مقالات

غضب شعبي من انهيار الليرة .. قطع طرق وحرق مصارف و”المودعون” يتوعدون بخطوات “مؤلمة”

واصل الدولار الأميركي جنونه على حساب الليرة اللبنانية، وقد تجاوز أمس الـ 80 ألفا، دون أن يحرك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ساكنا، رغم انفجار نقمة الناس في مختلف المناطق.

وقد تجمع المئات من أصحاب الودائع في ساحة الشهداء بدعوة من جمعية «صرخة المودعين» واقتحموا فرع «بنك عودة» في شارع بدارو، بالإضافة إلى «فرنسا بنك» و«بيبلوس بنك» و«الاعتماد المصرفي» و«بي بي اي سي 5» في الشارع عينه، وأشعلوا النار بالإطارات المطاطية أمام مداخل هذه الفروع الملتزمة بالإضراب الذي أعلنته جمعية المصارف.

وامتدت حرائق المودعين إلى مداخل منزل رئيس جمعية المصارف سليم صفير في سن الفيل، وأضرم عدد من المودعين النار بأغصان أشجار أمام منزله، وبعد الظهر انتقلت الحرائق إلى المصارف في طرابلس، وإلى بعض فروع المصارف في الضاحية الجنوبية في بيروت.

وتحدث العميد المتقاعد جورج نادر عبر قناة «إم تي في»: «اننا بصدد الإعداد لخطوات «تؤلم» في الأيام المقبلة، ونتشاور مع الجميع لأن الوضع لم يعد يحتمل. نرى الغلاء الفاحش الحاصل والارتفاع الجنوني للدولار، وهذا ما كنا نتوقعه أصلا وحذرنا منه».

إلا أن نادر اعتبر أن «المشكلة الكبيرة التي نواجهها هي أي سلطة سنتوجه إليها في ظل عدم وجود رئيس جمهورية وسلطة تنفيذية مشلولة ومجلس نواب مشلول وبالتالي من السلطة التي سنطالبها ونتحدث معها؟ وعليه يجب اتخاذ خطوات جريئة وغير مسبوقة، ولذلك نعمل على دراسة مدى تجاوب الناس معها ومدى فاعليتها إذا قمنا بها».

وبحث رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الأوضاع النقدية وملف المحروقات مع عدد من وزراء ومسؤولي البلاد، في اجتماعين منفصلين.

وقد تبلغت مرجعيات معنية ان حملة الدولار ضد الليرة والمودعين ضد المصارف ستستمر حتى اقتناع الآخرين بضرورة عقد جلسة تشريعية لمجلس النواب!

سياسيا، قال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ان محبة الناس نعمة. وأضاف أمام زواره «أنا اليوم في علم بالأعمال ولا أهتم بالتنظير»، مشددا ـ وفق النهار «البيروتية» ـ على ان الدولة في لبنان يجب ان تكون جزءا من الحل وليست الحل كله، بمعنى ان على الدولة ان تقدم خدمات عصرية يحتاج إليها البلد.

ويقول موقع «لبنان 24»، القريب من الرئيس نجيب ميقاتي، ان ما حققه الحريري هو أنه تميز عن الآخرين في النهج الذي اختاره، فالعزوف عن العمل السياسي في الوقت الراهن جنبه الكثير من الأثقال السياسية التي تحملتها أطراف كان حليفا لها، سواء تلك المرتبطة بانتخاب رئيس الجمهورية وصولا إلى الحلول للأزمة الاقتصادية وغيرها.

وعمليا، فإن الحريري يمكن أن يكون من أكثر الرابحين بانزوائه التام عن تلك الملفات، إذ إن التنازلات السياسية التي قدمها سابقا لم تتكرر الآن، في حين أنه قرر أن يكون الطرف الأكثر بعدا عن التبدلات التي قد تطيح بالكثيرين.

وكان لافتا تسريب خبر اعتزام الحريري زيارة الوزير السابق سليمان فرنجية، ولم يصدر أي نفي حول الزيارة.

المصدر
الأنباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى