مقالات

الارهاب والفقر ومطامع ايران خلف انفتاح العرب على الأسد

في تطور اقليمي لافت، زار الرئيس السوري بشار الأسد، الإثنين، سلطنة عمان، في زيارة عمل هي الأولى له منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.

واشار موقع “الجمهورية العربية السورية” الى أن اﻷسد “عقد مع السلطان هيثم بن طارق جلسة مباحثات رسمية في قصر البركة العامر في مسقط، في حضور الوفدين الرسميين”. وجدد السلطان تعازيه لـ”الأسد والشعب السوري بضحايا الزلزال المدمر”، مؤكداً “استمرار بلاده في دعمها لسوريا لتجاوز آثار الزلزال وتداعيات الحرب والحصار المفروض على الشعب السوري”، وموضحاً أن “عُمان تشعر بالظروف الصعبة التي يعيشها السوريون بسبب هذه العوامل”.

البارز، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” هو ان هذا اللقاء يأتي بعد يومين فقط من اعلان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، في منتدى ميونيخ السبت، أن إجماعا بدأ يتشكل في العالم العربي على أنه لا جدوى من عزل النظام السوري، وأن الحوار مع دمشق مطلوب “في وقت ما”، حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية، بما في ذلك عودة اللاجئين. في السياق عينه، قال سلطان عمان إن “سوريا دولة عربية شقيقة، ونحن نتطلع لأن تعود علاقاتها مع كلّ الدول العربية إلى سياقها الطبيعي”.

ولا بد من الاشارة على هذا الصعيد ايضا، الى زيارة قام بها نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، الى العاصمة السورية دمشق، الأربعاء الماضي، واخرى قام بها وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في 12 شباط الجاري.

بحسب المصادر، كان للزلزال المدمر الذي ضرب سوريا التأثير الاكبر في تبدّل المقاربة السعودية وبالتالي الخليجية – العربية، للملف السوري. فبينما كانت ترفع شروطا وتطلب من دمشق التقيد بها للعودة الى الحضن العربي، وابرزها الابتعاد عن المحور الايراني في المنطقة، رأت هذه الدول ان الشام ليست في هذا الصدد، واذا بقي العرب على قطيعتهم لها، فإنها ستغرق اكثر في الحضن الايراني خاصة وان طهران ستستغل ضعف سوريا الاقتصادي الذي تفاقم بعد الزلزال لتثبّت أرجلها اكثر هناك، كما انهم اي العرب، قد يدفعون هم، ثمنَ سياستهم وشروطهم، اذ ان تفلّت الوضع في سوريا قد يعيد احياء شبح التطرف، وسيفاقم ايضا ازمة اللجوء والنزوح وسيعيق عودة اي نازح الى ارضه. انطلاقا من كل هذه العوامل، ارتأت المملكة على ما يبدو، الاستفادة من هذا الزلزال للانفتاح على سوريا من جديد ولابداء ليونة تجاهها علّ مساعدة العرب لها اقتصاديا وانمائيا وانسانيا تمنع توسّع النفوذ الايراني فيها و”انتعاش” النشاط الارهابي وتجدُد ازمة النزوح…

واذ تلفت الى ان واشنطن ليست بعيدة من توجّه العرب هذا، ولها خبراء حاضرون في سلطنة عمان دائما، تقول المصادر ان هذه المرونة المتوقع ان تشهد تطورا مهما في القمة العربية المزمع عقدها في اذار المقبل ، إن سارت الامور وفق التوقعات العربية، لن تحول دون استمرار محاربة الوجود الايراني في سوريا عبر الخيار العسكري وعبر العقوبات ايضا، الامر الذي يناسب العرب والاميركيين بطبيعة الحال، تختم المصادر.

المصدر
المركزية - لورا يمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى