مقالات

116 يوما ولبنان من دون رئيس… يا حزب لا يهزّك ريح!

“يا حزب لا يهزّك ريح…”
أفضل عنوان ينطبق على المسار السياسي الذي ينتهجه اليوم أكثر من أي وقت مضى، حزب الله وكتلة الوفاء للمقاومة…
“إعمل لليوم والغد وكأن هدفك محقق لا محالة”، أفضل عنوان لجهود رئيس البرلمان نبيه بري على مسار السعي لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ومعروفٌ مرشح رئيس المجلس…
في المقابل، العنوان الممكن إطلاقه على الجهات السياسية الداخلية المقابلة والتي تعارض سياسات الحزب واصدقائه، فهو: “لا عمل بالقول المأثور التضامن سرّ النجاح”….
أما الذين يقبعون في حال من الحَرد حِيال حزب الله، فهم كالذي ينادي بالوادي، فيما لا صدى لكل الصراخ والمناداة…
والوضح أن كتلة الوفاء للمقاومة، أعطت أمس دفعاً قوياً لعقد جلسات برلمانية نيابية للتشريع، للأمور الضرورية، لا بل حضّت على عقدها، كما أعطت دفعا بالقوة نفسها لحكومة تصريف الأعمال بتأييدها في الانعقاد بجلسات للأمور الضرورية للناس (علما ان هناك جلسة للحكومة مطلع الاسبوع المقبل) وذهبت كتلة الوفاء أيضا الى حد التنويه وشد اليد على الوزراء والموظفين المندفعين في تصريف الأعمال وفي الجهود الادارية في هذه الفترة…

والبارز أيضا في بيان كتلة الوفاء للمقاومة، هو الفقرة المتعلقة بالثناء والدعم والتنويه، بزيارات لبنانية رسمية لدمشق، زيارة الوفد الوزاري، وزيارة وفد الأخوة البرلمانية وسوى ذلك.
وبالتالي، تلاحظ الأوساط السياسية، أن ثمة اندفاعة إضافية قوية من حزب الله والرئيس بري، وعدد من الأصدقاء والمؤيدين، نحو مسابقة أي تطورات سلبية محتملة، في اتجاه تأمين انتخاب رئيس الجمهورية، وهو ما أكد وجوب حصوله نائب الأمين لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بقوله: “وجوب انتخاب رئيس بسرعة وعدم الهروب الى انتخاب رئيس كيفما اتُّفق”… وتلفت الأوساط، الى أن حزب الله، شرع في تهميش كل الأصوات الخافتة كما العالية التي تحاول التهويل أو “النكنكة” عليه واستهدافه مواربة أو مباشرة، ولاسيما منها التي كانت بأواصر حلافة مع الحزب الذي سيتصرف من الآن فصاعدا في شكل أكثر حزما ودقة وتركيزا، وسيواجه أي تطور سلبي بحجم التطور، ولن يكون متهاونا لا في ملف الانتخاب الرئاسي، ولا في سواه…
أمام هذا الواقع المتضمن مواقف وحركة مكون الثنائي الشيعي في خلال الساعات الست والثلاثين الماضية، هذه الساعات التي اكتنفتها تطورات على مستوى القضاء، سواء ما يتعلق بالقاضية غادة عون والمصارف، او بما يخص حاكم مصرف لبنان، أم بالقرار القضائي البريطاني الذي حكم على شركة بحرية بريطانية في قضية انفجار المرفأ، أمام هذه المشهدية، لا بدّ من الملاحظة والترقب، بأن يسرّع الرئيس بري اتصالاته ومشاوراته، وأن يقترب من تحديد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية، بحسب أوساط مطلعة أوضحت أن رئيس المجلس، باتصالاته واتصالات نائبه الياس بوصعب، بعدد من النواب والكتل، تبلورت لدى بري، صورة شبه متكاملة بأن المرشح الذي يؤيده وهو رئيس المردة سليمان فرنجية، بات يضمن النصف زائدا واحدا وأكثر بقليل، وبدليل أن أبو صعب يرى أن فرنجية يبدو الأكثر تقدما على مسار الانتخاب الرئاسي.

مما لا شك فيه، أنه بعد مرور ١١٦ يوما ولبنان من دون رئيس للجمهورية، ومع امتلاك عدد من السياسيين معلومات عن احتمالات مريبة في الأوضاع الداخلية اللبنانية، وفي التطورات العالمية، مما لا شك فيه أن عدّا عكسيا بدأ، في لبنان على كل المستويات، وان السباق بدأ، بين محاولة انتخاب رئيس، وبين تطورات يُحتمل أن تكون ذروة في الخطورة.

المصدر
ليبانون فايلز

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى