مقالات خاصة

كفاكم خنوعاً يا علماء السنّة…

كتب مصطفى عبيد – قلم سياسي

هز خبر اختطاف الشيخ أحمد شعيب الرفاعي الوسط السني في الشمال ولبنان عامةً، وقد أثارت هذه الجريمة النكراء ضجة كبيرة على المستويين الديني والسياسي، وبعيداً عن التحليلات السياسية والدينية والعائلية لهذه الحادثة بين ما يتم تداوله عن أن سبب الخلاف هو مشاكل عائلية قديمة أو أن الجهة التي تقف وراء هذه الجريمة هو حزب الله و الحزب القومي السوري وسرايا المقاومة أو أن السبب هو تجارة المخدرات التي تفشت في منطقة عكار والتي كان الشيخ الرفاعي يحاول التصدي لها.
اللافت في الموضوع أن اختطاف شيخ قد قوبل بدايةً باستهتار وقلة اهتمام في الساعات واللحظات الأولى للحادثة غير أنه واليوم تحديداً حادثة اختطاف مواطن في منطقة زحلة قد حركت سياسيي المنطقة ووجهائها والقوى الأمنية والجيش في محاولة لتحرير المخطوف وتوقيف الخاطفين، وبعيداً عن الاستهتار الذي يتم التعامل به من قبل الأجهزة الأمنية والسياسيون مع أبناء الشمال، فما يهم في هذه القضية هو ردة فعل علماء لبنان ودار الفتوى على هذه الجريمة وهذا التطاول الكبير المستمر على علماء الطائفة السنية تحديداً دون حسيب أو رقيب، فبدايةً الجميع يوافق أن الأجهزة الأمنية مخترقة وتابعة لجهات سياسية معينة وأن بعض الشخصيات الأمنية تأتمر بأوامر رؤساء أحزاب وسياسيين، وخير دليل على هذا الأمر كي لا يفسر هذا الكلام بأنه اعتداء على القوى الأمنية ومحاولة إضعاف لها قيام ميقاتي بالطلب من قوى الأمن الداخلي عدم الرد على طلبات القاضية غادة عون، وكذلك قيام القاضية عون بمحاولة تسخير القوى الأمنية لتلبية أوامر التيار الوطني وزعيمه باسيل.
ولكن أن يظل هذا الاستهداف المستمر لعلماء ومراجع دينية من تصفية شيخ على حاجز أمني، أو استهداف مساجد برمتها لإسكات من يعلو صوته من الطائفة السنية، إلى اختطاف شيخ وإمام جامع وتصفيته بعد تعذيبه وارتكاب أشنع الجرائم به ومن ثم دفنه والمرور عبر عدة حواجز أمنية دون أن يرف لهم جفن، وجلَّ ما تقوم به المرجعيات الدينية بدءاً من المفتي عبد اللطيف دريان وصولاً إلى مفتي المناطق والعلماء هو تقديم واجب العزاء والدعوة للالتزام بمنطق العقل والحكمة فهذا أمر بات غير مقبول بتاتاً.
يا حضرة العلماء إلى متى هذا الانبطاح والإستسلام والتنازل عن هيبة الطائفة تحت مسمى التعقل والحكمة؟ أليس الأجدر بكم رفع الصوت ومعاقبة المسؤولين عن آخر جريمة ارتكبت والتي يجب أن يكون العقاب فيها هو الإعدام لمرتكبيها كي يتربى القاصي والداني ويعلم الجميع أن هذه الطائفة ليست ضعيفة؟
وعن أي دولة قانون وقضاء ومؤسسات تتحدثون عنها وتثقون بتحقيقاتها وأحكامها؟ أهي نفسها الدولة التي ترمي بأبناء الطائفة السنية في السجون اللبنانية وما يعرف بالمعتقلين الإسلاميين، وترفض محاكمتهم أو التحقيق معهم أو الإفراج عنهم وتلصق بهم تهم الإرهاب ويتم تعذيبهم وحجز حرياتهم وتحرمهم حقوقهم بينما يتم الإفراج عن تجار المخدرات وسواهم من المجرمين؟ وهل سألتم أنفسكم أيها العلماء أين أصبحت تحقيقات قتل المشايخ وتفجير المساجد ومن الذي تمت محاسبته وهل كانت المحاسبة عادلة بحجم الجريمة؟
يا حضرات العلماء إن هذا النهج الانبطاحي الذي تنتهجونه تحت حجج التعقل والعيش المشترك لن يزيد هذه الطائفة إلّا ضعفاً وهدراً لحقوقها واستهتاراً بها، فسياسيو الطائفة لا قيمة ولا وزن لهم وقد أضاعوا حقوق الطائفة السنية وبعضهم أضاع البوصلة فنوى الذهاب للفاتيكان ليبحث عن حقوق المسيحيين بعد أن فتك بحقوق أبناء جلدته ودينه، وها أنتم تضيعون ما تبقى لنا من قوة، فإلى متى هذا الخنوع؟

المصدر
خاص - قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى