محلي

المسيحيون يواجهون مرشّح “الشيعة”

بعد جمودٍ خطير خيّم على الإستحقاق الرئاسي، إنطلقت معركة الرئاسة من بوابة إعلان الرئيس نبيه برّي، والأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، الذي لا يزال صامتاً منتظراً الإشارة السعودية التي لن تأتي.

بعد التبنّي الصريح من “الثنائي الشيعي” للمرشّح سليمان فرنجية، يبقى التساؤل الأهم، كيف تمّ هذا التبنّي لمرشّح لم يعلن ترشيحه؟ وهذا ما يعطي حجةً لمعارضي الوزير فرنجية أن يقولوا بأنه مرشّح “الشيعة”، وبالتالي، أن يكون عدم الترشيح من قبل فرنجية نفسه، نقطة ضعف وليست نقطة قوة.

معركة فرنجية، التي تُخاض بزنود الرئيس برّي والسيد حسن نصرالله، تنقسم إلى قسمين، الأول هو تأمين 65 صوتاً لانتخاب فرنجية، والثاني ضمان حضور 86 نائباً لتأمين نصاب جلسة الإنتخاب. والسيد نصرالله كان واضحاً أن “الثنائي” ملتزم بنصاب الثلثين، وعليه، فإن حظوظ فرنجية ليست كما يروِّج لها البعض، هي تحتاج لمجهود جبّار وتسويات وتفاهمات، ورغم ذلك قد لا تؤتي ثمارها.

بما يخصّ المعركة الأولى، هل يمكن ل”الثنائي” “حزب الله” وحركة “أمل” تأمين 65 صوتاً لفرنجية؟ من الواضح أنه بدون أصوات كتلة “اللقاء الديمقراطي”، أي كتلة وليد جنبلاط، يكون هذا الرقم شبه مستحيل، ومن الواضح أيضاً بعد عودة النائبين تيمور جنبلاط ووائل أبو فاعور من المملكة العربية السعودية، أن المنحى لم يكن إيجابياً، وهو ما تجلّى في تغريدة السفير السعودي وليد بخاري حول الأمل والسراب، فهو أوحى بأنه إذا كان ثمة أمل شكلاً بعد كلام الرئيس برّي، فهذا الأمل هو سراب.

أمّا معركة النصاب، يبدو أنها أكثر صعوبة من معركة النصف زائد واحداً، لأن جلسات الإنتخاب مشروطة بحضور 86 نائباً، ولو تخطى عدد دورات الإقتراع الـ 100 دورة. وفي حسبةٍ بسيطة، يتبيّن أن عدم حضور نواب تكتل “لبنان القوي” (18) و”الجمهورية القوية” (19) والكتائب (4) ، نصاب الجلسة.

سامي الجميّل أعلنها صراحةً أن الكتائب لن تحضر، وسمير جعجع بدأ يتخلّى عن فكرة المقاطعة لجلسة أو إثنتين. أمّا جبران باسيل، فقد نقل أحد زواره عنه أنه سيساهم بتعطيل
جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، في حال كانت ستؤدي لفوز رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.

إزاء هذا الوضع، وبعد تبنّي “الثنائي” ترشيح فرنجية، يقتضي أن يتكرّس موقف الحزب و”أمل” بتعيين جلسة نيابية مخصّصة لانتخاب رئيس قبل حلول شهر رمضان المبارك، لأنه من المعلوم أنه لن تحصل أي جلسة خلال هذا الشهر، ما لم يطرأ عامل خارجي أو داخلي هام جداً.

وفي حال لم يدعُ برّي لجلسة انتخاب خلال قادم الأيام، فهذا يعكس ضعف جبهة حارة حريك وعين التينة، لأن المعركة باتت عالمكشوف، وحينها يصحّ القول أن الإنجاز الوحيد الذي تمكن “الثنائي” من تحقيقه، هو حرق ورقة قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي أضحى الموقف الذي أعلنه برّي بشأن إلزامية التعديل الدستوري شرطاً لازماً، لا بل حتمياً، لأنه اعتبر أن هذا الترشيح لا يجوز أن يحصل قبل التعديل الدستوري الذي ربطه برّي، ولو بصورة غير مباشرة، بوجود حكومة تصريف أعمال لا يحقّ لها أن تقوم بالإجراءات المرتبطة بالتعديل الدستوري.

المصدر
محمد المدن- ليبانون ديبايت

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى