مقالات

إنجاز وطني لأبطال «المعلومات»

خطف وقتل الشيخ المغدور أحمد الرفاعي جريمة موصوفة ومدانة بأشد عبارات الإستنكار والإدانة، وخارجة عن أبسط مبادئ الإيمان والأخلاق التي حاول الجناة ورئيسهم التستر خلفها، زوراً وبهتاناً لتغطية عملية الغدر البشعة التي أقدموا عليها.
لم يكن الهدف إغتيال الشيخ الشهيد جسدياً وحسب، بل سعى المجرمون إلى التخلص من كل ما كان يُمثله من شهامة وإخلاص لمجتمعه وقريته، وما يحمله من أداة وتصميم على محاربة الفساد، والتصدي لناهبي أموال البلدية، والتعدي على مشاعات البلدة وبيعها من قبل رئيس البلدية الذي خطط لعملية الإستدراج والإغتيال مع نجله، بمعاونة حفنة من الأزلام المارقين.
لم يتوقف الشيخ الجليل عند صلة القرابة التي تربطه برأس العصابة الفاسدة، بل رفع صوت الحق في محاربة سيف الباطل، وقضى في ساحة الدفاع عن أهل بلدته وحقوقهم المنهوبة من رئيس البلدية، الذي إستعان بشياطين الأرض لإرتكاب جريمته.
لم يكتفِ القاتل بسفك دماء ضحيته، بل راح ينفخ على رماد الفتنة ليغطي بدخانها ونارها جريمته البشعة، ويُضلل أهله وأبناء منطقته ودفعهم إلى مقتلة مدمرة، لا تُبقي ولا تذر.
ولكن عين العدالة كانت بالمرصاد، حيث إستطاع جهاز المعلومات أن يكشف ملابسات الجريمة النكراء في فترة قياسية، وقبل أن تهب رياح الفتنة العمياء وتُطلقها من عقالها، بعدما عمد الجناة إلى تحريك الحساسيات المذهبية والطائفية والمناطقية، وروّجوا للإشاعات المغرضة، لإبعاد الشبهات عنهم.
ليست المرة الأولى التي يفلح فيها الأبطال المجهولون من عناصر جهاز المعلومات، في تحقيق مثل هذا الإنجاز الوطني، وإنقاذ البلد من المتآمرين على أمنه وإستقراره. وسجل «المعلومات» حافل بعشرات العمليات الناجحة في التصدي للجرائم والعمليات الإرهابية والسرقات وعمليات الخطف، إلى جانب العمل بنجاح مشهود على كشف العديد من شبكات التجسس لمصلحة العدو الإسرائيلي، بغض النظر عن طوائف ومناطق العملاء المتورطين في العمل ضد الوطن.
عناصر المعلومات، مثل رفاقهم في قوى الأمن الداخلي والجيش والأمن العام وأمن الدولة، يقدمون أرواحهم ويبذلون دماءهم، ويقومون بواجبهم الوطني باللحم الحي، رغم قلة الإمكانيات المتوفرة، ودون التوقف عند ما أصابهم من إنهيار لرواتبهم المحدودة، والتي لا تُقارن مع تضحياتهم الكبيرة.
تحية وطنية كبيرة لأبطال جهاز المعلومات ورفاقهم في الجيش والأجهزة الامنية الأخرى، ورحم الله الشيخ الشهيد وأسكنه فسيح جناته.

المصدر
اللواء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى