مقالات

الإرتباك الرئاسي يتمدد مصرفياً وتربوياً وتلويح بـ “العصيان المدني”

الإرباك الرئاسي الذي ترتب على إعلان حزب الله دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بدأ يتمدد تربويا ومصرفيا ليبلغ مشارف «العصيان المدني» الذي لوحت به بعض روابط القطاع العام، بمواجهة الشلل الذي آل اليه وضع لبنان الدولة في ظل المافيات السياسية والحزبية المتحكمة.

ومن ملامح التفلت، توقفت المصارف اعتبارا من يوم امس الخميس عن التعامل مع منصة «صيرفة»، بسبب تباطؤ المصرف المركزي في تغطية عملياتها بالدولار، ما يوسع دائرة المواجهة بين المصارف وزبائنها المتعاملين في هذا الحقل. وقد أعلنت جمعية المصارف التجارية في بيان، أنها ستستأنف إضرابها المفتوح اعتبارا من 14 مارس، وأرجعت ذلك إلى «قرارات قضائية تعسفية».

وقال الوزير السابق وئام وهاب في تصريح له أمس: هناك نقاش جدي بين المصارف لإعلان الافلاس!

اما على الصعيد التربوي، فالوضع ليس افضل، وها قد انتصف العام الدراسي، ومعظم المدارس الرسمية في حالة اضراب للمدرسين، بسبب تعقيدات الوضع المعيشي الناجم عن انهيار الليرة، وانعكاسات ذلك على وسائل النقل ومختلف وجوه المعيشة.

وتجري المطالبة الآن، بصرف النظر عن امتحانات الشهادة التكميلية (البريفيه) واستبدالها بإفادات مدرسية رسمية، وربما كانت الافادة الرسمية بديل الشهادات الأخرى الأعلى. في حين تتجه المدارس الكاثوليكية الخاصة الى انهاء العام الدراسي في نهاية ابريل بدلا من يونيو، بسبب ظروف الأهل.

ومع تمترس الدولار الاميركي عند حدود 80 الف ليرة، اعلنت صحيفة «النهار» البيروتية، رفع سعر طبعتها الورقية من 20 الف ليرة الى 50 الف ليرة اعتبارا من صباح غد السبت.

في غضون ذلك، لفت استقبال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لقائد الجيش العماد جوزاف عون، خلال اجتماعه به مع وزير الدفاع موريس سليم بقوله: أهلا فخامة الرئيس…

لكن رئيس مجلس النواب نبيه بري، وضع تعديل الدستور حاجزا بوجه وصول قائد الجيش الى بعبدا، من حيث المبدأ، معتبرا ان اعلانه دعم ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة، والذي لاقاه فيه حزب الله، ليس تحديا لأحد.

وأضاف لـ «الجمهورية» ان هذا الأمر يجب ان يحرك المياه الرئاسية الراكدة، ويكسر حلقة السجالات الصدامية العقيمة، ودعا الأطراف الى تقديم مرشحيها، وانتخاب رئيس، وهذا الامر الطبيعي الذي يجب اعتماده.

من جهته، زار الرئيس ميقاتي، بطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس ميناسيان في مقر البطريركية في الاشرفية، في حضور وزير الصناعة جورج بوشيكيان والنائب جان طالوزيان والنائب البطريركي ومطران بيروت جورج اسادوريان.

وتأتي هذه الزيارة ضمن اطار جولة ميقاتي على المرجعيات الدينية الكاثوليكية قبيل سفره الى الفاتيكان لمقابلة البابا فرنسيس. وخلال اللقاء نوه البطريرك بالعمل الذي يقوم به لمعالجة الاوضاع في البلد، مشددا على ان انتخاب رئيس الجمهورية هو المدخل للحل، وقال نحن نشد على ايدي كل من ينسى نفسه لمصلحة الوطن. ورد الرئيس ميقاتي قائلا: انني على تواصل دائم مع كل النسيج اللبناني على تعدديته، واضاف: يبقى مفتاح الحل الاساسي عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت.

بالمقابل، استبعد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ان يتمكن حزب الله من جمع صفه، وتأمين الاصوات المطلوبة لمرشحه، وتساءل جعجع: لماذا الحزب مصر، على فرنجية؟ وأجاب بقوله: لأنه متخوف من أي مرشح آخر.

وأضاف: نحن لن نمشي الا برئيس فعلي أصلي وأصيل، ونرفض العودة الى «قائمقام» رئاسة الجمهورية، بل نريد للرئاسة رئيسا مائة%.

النائب مروان حماده، عضو كتلة اللقاء الديموقراطي، يعتقد أن الرأي الخارجي سيلتقي مع الرأي الداخلي، حول مواصفات الرئيس الذي يحتاجه لبنان، وهناك مروحة من المرشحين لدى البطريركية المارونية، ممن لهم طابع سيادي مقبولين عربيا، وغير صداميين مع ما نسميهم «شرق العرب» ومقبولين من الطرف المسيحي، والاطراف الاسلامية، ولئن كانت حتى الآن مبعثرة، لكننا نرى ان حول سماحة المفتي عبد اللطيف دريان عدد كاف من النواب السنة الذين هم سيرجحون كفة اكتمال النصاب وتأمين الاكثرية الموصوفة لانتخاب رئيس.

واضاف حمادة لاذاعة «صوت لبنان»: ليس واردا ان ننتخب من اجل ان ننتخب، وان ينفذ السيد حسن نصر الله كلمته ضد رأي الاكثرية الساحقة من اللبنانيين، لهذه «ظبطت» معه مرة (بانتخاب ميشال عون) لكن لن تظبط معو مرتين… وانا لا ارى ان مرشح السيد حسن نصر الله سيحظى بالنصاب المطلوب، ولا بالاكثرية الموصوفة.

وغرد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قائلا: هناك طريقان لا ثالث لهما، اما طرح الكتل لاسماء المرشحين لديها للرئاسة والحوار فيما بينها، واما التمترس خلف خياراتها وتأجيل الاستحقاق الرئاسي الى أجل غير مسمى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى