مقالات

الأمر وارد بقوّة: لا رئيس قبل سنوات!

ما من مؤشّر يوحي بأنّنا سنشهد انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة في المستقبل القريب. لا يمكن، حتى، استبعاد فرضيّة البقاء لسنوات من دون رئيس. وقد لا نبالغ إن وضعنا فرضيّة ألا ينتخب المجلس الحالي الرئيس المقبل. التشاؤم سيّد الموقف، حتى إشعارٍ آخر لا يعلم أحدٌ متى سيحين.

ليس تفصيلاً أن يرشّح ما يُعرف بـ “الثنائي الشيعي” سليمان فرنجيّة للرئاسة. حوّل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثمّ أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله، فرنجيّة الى مرشّحهما فقط، ولو كان ثمن ذلك تعريته إلا من بعض الأصوات النيابيّة المسيحيّة التي لن تصل، في أحسن الأحوال، الى عدد أصابع اليدين.
وإذا أردنا رسم الواقع، من دون أن يكون الهدف التقليل من موقع فرنجيّة وحظوظه، لوجدنا أنّ الكتلتين المسيحيّتين الأبرز تعارضان انتخاب رئيس تيّار المردة، ومعهما كتلة الكتائب ونوّاب مستقلّين. ثمّ أنّ بكركي تعارض انتخابه أيضاً، ما يُفقده بعضاً من “شرعيّة” مسيحيّة سبق أن توفّرت قبله للرئيس ميشال عون الذي دخل الى بعبدا من باب تفاهم معراب، الى جانب دعم حزب الله والتسوية مع سعد الحريري.

لم ينجح فرنجيّة، في المقابل، في عقد التسويات والتفاهمات التي تتيح له الفوز بكرسي بعبدا، بل اعتمد، حصراً حتى اليوم، على دعم “الثنائي” الذي يكرّر نوّابه وقياديّوه منذ أشهر أن لا حلّ للرئاسة إلا بالتوافق. أي أنّ هذا “الثنائي” يدعم فرنجيّة من جهة ويعترف بصعوبة وصوله من جهة ثانية.

أما التطوّر الأبرز رئاسيّاً في الساعات الأخيرة فكان تغريدة السفير السعودي وليد بخاري التي أطاح عبرها بالتحليلات عن موافقة السعوديّة على طلب فرنسا دعم فرنجيّة. علماً أنّ مصدراً مطلعاً على الموقف السعودي أكّد أن “لا مكان في الرئاسة لشخصٍ يشكّل طرفاً سياسيّاً وسبق أن كان شريكاً أساسيّاً في المرحلة السابقة”.
يعزّز ما سبق كلّه من حظوظ المرشّح التوافقي، المجهول الهويّة حتى الآن، ويبقي على حظوظ قائد الجيش قائمة على الرغم من موقف بري الأخير منه، خصوصاً أنّ مصدراً دبلوماسيّاً يتحدّث عن أنّ اجتماع باريس المنتظر سيبحث في معايير الرئاسة كما سيحدّد جدولاً زمنيّاً، أي أنّ عدم التوصل الى اتفاقٍ على رئيس في مهلة محدّدة سيفسح المجال أمام تدخّل خارجي دعماً لأحد المرشّحين. إن حصل ذلك سيبرز اسم العماد جوزيف عون حتماً.

لا رئاسة إذاً في المستقبل القريب. وقد تحتاج المياه الرئاسيّة الراكدة الى من يرمي حجراً فيها، كمثل تغييرٍ في موقف كتلة كبيرة أو تراجع فرنجيّة. هذان الأمران غير متوفّرين حتى الآن، ما قد يجعلنا رهن تسويات خارجيّة قد تأتي وقد لا تأتي.
وحتى ذلك الحين، سنسمع الكثير من التحليلات والتسريبات و… التخيّلات.

المصدر
داني حداد- mtv

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى