محلي

هل تراجع رئيس الحكومة عن تعهداته ؟

في الدولة المُعطَلة بإرادة طبقتها الحاكمة والمتحكمة، تدور شؤون البلاد والعباد في دوامة الجمود والمراوحة والانهيار. فالشغور متربع على كرسي بعبدا ولا من يسأل، حيث الانتخابات الرئاسية “آخر هم” اللبنانيين، اما الحكومة العاملة “بحلاوة الروح” بالكاد اصبحت تمون حتى على تنفيذ وعود رئيسها ، فيما البرلمان غارق “بالرطوبة”، والاضرابات تعم المؤسسات والادارات العامة، فيما الكل ينتظر “الانفجار الكبير”.

ووسط حال المرواحة، والتجاذب السياسي – القضائي – المصرفي ، يسعى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تحت حجة تسيير الاعمال الى تسديد فواتير سياسية، في وقت يستفيد فيه البعض من هذا الموضوع في السياسة لحساباته، مركبا دينة جرته وفقا للدراسات والمخارج والاجتهادات القانونية التي يعدها.

فالامور على حالها ان لم تكن الى مزيد من التعقيد، خصوصا بعد جلسة مجلس الوزراء الذي زادت الطين بلة، فيما كان الكثيرون يعتبرون انها قد تشكل “تنفيسة” للتازيم السياسي والاجتماعي والمعيشي الذي تعيشه البلاد، في ظل وزراء يبشرون بان الدولار سيتخطى المئة الف ليرة.جلسة اخرجت موظفي القطاع العام الى مزيد من التصعيد، اما القطاع المصرفي فقد ابدت مصادر فيه عن خشيتها وريبتها من عجز رئيس حكومة تصريف الاعمال عن الوفاء بالتزاماته التي قطعها، بعد كلامه عن القضاء وان الحل يبقى قضائيا، في ظل ادراك الجميع ومعرفتهم بان الطرق العادية قد اصطدمت كلها بجدار الازمات المشلولة بفعل التوازنات القائمة، كذلك فيما خص التمديد للمدير العام للامن العام الذي سقط وزاريا بعد سقوطه نيابيا، ما يطرح التساؤلات الكبيرة حول فعالية الاجهزة في ظل تصريف الاعمال او الوكالة. اما سعر صرف الدولار ، ورغم فك اضراب المصارف فالى مزيد من الارتفاع، فيما ينتظر وفقا لمقربين من مصرف لبنان ان يتخذ مجلسه المركزي قرارا استثنائيا يوم الاربعاء، واجراءات حاسمة لخفض سعره، تزامنا مع خطوة قضائية، يتردد انها قد تكون بتنحية القاضية غادة عون، علما ان الاجهزة الامنية بدات بمراجعة مدعي عام التمييز لاخذ اشارته في الطلبات الواردة من مدعي عام جبل لبنان، وفقا لتسوية تمت.وهنا طرحت خلال الساعات الماضية وفقا لمصادر سياسية، مسالة خليفة اللواء عباس ابراهيم وما تطرحه من اشكاليات، في ظل “الامتعاض” المسيحي من كلام الرئيس ميقاتي، وتداعيات ذلك، بعد الحديث عن اتجاه لوضع مجموعة من الضباط المسيحيين بتصرف وزير الداخلية تسهيلا لتسلم الضابط الشيعي الاعلى رتبة المديرية بالوكالة.

وفي هذا الاطار تتحدث المعلومات عن صيغة بدا العمل عليها تراعي الهواجس المسيحية من جهة، ورغبة الثنائي الشيعي من جهة ثانية، والذي بدا اكثر تشددا، مع رغبة بعض الداخل في اظهار الامر على انه هزيمة سياسية لحزب الله، اذ وفقا للمعلومات فان مخرجا قانونيا بات ناجزا ،في انتظار الاتصالات الجارية لتمريره، بالتعاون بين الثنائي، رئاسة الحكومة، ووزارة الداخلية. وسط كل هذا المشهد السوداوي المنذر بمزيد من التصعيد، قرار لافت بعد اكثر من اربع سنوات على انهيار حائط الدعم عند مدخل نفق شكا لجهة بيروت، والذي استدعى تحويلا للسير، اذ تقرر البدا بورشة الترميم تمهيدا لاعادة الطريق الى وضعها الطبيعي. فهل هي التحضيرات لتامين الطريق السالك والآمن للرئيس العتيد، الذي انجزت كل الترتيبات الداخلية وقام الجميع بواجباته، في انتظار لحظة القرار الخارجي؟

المصدر
ميشال نصر -الديار

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى