مقالات

القمّوعة مقصد سياحي شتوي وصيفي

مع أنّ موسم

الثلج تأخّر هذه السنة عن السنوات السابقة؛ إلا أنّ عودة الزائر الأبيض، شكّلت متنفّساً لأهالي عكار والشمال، فاستقبلت منطقة القمّوعة – فنيدق العديد من الزوار، بعدما توقفت العاصفة «فرح» ناشرة ثلوجها البيضاء في تلك البقعة.

الزوار أتوا من كلّ المناطق لا سيّما من عكّار وطرابلس. محبّو الثلج وهواة الرياضة قصدوا المنطقة للتمتّع بالمنظر وقضاء أيام أو ساعات في رحاب الثلج. ومع أنّ الإرتفاع الجنوني لأسعار المحروقات يشكّل عائقاً كبيراً أمام كثيرين، إلا أنّ بعض الأهالي أصرّوا على القيام بالنشاط الثلجي المعتاد ولو بوتيرة أخفّ من السابق، وبما يتناسب مع الأوضاع المعيشية والإقتصادية الراهنة. في فنيدق – القمّوعة صار هناك وللمرّة الأولى مركز للإرشاد السياحي، يقول رئيس المركز و»جمعية جيل الأمل» علي صلاح الدين لـ»نداء الوطن»: «لقد باتت القمّوعة – فنيدق منطقة جذب سياحي بامتياز. ويعمل مركز جيل الأمل السياحي، الذي تأسس قبل أشهر بالتعاون مع بلدية فنيدق ووزارة السياحة، على الإضاءة على جمالية المنطقة ومساعدة السياّح والزوّار من كلّ الأماكن، بكلّ الأشكال، حتّى يقضوا أوقاتاً ممتعة في رحاب القمّوعة».

وإذ نوّه بجهود بلدية فنيدق في المسارعة إلى جرف الثلوج وتأمين الطرقات للزوار، قال: «لقد ساعدت البيوت الخشبية بدورها وأسهمت في خلق حركة مهمّة من خلال تأمين الإقامة للزوار لا سيّما الذين يأتون من مناطق بعيدة، ويصعب عليهم الذهاب والإياب في اليوم نفسه». وأكّد أنّ المركز مستمرّ بتقديم خدماته للمرحلة المقبلة، و»سنستغلّ المواسم السياحية لا سيّما في موسم الصيف، لتنشيط الحركة السياحية بشكل أكبر، ونتمنّى من وزارة السياحة الدعم والمزيد من التعاون لكي نجعل القمّوعة على الخريطة السياحية في لبنان، ونُخرج هذه المنطقة كما كل مناطق عكّار الجميلة من دائرة الحرمان السياحي لأنهّا تستحقّ العناية والإهتمام والزيارة».

جرّافات وآليات البلدية تعمل في المكان لفتح الطرقات أمام حركة الناس، ونوَّه الزوار بالأسعار في شاليهات المنطقة ومطاعمها لأنّها لا تزال مدروسة مقارنةً بالغلاء الفاحش في البلد. أصحاب المطاعم والشاليهات الخشبية أكّدوا أنّهم يريدون فقط الصمود في هذه المرحلة، وقال بلال البعريني وهو صاحب مطعم وشاليهات: «لقد أصبح لدينا مركز سياحي للإضاءة على المنطقة وجماليتها، نحن الآن نعمل بأتعابنا فقط، نقدّم للناس الخدمة الأفضل بالسعر الأنسب، ولا نبحث عن الأرباح بقدر ما نبحث عن الإستمرارية، ولكي تبقى هذه المنطقة تجذب السيّاح من عكار ولبنان والبلدان كافة، وعلى أمل أن تتحسّن الأحوال. هذه المنطقة جميلة ويجب أن نسعى جميعاً للنهوض بها لأنّها مصدر رزق للكثيرين من أهالي جرد القيطع وليس فقط لأهالي بلدة فنيدق، ونطالب وزارة السياحة بإدراجها على الخريطة السياحية اللبنانية وتسهيل التراخيص لأصحاب المطاعم والشاليهات فكلنا نريد أن نعمل تحت القانون ولا ندري لماذا كلّ هذا التأخير في بتّ الملفات».

ومن الجدير بالذكر بأنّ منطقة القمّوعة ترتفع عن سطح البحر 1500 متر، وتعدّ من أجمل المناطق اللبنانية السياحية، لكونها ملائمة للرياضة والأنشطة الشتوية والصيفية كذلك، وفيها غابات وأشجار معمّرة ونادرة، لا مثيل لها في منطقة الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى