مقالات خاصة

المياوم إنسان أيضاً يا سادة…

كتب مصطفى عبيد لقلم سياسي

يطالعنا النقيب بشارة الأسمر يومياً بزيارات وبيانات واستقبالات ومطالبات بحقوق الموظفين ورواتبهم وأحوالهم الصعبة، ولكن لم نراه يوماً يطالب بحقوق المياومين ولم نلمس لمس اليد أي محاولات جدية لتحسين أوضاع هذه الفئة المسحوقة من الموظفين، ولا نلومه في هذا فربما قد غاب عن باله وجود هذا الكائن الذي ينظر إليه الموظفون على أنه طفيلي أو فقير يأخذ راتبه حسنة أو صدقة من المدير والمسؤول.

المياوم هو إنسان حرمته هذه الدولة الفاشلة من فرصة التقدم عبر مجلس الخدمة المدنية ليكون فوق أغلب المدراء والموظفين، حيث أن لديه مؤهلات علمية تفوق مؤهلاتهم، وحرمته هذه الأوضاع من العمل في مكان يليق بما يملكه من شهادات علمية تتخطى مدراء القطاع العام، وحرمته كرامته من التملق للسياسيين وأن يكون تابعاً لأحزاب وجمعيات وشخصيات فاسدة تريد أذرعاً لها في مؤسسات الدولة.

المياوم في لبنان يا سادة هو إنسان يقبع في أسفل السلسلة الغذائية التي تحتوي على جشع الموظفين وظلم المدراء ومحسوبيات المسؤولين، المياوم أيها الموظفين ليس من العبيد الذين تركوهم لكم أجدادكم بالوراثة فقررتم أن تعاملوهم بهذه الطريقة.

المياوم إنسان مثله مثلكم، لديه حقوق وعليه مسؤوليات، هو أيضاً لديه طفلة في البيت تنتظر عودة أبيها بما لذ وطاب، هو أيضاً لديه أولاد يستحقون الدخول للمدارس، وعائلة يجب العناية بها، ومصاريف طبابة وإيجارات وغذاء وغير ذلك.

هو إنسان حرمه المسؤولون من وزير العمل وغيره من الوزراء والسياسيون من أن يتساوى معكم في الحقوق والأجر، وأن يتساوى معكم في العقوبة، وتركوه قنبلة موقوتة يشعلون فتيلها لمنافع سياسية بحتة مستغلين أوضاعهم وحاجتهم.

ولو أن هنالك وزارة عمل تحترم نفسها في لبنان وتفتيش مركزي فعال يقوم بدوره الصحيح، لكنا وجدنا أغلب الموظفين والمدراء والمسؤولين في المكان الذي يليق بجشعهم وظلمهم وفسادهم ونفاقهم.

فمتى استعبدتم الناس؟ ومن أوصل لكم فكرة أنكم أفضل من المياوم؟ أو أن المياوم أقل منكم علماً ومقاماً؟ ولكن لا حرج على ضميركم في هذا البلد المغشي عليه، علَّه يستيقظ التفتيش المركزي ليقوم بحملة تنظيف وتطهير لمؤسسات أنهكها الظلم والفساد، فبناء الدولة يكون ببناء مؤسساتها أولاً.

المصدر
خاص - قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى