة الطاقة الدولية وحديث مديرها بعد عودته من ايران بانه يعمل على منع وقوع الحرب مع البيانات والتهديدات الاوربية وذلك بالتزامن مع الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب الروسية الاوكرانية وزيارة وزير خارجية السعودية الى اوكرانية وروسيا والحديث عن وساطة لوقف الحرب والعودة الى الحوار.
الترحيب الاميركي بعودة العلاقات السعودية الايرانية بمساعي صينية جاء بعد زيارة وزير الدفاع الاميركي الى المنطقة والحديث عن ضرورة تغليب الدبلوماسية والحوار على الحرب في الموضوع النووي الايراني وعلى مستوى النزاع في فلسطين لجهة وقف العنف وحل الدولتين وضرورة التقيد باتفاقات العقبة، وكذلك اتصال الرئيس السيسي بالرئيس بوتين في توقيت دقيق يشهد كثافة في المساعي والتقاطعات بين الحرب والحوار، والحديث الجدي عن الانتخابات الرئاسية مرتبط بالحوار حول الاصلاحات والتحديات الوطنية الضرورية على مستوى النظام السياسي والاقتصادي، مما يستدعي تكوين نخبة وطنية لبنانية قادرة على مواكبة وادارة عملية الحوار الوطني وتحديد منطلقاته واهدافه وقواعده وموضوعاته ومحرماته مما يجعل الانتخابات الرئاسية اللبنانية في سباق بين الحرب او الحوار وحفظ الله لبنان .

المصدر
اللواء - أحمد الغز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى