عربي ودولي

توجيه اتهام لمعارضيْن بالانتماء لـ”تنظيم إرهابي” والتحقيق مع الغنوشي في قضية جديدة

وجّهت السلطات في تونس اليوم الخميس اتهامات لمعارضيْن أوقفتهما قوات الأمن ضمن حملة اعتقالات متصاعدة لمعارضين لإجراءات الرئيس قيس سعيّد، في حين يخضع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي مجددا للتحقيق في قضية أخرى.

واعتقلت قوات الأمن الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، والقيادية في جبهة الخلاص الوطني المعارضة شيماء عيسى الليلة الماضية وتم نقلها إلى مركز توقيف بالعاصمة التونسية.

قال أمين بوكر محامي الشابي إنه تم توجيه تهم لعصام الشابي وشيماء عيسى بـ”الانتماء لتنظيم إرهابي” و”التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي”، مشيرا إلى أنه يجري التحقيق معهما.

وأضاف بوكر أن عملية التفتيش والمداهمة بحق الشابي تمت “خارج إطار الإجراءات القانونية”، وفق تعبيره.

بسبب لقاء بمقهى
وكان المحامي أمين بوكر قال لإذاعة محلية إن الملف الذي تتعهد به “الوحدة الوطنية لمكافحة الإرهاب” فيما يخض كلا من عصام الشابي وشيماء عيسى يتعلق بلقاء عُقد في إحدى مقاهي العاصمة مع الناشط السياسي خيّام التركي، الذي تم إيقافه منذ أيام.

وأحيل التركي وآخرون للتحقيق بتهمة “التآمر على أمن الدولة”، وقال معارضون إن الهدف من تلك اللقاءات كان توحيد المعارضة المنقسمة.

كما قالت مصادر من جبهة الخلاص الوطني للجزيرة إن السلطات الأمنية تلاحق القيادي بالجبهة جوهر بن مبارك بهدف اعتقاله، وهو ما أكدته مصادر أخرى.

وبالإضافة إلى التركي اعتقل ناشطون سياسيون آخرون بينهم القيادي السابق في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي، ونور الدين البحيري وزير العدل الأسبق نائب رئيس النهضة، ورجل الأعمال كمال اللطيف، ومدير إذاعة موزاييك الخاصة نور الدين بوطار، واعتقل قبل ذلك رئيس الحكومة الأسبق علي العريّض الموقوف منذ شهرين فيما تعرف بقضية تسفير مقاتلين إلى سوريا.

كما شملت الاعتقالات الأخيرة مسؤولا نقابيا، وتم استدعاء سياسيين آخرين ومحامين ونقيب الصحفيين للتحقيق في قضايا مختلفة.

ورأت أحزاب عدة في هذه الاعتقالات محاولة لترهيب المعارضة، في حين يقول الرئيس التونسي إنها تدخل في إطار المحاسبة وتطبيق القانون.

في المقابل، قال الرئيس التونسي قيس سعيد أمس الأربعاء إن هناك حملات “مسعورة” من أشخاص وصفهم بأنهم مأجورون للخارج لضرب الدولة التونسية.

وأضاف سعيد أنه يخوض ما سماها “حرب تحرير وطني”، داعيا القضاء إلى القيام بدوره وتطبيق القانون على الجميع.

كما قال الرئيس التونسي إنه لا بد من القضاء على ما وصفها بالخلايا السرطانية داخل الدولة إما بالأشعة وإما بالكيميائي، مضيفا أن هذه الخلايا موجودة في جسم الدولة ولا بد من محاسبتها أمام الشعب التونسي وتطبيق القانون على الجميع، حسب تعبيره.

الغنوشي أمام التحقيق

و بالتوازي مع الاعتقالات، من المقرر أن يمثل اليوم الخميس رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أمام محقق أمني في ثكنة العوينة بالعاصمة التونسية للاستماع إليه في قضية جديدة رفعها ضده طرف مجهول.وقبل يومين، قرر قاض الإبقاء على الغنوشي في حالة سراح بعد التحقيق معه في قضية رفعتها ضده إحدى النقابات الأمنية وعرفت إعلاميا بقضية “تكفير الأمنيين”.وكان رئيس حركة النهضة خضع للتحقيق في قضايا مختلفة تشمل تبييض الأموال، ويصف الاتهامات الموجهة إليه بالملفقة وتستهدف ضرب الحركة.

قلق أوروبي

في هذه الأثناء قال الاتحاد الأوروبي إنه يتابع بقلق التطورات الأخيرة في تونس، التي اعتبرها جارة قريبة جدًا تربطه معها شراكة عميقة وإستراتيجية.وأضاف الاتحاد الأوروبي -في بيان- أن تونس تمر بلحظة حساسة، وعبّر عن أمله في أن تتمكن السلطات التونسية من العثور على الحلول المناسبة للعديد من التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجهها البلاد.

ويأتي هذا الموقف الأوروبي وسط قلق دولي حيال الانتهاكات والوضع في تونس، كما أنه يأتي بعد أيام من طرد مسؤولة نقابية أوروبية من تونس.

المصدر
الجزيرة

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى