مقالات

“سعد الحريري ما له وما عليه”

مما لا شك فيه ان إنتقادي لنهج أي سياسي لا ينطلق من خلال الشخصانية او النفعية او الوصولية ولكنه ينطلق من باب الحرص على تبيان الحقائق التي اراها من وجهة نظري وبالتالي تحتمل الخطأ والصواب ..
دائما ما اقرأ عند كل مقال اكتبه ردود فيها الغث والثمين ودائما ما اتحاشى الرد حتى لا ادخل في جدل بزنطي يغيب جوهر الموضوع،وهذا ليس من باب الإنتقاص او التقليل من اهمية الردود الإيجابية منها والسلبية ..
لا يمكن لأحد ان ينتقص من شعبية سعد الحريري منذ ان ورث والده ولا يمكن لأحد ان يقول ان هناك احد من الطائفة السنية قادر حاليا على ملأ الفراغ الذي خلفه غيابه عن التعاطي في الشأن العام،ولا يمكن لأحد ان ينكر حقيقة وجوده في الوجدان السني وإن تراجع هذا الوجود الى حد كبير، زائد حضوره امر واقع فرضته هشاشة الساعين الى خلافته إلا ما رحم ربي منهم وهم قلة لن اسميهم حتى لا يقال اني اعمل(دعاية)لهم ..
الأمر الواقع يقول ان لا بديل لسعد الحريري في في المدى القريب والمتوسط ولكن “الواقع” يقول خلاف ذلك تماما لأن الطائفة السنية الكريمة حبلى بخامات علمية وسياسية وإقتصادية وشعبية قادرة إن فتح لها المجال على ملأ أي فراغ سواء بحضور سعد الحريري او بغيابه وثمة أمر يجب ان نعلمه جميعا ان الحياة الدنيا لا فراغ فيها وهذه سنة الله في خلقه ..
قلنا اعلاها ما لسعد الحريري وأما ما عليه فهذا يحتاج الى صفحات كثيرة حيث أنه تعاطى السياسة العامة والخاصة بإسلوب (النية الطيبة) في بلد
تحكمه النوايا السيئة المتطيفة حينا والشخصانية بأحيان كثيرة ولكن ان يستمر بهذا الإسلوب طيلة 17 سنة بدون ان يعي الأخطاء التي اوقعته (نيته الطيبة) في وحولها فهذه طامة كبرى لا يمكن ان يُعذر عليها وللأسف هو من إعترف بالصوت والصورة بها سواء في مجالسه الخاصةاو على منبر مجلس النواب بتصريحه الشهير الذي قال فيه
بأنه اخطأ اولا بإنتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية وثانيا بقبوله بإجراء الإنتخابات النيابية على اساس القانون النسبي الهجين وثالثا عبر فيديو مسرب من بيت الوسط يقول فيه ان هناك من (سرقه)..
لست ممن يباع او يشترى او اسخر يراعي لخدمة زيد او عمر من السياسيين
وبالتالي عندما اكتب لا انتظر (تعليمة) من احد حتى ولو كان هذا الأحد من المقربين الي سياسيا او شخصيا لذلك اطلب من متابعي مقالاتي ان يعلموا أنني حر بكل ما لهذه الكلمة من معنى وثمة امر آخر ارجو ان يؤخذ بجدية وهو ان ديني ومصلحة أمتي(طائفتي) بشكل خاص خطوط حمر لا اتجاوزها مهما بلغت المغريات او التهديدات ..
في الختام اود ان اقول لمحازبي وانصار التيار المستقبل إياكم والغلو في ولائكم لسعد الحريري لأن في هذا الغلو مقتله السياسي وبالتالي عليكم ان تتقبلوا الرأي الآخر سواء كان معكم او ضدكم ولتلعموا ان الحياة الدنيا لا تنتهي بإنتهاء مسيرة شخص كائنا من كان ولا تتفرمل صيرورتها الكونية بإعتكاف او غياب احد ايضا ولتتذكروا العبارة المثل التي وضعها رفيق الحريري فوق باب السرايا الحكومي الكبير (لو دامت لغيرك لما وصلت إليك) ولتتذكروا ايضا طالما ان هناك ارحام تلد فلا خلود لأحد أي لا يمكن لأحد ان يحتكر الصفات الطيبة والخبيثة ..
أيها المسقبلييون كما تؤمنون ان سعد الحريري (له) هناك من يقول (عليه) عليكم ان تتقبلوا هذا الرأي الى ان يثبت صحة الموقفين له وعليه والحذر من الإنجرار وراء العاطفة العمياء لأنها تغيب العقلانية وبتغيبها نفقد وإياكم البوصلة التي توصلنا جميعا الى بر الأمان ..

المصدر
حميد خالد رمضان

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى