عربي ودولي

انهيار آخر معاهدة نووية مع واشنطن.. الدوما يقرّ الانسحاب من “نيو ستارت”


أقر مجلس النواب الروسي، اليوم الأربعاء ٢٢ شباط، تعليق مشاركة موسكو في معاهدة “نيو ستارت”، محمّلًا الولايات المتحدة والغرب مسؤولية انهيار آخر معاهدة نووية باقية بين واشنطن وموسكو.

يأتي ذلك، بعد يوم من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب رسمي تعليق مشاركة بلاده في معاهدة “نيو ستارت”، على وقع ارتفاع منسوب التوتر في العلاقات بين القوتين العظميين واقتراب الذكرى السنوية الأولى للهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.

فخلال جلسة التصويت اليوم، أقرّ “الدوما” (مجلس النواب الروسي) تعليق المشاركة في معاهدة السيطرة على الأسلحة النووية، ليحال المقترح بالتالي إلى مجلس الشيوخ للتصويت عليه.

مسؤولية واشنطن
ووفق وكالة “رويترز”، حمل رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين قبيل جلسة التصويت، الولايات المتحدة مسؤولية تداعي المعاهدة حيث قال في بيان إنه “بالتوقف عن الامتثال لالتزاماتها ورفضها مقترحات بلادنا بشأن قضايا الأمن العالمي، دمرت الولايات المتحدة بنية الاستقرار الدولي”.

من جهته، أكّد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الذي يشرف على دبلوماسية بلاده المتعلقة بالحد من انتشار الأسلحة مع الولايات المتحدة، أن إمكانية استئناف المعاهدة “تعتمد على واشنطن”.

وفي وقت أثارت هذه التحركات الروسية قلقًا في واشنطن والعواصم الأوروبية، لفت ريابكوف إلى أن موسكو تراقب عن كثب القوتين النوويتين في “الناتو” وهما بريطانيا وفرنسا.

ردّ متأخّر
بدوره علّق الرئيس الروسي السابق دميتري مدفيديف، الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، على الانسحاب من الاتفاق النووي، واصفًا إياه بأنه ردّ “تأخر كثيرًا” على ما وصفه بأنه إعلان حرب عملي على روسيا من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

وأضاف مدفيديف على تيليغرام: “هذا القرار فُرض علينا بسبب الحرب المعلنة من الولايات المتحدة ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي على بلادنا. سيكون له أصداء مدوية على العالم بصفة عامة وعلى الولايات المتحدة بصفة خاصة”.

كما دعا مدفيديف إلى إدراج الترسانة النووية لكل من بريطانيا وفرنسا في أي اتفاقات مستقبلية، للحد من انتشار الأسلحة بين روسيا والغرب.

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أكّدت مساء أمس الثلاثاء أنها ستواصل الالتزام بالحدود التي فرضتها المعاهدة على عدد الرؤوس النووية التي يمكن نشرها، وأنها منفتحة على العدول عن قرار تعليق المشاركة فيها.

معاهدة “نيو ستارت”
وعام 2010، وقّعت موسكو وواشنطن معاهدة “نيو ستارت” في العاصمة التشيكية براغ، وبموجب المعاهدة قررت الدولتان تخفيض الأسلحة النووية والهجومية لكل طرف بما لا يزيد عن 1550 رأسًا نوويًا إستراتيجيًا، و700 من الصواريخ بعيدة المدى وقاذفات القنابل.

كما التزم الجانبان بعمليات تفتيش متبادلة للتأكد من تطبيق المعاهدة، قبل أن يعيد عام من الحرب الروسية على أوكرانيا خلط الأوراق النووية على الطاولة السياسية العالمية.

ووصف وزير الخارجية الأميركي تعليق المشاركة الروسية في معاهدة “نيو ستارت” بالأمر المؤسف وغير المسؤول، مبديًا استعداد واشنطن للحوار، في حين استفزت هذه الخطوة الأمم المتحدة التي دعت لاستئناف تنفيذها بشكل كامل.

المصدر
العربي الجديد

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى