ميقاتي: لا أسعى إلى أن أعود رئيساً للحكومة
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سعيه إلى حلّ أزمة إضراب المصارف، مشيراً إلى أنّ “القطاع المصرفيّ أساسيٌّ في البلد، وهو يسعى إلى حلحلة مسألة الإضراب الّذي يأمل في أن ينتهي خلال 48 ساعةً”، مؤكداً “حماية القطاع المصرفيّ لإعادة انتعاش لبنان”.
وقال ميقاتي: “أعي تماماً ما يحصلُ في البلد وأعلم المعاناة التي يعيشُها المُواطنون ونسعى إلى التّخفيف من وطأة الضّغط الاجتماعيّ الحاصل وإلى أن أكونَ همزة وصلٍ بين اللبنانيّين، ولا أسعى بأيّ شكلٍ من الأشكال، إلى أن أعود رئيساً للحكومة مُجدداً”.
كلامُ الرّئيس ميقاتي جاء خلال مقابلة تلفزيونيّة أجراها مساء اليوم الثلثاء، تطرّق في خلالها إلى الملفات السياسيّة والاقتصاديّة والأمنيّة والماليّة والخارجيّة.
إضراب المصارف
وأشار الرّئيس ميقاتي إلى أنّ “الإضراب سينتهي خلال 48 ساعة”. وقال: “لا أتدخّل بعمل القضاء والحديث عن “تبييض أموالٍ” ضمن المصارف بالشّكل القائم غير مقبولٍ، إذ إنّه يضرُّ بسمعة لبنان. وأؤكد أنّ الّذين أحرقوا فروعَ المصارف قبل أيّامٍ ليسوا مودعين، والتّقارير الأمنيّة حول ما حصلَ وصلتني، وفيها المعلومات كافة”.
وطمأن ميقاتي اللّبنانيّين إلى “أنّ الوضعَ الأمنيّ ممسوكٌ جيّداً وبشكلٍ عامّ”، محيّياً “الأجهزةَ الأمنيّة كافة على دورها”.
التّمديد للّواء إبراهيم
ورداً على سؤالٍ عن إمكان التّمديد للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أجاب ميقاتي: “التّمديد للّواء إبراهيم يجبُ أن يجريَ داخل مجلس النّوّاب وطُلِب مني البحث عن مخرجٍ قانونيّ لمسألةِ التَّمديد”، عازياً السَّبب إلى صُعوبةِ عقد جلسةٍ حتّى الآن.
وقال ميقاتي: “تشريعُ الضّرورة “ضروريٌّ” ويجب عدم تعطيل مؤسَّسات الدَّولة أبداً”.
وعمّا إذا كانت هناك اتصالاتٌ بهذا الشّأن مع “الثنائيّ الشيعيّ”، قال ميقاتي: “لم أتحدَّث مع رئيس مجلس النّواب نبيه برّي بموضوع التَّمديد للّواء عبَّاس إبراهيم، ولا مع “حزب الله” لا من قريب ولا من بعيد”.
وقال: “لن أرضخ لأيّ أمرٍ غير قانونيّ في مسألة التَّمديد للّواء إبراهيم الذي يلعبُ دوراً وطنيّاً كبيراً وبشكلٍ ممتاز”.
انتخاب رئيس للجمهورية
وفي ملف انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة واجتماع باريس الخماسيّ، شكر ميقاتي الدّولَ الصَّديقة على حرصها الدّائم على استقرار لبنان وأمنه، وقال: “الاجتماعُ الخُماسيّ بشأن لبنان في باريس لم يُحدِّد أسماء لرئاسة الجمهوريّة، ونتمنّى انتخابَ رئيسٍ جديدٍ للبلاد بأسرع وقتٍ مُمكن”.
وحول الأسماء المطروحة، أجاب: “أنا على علاقةٍ جيّدةٍ مع كلّ الأطراف والعلاقة ممتازةٌ جداً مع قائد الجيش جوزاف عون. وأتمنَّى ألَّا يُفسَّر موقفي من الوزير سليمان فرنجيَّة على أنَّنا سنشكل ثنائياً في المستقبل، وأنا على علاقةٍ وثيقةٍ مع الجميع من دون إستثناء”.
وضع المسيحيين في لبنان
وعن تقرير ورد الى البطريركية المارونيّة، يشير إلى أنَّ نسبةَ المسيحيين في لبنان باتت 19,4%، قال ميقاتي: “التَّقرير وصلني لكنَّه ليس مؤكَّداً وحرصنا على المسيحيّين كبير في لبنان”.
وتابع: “سأزور قداسة البابا فرنسيس خلال الشَّهر المُقبل من أجل مناقشة وضع المسيحيين في لبنان والشَّرق الأوسط كما وأنّني سأبحثُ معهُ ملفَ رئاسة الجمهوريّة. ونحنُ مُتمسّكون بالعيش الواحد وبوحدة الوطن وبالمسيحيّين وأنا متعصّبٌ للبنان”.
وفي هذا الإطار، أشار ميقاتي إلى أنّنا “نسعى بقوّةٍ للحفاظ على تماسُك الوطن وإنقاذه غير صعبٍ”، مناشداً “الجميع التّكاتُف والعمل على لجم الانهيار”.
وفي الملف الرّئاسي، تابع ميقاتي قائلاً: “التيار الوطني الحرّ” أصبحَ اسمه “تيّار التعطيل” وضرب حقوق المسيحيّين بعدما كانَ “تيَّار الإصلاح والتغيير”.
أضاف: “لا مؤشرات لانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة قريباً وهناك فريقٌ يريدُ انهيار البلد بالكامل لنبنيه من جديد”.
وتابع ميقاتي: “تطوّر العلاقات السعوديّة – الإيرانيّة سينعكسُ إيجاباً على لبنان ونرحب بالاتفاق بين المملكة والحوثيّين في اليمن”.
وأردف قائلاً: ” اللّقاء مع الأمير محمد بن سلمان كان ممتازاً وقد أكّد استعداده لمساعدة لبنان عبر الصّندوق الذي تمّ استحداثه”.
أضاف: “الأمير محمد بن سلمان قام بتغييرٍ لا يوصف في السّعودية والمملكة دولة عُظمى في ظلّ القيادة الموجودة”.
صلاحيات الرئيس والدستور
وعن انتخاب رئيس الجمهوريّة، قال ميقاتي: “لا شيء مستحيلاً في لبنان والإرادة كبيرة للإنقاذ ويجب على كلّ الأطراف أن تلتقيَ مع بعضها البعض”.
وردا ًعلى سؤالٍ حول صلاحيّات رئيس الجمهوريّة، قال: “أنا لا أسلُب صلاحيّات رئيس الجمهوريّة أبداً والكلام عن هذا الأمر غير منطقيّ وليس حقيقياً أبداً. فليتوجَّهِ الجميع وعلى رأسهم “التيار الوطني الحر” لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّة، وبالتالي إنهاء الجدل القائم بشأن الصّلاحيات. أنا مؤتمنٌ على الدّستور و”لا جبران باسيل ولا غيره بقلّي شو أعمل”.
وتابع ميقاتي: “توليتُ 3 حكوماتٍ وخلالها كانت علاقاتي مع رؤساء الجمهوريَّة مستندة إلى أساس دستوريّ والشراكة الوطنية هي التي كانت تحكم العلاقة”.
العلاقة مع البطريرك الراعي
وعن العلاقة مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قال ميقاتي: “العلاقة مع البطريرك الراعي جيّدة وسأزوره قريباً وسأُناقش معه مسألة زيارتي للفاتيكان”.
العلاقة مع جعجع
ووصف ميقاتي علاقته برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالممتازة، قائلاً إنّ جعجع هو الأكثر حرصاً على اتّفاق الطائف وتطبيق الدستور.
التمديد لحاكم المركزيّ
أما عن التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فأجاب ميقاتي: “لن أطرَح ملف التمديد لسلامة ولبنان متعثرٌ وليس مُفلساً وما نحتاجه هو حسن الإدارة من أجل التعافي”.
ودائع اللبنانيّين
وأكّد الرئيس ميقاتي أنّ “كل ودائع اللبنانيّين الموجودة في المصارف قبل 17 تشرين الأوّل 2019 ستعودُ كاملة إلى أصحابها”.