قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الخميس إن الغرب “دفن بلا خجل” اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، بينما رد نظيره الأميركي أنتوني بلينكن بأن موسكو تسببت “بشكل متعمد وممنهج” في تأخير شحنات الحبوب.
ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” للأنباء عن لافروف قوله خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي، في إشارة إلى اتفاق الحبوب، “الغرب يدفن بكل وقاحة المبادرة الإنسانية المعروفة التي توسط فيها الأمين العام للأمم المتحدة”.
من جهتها، نقلت وكالة “تاس” الروسية عن الوزير لافروف قوله أيضا إن العديد من القادة الغربيين حولوا جدول أعمال مجموعة العشرين إلى مهزلة، بهدف تحويل المسؤولية عن إخفاقاتهم في الاقتصاد باتجاه روسيا.
وعلى الرغم من أن روسيا لا تزال ملتزمة بالاتفاق، فقد انتقدت مرارا نهج الغرب تجاه المبادرة التي أبرمت في يوليو/تموز الماضي، قائلة إن الدول التي فرضت عقوبات على موسكو لا تفعل ما يكفي لتخفيف القيود على الصادرات الروسية لا سيما الأسمدة.
رد بلينكن
وفي الاجتماع نفسه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن روسيا في الأشهر القليلة المنصرمة تسببت “بشكل متعمد وممنهج” في تأخير شحنات الحبوب، بينما صادراتها من الأغذية والحبوب والأسمدة مستمرة.
وأضاف بلينكن أنه من الضروري لمجموعة العشرين أن تتحدث من أجل تمديد مبادرة الحبوب وتوسيعها لتعزيز الأمن الغذائي للفئات الأكثر احتياجا”.
يشار إلى أن مبادرة النقل الآمن للمنتجات الزراعية عبر البحر الأسود التي توسطت فيها تركيا والأمم المتحدة تنتهي في 18 مارس/آذار الجاري، وستُمدّد إذا لم يبد أي طرف اعتراضا رسميا.
وقبل التمديد السابق للاتفاق في نوفمبر/تشرين الثاني، صعّدت روسيا انتقاداتها له أيضا في محاولة للحصول على مزيد من التنازلات من الغرب، لكنها في النهاية سمحت بتمديده 120 يوما.
تمديد الاتفاق
وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس الأربعاء إنها لن توافق على تمديد ثان للاتفاق إلا إذا وُضعت مصالح المنتجين الزراعيين الروس في الاعتبار.
ولم تستهدف العقوبات الغربية القطاع الزراعي الروسي بشكل مباشر، لكن موسكو تقول إن العقوبات تؤثر على المدفوعات والشحن والتأمين، ومن ثم تشكل “عائقا” أمام صادراتها من الحبوب والأسمدة.
وأتاحت الاتفاقية تصدير نحو 20 مليون طن من الحبوب بعد أن منعت الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022 خروج السفن الموانئ الأوكرانية إذ أبدت موسكو قلقها حيال الأنشطة البحرية الأوكرانية.
وفي سياق متصل، أعلنت أوكرانيا أنها صدّرت أكثر من 22 مليون طن من المنتجات الزراعية منذ بدء العمل باتفاقية “ممر الحبوب” في الأول من أغسطس/آب من العام الماضي.
وقالت منسقة مجلس المصدرين والمستثمرين الأوكرانية أولها تروفيم تسيفا إن بإمكان بلادها تصدير مزيد من المنتجات الغذائية إذا كانت الموانئ البحرية تعمل بكامل طاقتها، مشيرة إلى أن محاصيل الحبوب والزيوت تبلغ أكثر من 18 مليون طن.
