المرأة اللبنانية ضحية الذكورية !
تشتعل عواطف الأمم إبتهاجاً بعيد المرأة العالمي، في الثامن من آذار من كل عام، وتبقى المرأة اللبنانية بإنتظار أن يصلها رذاذ من موجات الفرح التي تجتاح العالم إحتفالاً بهذه المناسبة.
بعيداً عن كلام الشعر المنمق، لا بد من الإعتراف ببطولات المرأة اللبنانية، التي تُعاني كل أصناف الإضطهاد والإنكار، والتي زادت عليها تحديات السنوات الأخيرة، سلسلة لا تنتهي من المآسي الأسروية والإنسانية، التي تعجز الجبال عن تحملها.
الأم اللبنانية ينهش القلق على أولادها ومستقبل عائلتها حياتها اليومية، لأنها لا تدري ماذا يحمل لها الغد في بلد تهدد فيه الإنهيارات المتلاحقة أبسط مقومات الإستقرار، وتخطف أدنى متطلبات الحياة الطبيعية. فضلاً عما يتهددها من ممارسات عنفية، غالباً ما تصل إلى حد الجريمة.
البنت اللبنانية تعيش في حالة تشتت وضياع، لأنها تفتقد كل مؤشرات الإطمئنان على الغد، لأنها لا تثق بأن خروجها إلى الحياة العامة سيكون بسهولة مثيلاتها في دول العالم الأخرى، لأن الأزمات التي تداهم وطنها، تمسك في الوقت نفسه بخناق جيلها، وتدفعهن إلى البحث في صقاع العالم عن بلد يستطعن فيه بدء مشوار العمل والطموح.
المرأة اللبنانية كانت السبّاقة في الحصول على حقوقها السياسية، والإقتراب من مستوى المساواة مع الرجل في الحقوق والوظائف العامة، في القطاعين العام والخاص، ولكن الممارسات الذكورية حالت وتحول دون وصول المرأة إلى ما تستحقه من مواقع متقدمة ومراكز قيادية. النساء تحتل نصف المقاعد الوزارية في العديد من الحكومات الغربية، والكوتا النسائية محفوظة في برلمانات الدول الديموقراطية، ومسألة تولي نساء منصب رئاسة الحكومة في بلدانهم لم تعد مقتصرة على بريطانيا وألمانيا، بقدر ما أصبحت ظاهرة منتشرة شرقاً وغرباً، في حين ما زلنا نكتفي بـ«تزيين» حكوماتنا في لبنان بوزيرة واحدة، لتكون مثل الوردة على طاولة مجلس الوزراء!
في يوم المرأة العالمي لا بد من توجيه تحية إكبار وتقدير، للأم والزوجة والبنت والأخت..، للمعلمة في المدرسة، والأستاذة في الجامعة، للطبيبة والممرضة ، للقاضية وللمحامية، للموظفة والعاملة، لكل ربة بيت وسيدة أعمال، ولكل إمرأة تضفي بحضورها البهجة والسعادة على حياة من حولها.