مرحلة جديدة من التخبط الإقتصادي والسياسي دخلها لبنان، بعد رفع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة دولار صيرفة الى 70000 ليرة لبنانية من جهة، وفي ظلّ التطورات السياسية التي تدور في فلك الشغور الرئاسي من جهة ثانية.
معادلة فرنجية أو الفوضى ساقطة…
في هذا الإطار، جدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رفضه وصول رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة، مؤكداً أن بعض المفاوضين في الخفايا، حاولوا إقناعه بالمضي قدماً بترشيح الأخير، إلا أنه رفض الطلب رفضاً قاطعاً، لأنه يرى بفرنجية إمتداداً للأزمة اللبنانية ولمعاناة الشعب.
جعجع أكد خلال مواقف أطلقها يوم أمس السبت، توحيد المعارضة ورصّ صفوفها بوجه فريق “الممانعة”، معتبراً ألا فوضى أكثر مما نعيشه اليوم، مطالباً برئيس يطبّق خطة إنقاذية، وإلا لا حاجة للانتخاب.
وإذ أكد جعجع قوّة المعارضة، في كلمة ألقاها خلال ذكرى تفجير كنيسة سيدة النجاة، أشار إلى أن القوات بدأت بلعب دور المعارضة منذ 1990 حين أوصل إليه الرئيس الياس الهراوي رسالة سورية مفادها بأن السوريين “ناويين عليه”، وعليه أن يأخذ زوجته ويغادر البلد.
وشدد جعجع على أن القوات تلعب دور المعارضة الجديّة منذ العام 2005 حتى اليوم، وستستمر بأداء دورها للوصول الى الأهداف المرجوّة من انتخاب رئيس سيادي والنهوض بلبنان.
مواقف جعجع الرافضة لفرنجية، ليست بجديدة، وليست آحادية، إنما غالبية أقطاب المعارضة جاءت مواقفها مطابقة، ما يدلّ على توحيد الصفّ أكثر فأكثر، في وجه محاولات رئيس مجلس النواب نبيه بري، قائد حملة فرنجية الرئاسية، خرق تلك الصفوف، وآخر تلك المحاولات التهجم على النائب ميشال معوض، وما استتبع ذلك من ردود.
الملفات القضائية تابع…
في ما خص الملفات القضائية البارزة على الساحة، دعا عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط القاضية غادة عون إلى الاعتذار من مجلس النواب كاملاً وليس منه فقط، باعتبارها تخطت الدستور في الإدعاء المقدّم ضده.
أمّا في ما يتعلّق بملف جريمة العصر، فنظمت جمعية “أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت”، وقفتها الشهريّة أمام تمثال المغترب قبالة المرفأ، معتبرةً ان معرقلي التحقيق لا يزالون يسعون الى طمس الحقائق.
أضافت الجمعية في بيان: “استنشقنا رائحةَ الأملِ بعد صدور الحكم القضائيّ المدنيّ الدوليّ الأوّل، الذي يثبت مسؤوليّة إحدى الجهات المتورّطة، أي شركة “سفارو”، في انفجار المرفأ بعد توقيفِ مُحاولتها لتَصفية نفسِها في أوائل عام 2021 للتنصُّل من مسؤوليّاتها. نعم أوّل حكم قضائيّ دوليّ بالتّعاون مع مكتب الادعاء الذي طالما أثبتنا ثقتنا به، ودعمنا له، خلال السنوات الثّلاث وهي فترة انتظارنا لتحقيق العدالة. هذا القرار، علّه يعيد الحياة لملفّ حكم عليه بالموت ودفنه بين قرارات ميليشياويّة من هُنا وقرارات كيديّة من هناك”.
أما في بعبدا، فأصدر قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور، قراره الظنّيّ في إخبارٍ من محامين بموضوع فساد في أمانة السّجل العقاريّ في جبل لبنان، النّاتج عن إقدام موظّفين، وبينهم مسؤولون، إضافة الى معقّبي معاملات، على ارتكاب جرائم الإثراء غير المشروع ودفع رشاوى ماليّة وتقاضيها، مع إحالتهم أمام محكمة الجنايات في جبل لبنان.
من إيران الى الإمارات
اقليمياً، قضية جديدة تضاف الى السجل الإيراني “الأسود” بعد مقتل الشابة مهسا أميني، وهي تسميم الطالبات الإيرانيات. وجديدها، تسميم تلميذات في 5 محافظات إيرانية على الأقل، الأمر الذي أثار موجة من الغضب في البلاد.
أما في الإمارات، فتقوم رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بزيارة تاريخية ليومَين.
والتقت أمس رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي أكّد أن العلاقات بين الدولتين عميقة وتجمع بينهما شراكات قوية ومهمة، مشيراً إلى حرص الإمارات على تطويرها وتنميتها بما يخدم مصالح البلدين.
من جانبها أكدت رئيسة الوزراء حرص بلدها على تعزيز علاقات التعاون والعمل المشترك مع الإمارات لما يخدم مصلحة البلدَين ويُسهم في ترسيخ ركائز الأمن والاستقرار في العالم أجمع، مشيرةً إلى توافقِ رؤى البلدَين حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً في ما يتعلق بحلّ الأزمات والنزاعات بالطُّرق السلميَّة والحوار والتفاوض، قائلةً إنّ “الإمارات تعدّ شريكاً مهماً لإيطاليا على مختلف المستويات”.
اذاً، بين السوق السوداء و”صيرفة” والمصارف، يرزح اللبناني تحت وطأة الأوضاع الاقتصادية الصعبة بانتظار ما ستؤول إليه محاولات رفع السقف الرئاسي، وما سيتبع ذلك من إنفراج أو ضائقة إضافية.
