عربي ودولي

“قمّة القدس” تُطالب المجتمع الدولي بحماية الفلسطينيين

مع تصاعد العمليات العسكرية والهجمات الدموية بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين، خصوصاً في الضفة الغربية، أكد البيان الختامي لـ”قمّة القدس” الذي عُقد في مقر جامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة أمس، أن “القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية للأمة العربية وللأحرار والمتمسّكين بالقانون الدولي وحقوق الإنسان والعدل والمساواة حول العالم”، مطالباً المجتمع الدولي بـ”تحمّل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني”.

وشارك في المؤتمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني وممثلين عن قادة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، بحضور ممثلين رفيعي المستوى عن منظمات وتجمّعات دولية وإقليمية وعربية، بما فيها الأمم المتحدة.

وتناولت جلسات المؤتمر المسارَين القانوني والاقتصادي للقضية الفلسطينية، وتركز المسار الأوّل على المحاولات الإسرائيلية المكثفة لتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى والمقدّسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والاستيطان والتهجير القسري، وسياسات التهويد والهيمنة و”أسرلة” المناهج التعليمية في القدس، وقضية الأسرى والأطفال وإنصافهم.

أمّا المسار الثاني، فتمحور حول الجانب الاقتصادي واستعرض إمكانات الاستثمار والتنمية في قطاع الإسكان في القدس، والنهوض بالقطاعات الحيوية في المدينة وفق الخطط التنموية الاستراتيجية لدولة فلسطين، ومن بينها الصحة والتعليم والإسكان والسياحة والثقافة والشباب والمرأة.

ودعا المشاركون خلال المؤتمر، المجتمع الدولي، إلى التحرّك العملي لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني بأشكاله كافة، بما فيها الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري والإجراءات التمييزية. وطالبوا مجلس الأمن بتحمّل مسؤولياته نحو التنفيذ الفعلي لقراراته ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

واعتبر البيان الختامي أن السلام العادل والشامل والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، لن يتحقّق إلّا بعد أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرّف، وعلى رأسها حق العودة والتعويض وتقرير المصير والاستقلال، وزوال الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني، وتجسيد دولة فلسطين المستقلّة كاملة السيادة على الأرض الفلسطينية المحتلّة عام 1967، وعاصمتها القدس. وطالب المؤتمر كافة دول العالم بالتضامن مع نضال الشعب الفلسطيني والانتصار لقضيّته العادلة، والاعتراف بدولة فلسطين ومنحها حقها بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وأكد أن “كلّ السياسات والخطط الإسرائيلية الممنهجة وغير القانونية التي تهدف إلى إضفاء الشرعية على الضمّ الإسرائيلي الباطل واللاغي لمدينة القدس الشرقية، وتشويه هويّتها العربية، وتغيير تركيبتها الديموغرافية وتقويض النمو السكاني والعمراني لأهلها، وعزلها عن محيطها الفلسطيني، بما في ذلك تكثيف سياسة هدم المنازل والتهجير القسري للمواطنين من أحياء وبلدات مدينة القدس المحتلّة، بمَن فيهم أهالي بلدة سلوان وحي الشيخ جراح وباقي أحياء ومناطق المدينة، ضمن حملة إسرائيلية ممنهجة للتطهير العرقي وتثبيت نظام الفصل العنصري، هي انتهاكات فاضحة للقرارات الدولية ذات الصلة، بما فيها قرارات مجلس الأمن”.

ودان المشاركون بشدّة الاقتحامات المتكرّرة والمتصاعدة للمسجد الأقصى والاعتداء على حرمته والمصلّين الآمنين فيه من قبل مسؤولي حكومة الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين المتطرّفين، داعين المحكمة الجنائية الدولية إلى إنجاز التحقيق الجنائي ومساءلة ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وغيرها من الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

وكان السيسي قد شدّد على أن مصر تؤكد موقفها الثابت في رفض وإدانة أي إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني للقدس، محذّراً من “العواقب الوخيمة” لمحاولة استباق أو فرض أمر واقع يؤثر سلباً على أفق مفاوضات الوضع النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وعلى نحو مماثل، حذّر الملك الأردني من أن أي محاولة للمساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ستكون لها “انعكاسات سلبية” على أمن المنطقة بأكملها واستقرارها.

وكشف عباس أنّ الفلسطينيين سيتوجّهون في الأيام المقبلة إلى الأمم المتحدة “لنُطالب بإصدار قرار يؤكد على حماية حلّ الدولتَين”، مناشداً الولايات المتحدة والدول الأوروبّية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، انطلاقاً من تأييدها لحلّ الدولتَين. كما دعا إلى حماية الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل التي “تجاوزت كلّ الخطوط الحمر”.

وفي كلمة عبر الفيديو، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن “موقف الأمم المتحدة واضح وهو رفض القرارات الأحادية”، مشيراً خصوصاً إلى بناء “المستوطنات الإسرائيلية غير المشروعة في الضفة الغربية”، في وقت حذّر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن الدولة العبرية تُخطّط لتصعيد حملتها ضدّ منفذي الهجمات الفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية.

ميدانيّاً، قُتل الفتى الفلسطيني قصي رضوان واكد (14 عاماً) متأثراً بجروح بالغة أُصيب بها بالرصاص الحي في البطن، وأُصيب 3 آخرون بجروح خطرة برصاص الجيش الإسرائيلي خلال تنفيذه عملية دهم لمخيّم جنين في الضفة الغربية، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، في حين ذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن عمليّته العسكرية في مخيّم جنين استهدفت جبريل الزبيدي، شقيق الأسير زكريا الزبيدي، والذي تتّهمه إسرائيل بالتخطيط لتنفيذ هجمات وتُحمّله مسؤولية احتجاز جثة مواطن إسرائيلي توفي في جنين قبل مدّة وأُعيد تسليمها.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى