عربي ودولي

محاولات هجرة جماعية لسكان إسطنبول خوفاً من الزلازل!

حالة من القلق تسود بين سكان مدينة إسطنبول بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا، دفعت بعضهم للبحث عن مأوى بديل خارج المدينة، وسط تحذيرات من خبراء زلازل من تعرض المدينة لهزة أكبر في المستقبل.

وبدأ سوق الإسكان في الرواج، في ظل رغبة بعض السكان في الانتقال خارج إسطنبول، التي يطارد سكانها ذكريات زلزال 1999، الذي ضرب المدينة، وخلَّف خسائر كبيرة بشريا وماديا.

وعرض بعض القلقين منازلهم للبيع في منطقة قريبة من خط الصدع، كما زاد المستأجرون من الاهتمام بالإسكان في المناطق الأقل تعرضًا للخطر، مثل باشاك شهير وأرنافوتكوي، في حين انخفض الاهتمام بالمنازل التي بنيت قبل زلزال 1999، وزاد الاهتمام بالمباني الجديدة.

ووفق تقرير لصحيفة “حرييت” التركية، فإن خبراء زلازل يتوقعون أن يضرب زلزال بقوة 7 درجات أو أكثر إسطنبول بنسبة 95 بالمئة، في غضون الـ70 عاما القادمة، والبعض يتوقع أن “يضرب في أي لحظة الآن”.

تأثيرات نفسية

موقع “سكاي نيوز عربية”، التقى عددا من سكان المدينة لمعرفة أسباب الذعر، وكيف تأثر قطاع العقارات عقب زلزال كهرمان مرعش، ولماذا يخافون من المباني التي بنيت قبل عام 1999.

ويقول هشام غوناي: “الزلزال أثر نفسيا على سكان إسطنبول، وأنا واحد منهم، حيث أسكن في عمارة متعددة الطوابق بنيت في عام 1980، وأعتقد أن جميع سكان العمارة ينتابهم القلق، خاصة وأن ما تم بنائه قبل 1999 غير مطابق للمعايير الزلزالية لتي تم وضعها بعد ذلك العام”.

وعما يبحث عنه السكان الآن، يوضح: “بطبيعة الحال سكان إسطنبول يختارون المناطق الأكثر صلابة، والأقل عرضة للتعرض للزلازل للانتقال والعيش فيها، فقد حدث تأثر نفسي كبير للسكان بعدما رأوا التدمير الكبير الذي تلى زلزال كهرمان مرعش”.

البعد عن مراكز الصدع

نفس المخاوف نقلها حسن سيفري، لافتا إلى أن “هناك محاولات من بعض المسؤولين والبلديات لإنشاء تنسيقيات تضامن وتعاون لوضع خطة جديدة في إسطنبول، وتم البدء في هدم بعض البنيات”.

وعن الأماكن التي قد ينتقل إليها الخائفون، يشير سيفري، إلى أن البعض اختاروا العاصمة أنقرة، وهناك حالة عامة للابتعاد عن مراكز الصدع الزلزالية.

تأثر القطاع العقاري

وكيل العقارات في إسطنبول، شرف الدين باشاران، يعلق على تأثير المخاوف السابقة بأن “هناك طلب على الشقق الإيجارية، لكن الطلب على البيع انخفض، حيث يُظهر المواطنون حاليًا طلبًا على المباني الجديدة”.

ويزيد الطلب على السكن في باشاك شهير وكايا شهير وأرنافوتكوي، بحسب باشاران لأن مخاطر الزلازل فيها أقل.

وكنوع من التضامن، طالب وكيل العقارات أصحاب الشقق بمساعدة ضحايا الزلزال بأنه “لا يجب عليهم زيادة أسعار الشقق، وبصفتنا وكلاء عقارات، نحتاج أيضًا إلى بذل قصارى جهدنا، ولا بد من الانتقال إلى المباني ذات أساسات القوية، لأن المباني القديمة قد تصمد في وجه الزلازل”.

ويعطي باشاران أمثلة لأسعار شقق الإيجار الآن، منها أن أنه في منطقة باهجيليفلر تتراوح بين 7 آلاف ليرة و9 آلاف ليرة، وهي أعلى قليلا في المباني الجديدة، حيث تزيد إلى 12 و13 ألف ليرة، بينما متوسط سعر الشقة حوالي 2 مليون ليرة.

ووفق أحدث الإحصاءات، تجاوز عدد القتلى في تركيا وسوريا جراء زلزال 6 فبراير 50 ألف قتيل في البلدين، بينهم أكثر من 44 ألف في تركيا، بحسب إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، فيما تضرر حوالي 105794 مبنى في تركيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى