ياسين : مبادرة لبنان بإرسال بعثة البحث و الإنقاذ هي الأكبر في مهمة خارج البلاد
كشف وزير البيئة ناصر ياسين أن بعثة البحث والإنقاذ التي أرسلتها بيروت إلى تركيا بعد ساعات من وقوع الزلزال المدمر هي الأكبر في مهمة خارج البلاد، مؤكدا أن هذه المبادرة “جزء من رد الجميل لتركيا”.وفي مقابلة مع الأناضول، قال ياسين إنه “فور وقوع الزلزال في 6 شباط (فبراير) الماضي الذي كانت تأثيراته كبيرة جدا على المواطنين والمدن التركية، جرى نقاش خلال جلسة لمجلس الوزراء كانت مجتمعة صباح ذلك اليوم”.
وأوضح أنه “جرى نقاش مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزراء آخرين حول حجم الكارثة، بعدها تم التنسيق مع السفير التركي في لبنان علي باريش أولوصوي حول إرسال لبنان فريقا من 72 متخصصا بالبحث والإنقاذ الى المناطق المنكوبة بتركيا”.و”بعد ساعات وصل الفريق إلى (ولاية) قهرمان مرعش (جنوب) وباشر العمل فور وصوله مساء الإثنين 6 شباط في إزالة الركام والبحث عن ناجين تحت الأنقاض”، بحسب ياسين.
وعلى دفعات، أرسلت الحكومة إلى تركيا طواقم بحث وإنقاذ من 120 عنصرا، ساهمت في أعمال الإغاثة لمدة 10 أيام، بينهم 10 متطوعين تلقّوا تدريبات في تركيا سابقا، وفق وزير الخارجية عبد الله بو حبيب عبر تصريح للأناضول في وقت سابق.ومشيدا بالروابط الثنائية، وصف ياسين علاقة لبنان تركيا بـ”العلاقة الأخوية نتيجة التعاون الدائم والمستمر في كافة الظروف”.وبقوة 7.7 درجات ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا، أعقبه آخر بقوة 7.6 درجات وآلاف الهزات الارتدادية، ما أودى بحياة عشرات آلاف الأشخاص، معظمهم في الجنوب التركي، بالإضافة إلى دمار مادي واسع.
جزء من رد الجميل
ياسين قال إن “موقفنا تجاه تركيا هو واجب أولا وتضامن إنساني مع الشعب والحكومة التركية في هذا الظرف الصعب التي مرت به، وكجزء من رد الجميل لوقوفها الدائم مع لبنان، وخاصة عقب انفجار مرفأ بيروت عام 2020”.وأردف: “هناك من تساءل أن لبنان بلد صغير يمر بأزمات اقتصادية ومالية ماذا يستطيع أن يقدم لدولة كبيرة ومنظمة مثل تركيا؟”.وأجاب بأن “ما يقدمه لبنان هو تضامن إنساني أولا وأخيرا ويظهر للجميع أنه من الواجب في هذه الظروف الوقوف إلى جانب الدول التي تتأثر بهذه الأزمات والكوارث”.
بعثة غير مسبوقة
ومتحدثا عن فريق الإنقاذ اللبناني، قال ياسين: “في البداية كان الدعم عبر فريق كبير من عناصر البحث والإنقاذ، وهي المرة الأولى التي يرسل فيها لبنان بعثة في مهمة دولية للبحث والإنقاذ بهذا الحجم خارج البلاد”.و”تم الدعم عبر العمل الإغاثي والجمعيات الأهلية أيضا إذ قامت العديد من الجمعيات الأهلية والكشفية اللبنانية بإرسال فرق ساهمت في العمل الإغاثي وإيواء المتضررين في المناطق المنكوبة جنوب بتركيا”.
مستقبل العلاقات الثنائية
وبخصوص مستقبل العلاقات مع تركيا، قال ياسين إنها “يجب أن تزدهر وتتطور، وخاصة أن لبنان قريب جغرافيا لتركيا”.وتابع: “هناك تاريخ وثقافة مشتركين بين البلدين، ومن الواجب تعميقها أكثر في شتى المجالات الأخرى مثل الصناعة والبيئة”.كما أنه، وفق ياسين، “يجب التعلم من التجربة الناجحة لتركيا في عملية التطور والتنمية.. يستطيع لبنان تقديم الخبرات للمساهمة في الاقتصاد والمجتمع التركي”.وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية الحادّة التي يعيشها اللبنانيون منذ عام 2019، إلا أن كثيرا منهم تضامنوا مع تركيا وأرسلوا مساعدات عينية ومادية.