مقالات

وحوش الطائفية..والغابات السياسية اللبنانية

وحوش الطائفية في الغابات السياسية اللبنانية تخاف من حرية الفرد الانسان في لبنان وتحاول منع عملية الانصهار في هوية وطنية جامعة وبناء دولة المواطنية التعاقدية والغاء الطائفية السياسية والالتزام بالحقوق والواجبات وتداول السلطة واحترام الاستحقاقات الدستورية، ولكن ارتكابات وتجاوزات وحوش الطائفية جعلت الفرد الانسان في لبنان يشعر بان الاحتلال اكثر نعيما من التحرير، والوصاية ارقى من السيادة، و(التعتير) ارحم من التغيير، والقرن التاسع عشر اكثر تقدما من القرن الواحد والعشرين، والحرب الاهلية وخطوط التماس اكثر الفة وحميمية من الحياة الدستورية، ودمار واهوال الزلازل ارحم من التصدعات النيابية، ووحوش الغابات الطائفية احترفت العبث بكل القيم الانسانية الاجتماعية والروحية والوطنية واصبح التأقلم معها اشد مرارة من الخيانات الوطنية والمجازر الجماعيه وذل العبودية .
الزلازل اعادت الانسان في لبنان الى اخيه الانسان وكشفت هشاشة الوحوش الضالة في غابات الطائفية السياسية واسقطت اوهام المكابرة لدى زعماء القطعان الطائفية والتمادي في عدم الشعور بالمسؤولية بعد ان اقفلوا المدارس والجامعات والمستشفيات واخذوا لبنان من التقدم والازدهار الى متاهات الجهل والعتمة والجوع والفقر والضياع، و شريعة الغاب باتت تتحكم بمستقبل الاجيال والوقاحة تتقدم على الشجاعة والاحقاد على المودة والوئام والعنصرية الجوفاء على الشراكة وحب الاوطان.
قبل مئة عام قضى نصف سكان لبنان من الجوع والسخرة والهجرة، ووحوش الطوائف بعد مئة عام جعلوا لبنان يعاني من مجاعة عمياء نتيجة العبث والغوغاء وهجروا معظم الطاقات من ابناء لبنان واصبحنا بدون قضاء او مدخرات او خبز او ماء او كساء، وقادة وزعماء الوحوش الطائفية يتصدرون الشاشات بالمواعظ والخطب الرنانة والاعتداد بالذات والتباهي بالامجاد او بالانتصارات وتحويل الاحلام الى كوابيس والعمران والازدهار الى حطام وخواء، وبدون خجل او حياء يريدون بيع ما تبقى من لبنان في البحر وفي اعالي الجبال لكل من يريد التمتع باستتباع شعب لبنان، بعد ان اصبح كل شيء مباح للبيع والشراء من لقمة العيش الى الاطفال والنساء والشيوخ والقادة والنواب والرؤساء .
وحوش الطائفية تكره ارقام التقارير الدولية عن الانهيار الاقتصادي والمالي والفقر والجوع والبطالة في لبنان، مما دفع زعماء الغابات السياسية الى تكوين فرق من الوحوش الطائفية المقنعة والمتخصصة باختراق المؤسسات الأممية والدولية وتطويعها واستيعابها و تخدير وتدجين السفيرات والسفراء وممثلي البعثات الأممية من خلال تزوير الحقائق وتعطيل المسارات من اجل حماية اسياد الغابات الطائفية وتشويه دور البعثات الدبلوماسية في مرحلة ادارة الاستحقاقات الرئاسية واعادة تكوين السلطة وذلك من اجل انقاذ احفاد وحوش المتصرفية والانتداب والوصايات العدمية .
وحوش الطائفية في لبنان لديهم كل ادوات الثورات التكنولوجية الحديثة والطائرات والصواريخ والسيارات والصحف والتلفزيونات والاذاعات والمواقع والقصور والملاجىء والابراج والصداقات العالمية والاقليمية والعربية، ويحكمون البلاد بتقاليد المافيات على ان لكل طائفة غابتها ووحوشها حيث القتل مباح والاتجار بكل الممنوعات وترهيب الناس وادعاء حماية القطعان الطائفية من عصابات القطعان الطائفية الاخرى وعلى قاعدة الطاعة والولاء و ممنوع الكلام وممنوع الانتقاد، وعلى الافراد الاحرار من ابناء لبنان الذين يريدون حرية التعبير واحترام الذات عليهم ان يغادروا الغابات السياسية اللبنانية اما بالاعتزال او بالاغتيال او عبر المطارات او على مراكب الموت والشقاء، لان وحوش الطائفية في الغابات السياسية اللبنانية تخاف من حرية الفرد الانسان في لبنان.

المصدر
اللواء - احمد الغز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى