مقالات

زلزال شرق المتوسّط: الوقت يكشف الفاجعة!

مع مرور الوقت وتراجع احتمالات العثور على ناجين تحت الأنقاض، يتكشّف شيئاً فشيئاً الحجم المرعب لفاجعة زلزال شرق المتوسّط الذي ضرب تحديداً تركيا وسوريا، حيث تجاوزت حصيلة القتلى الـ34 ألفاً، في حصيلة قد تتضاعف وفقاً للأمم المتحدة التي حذّرت من الإخفاق في إيصال المساعدات إلى الأراضي السورية، مشيرةً إلى أن نقل مساعدات الإغاثة يتعثّر بسبب مشكلات في الحصول على موافقة “هيئة تحرير الشام”، في وقت تتزايد فيه المخاوف الدولية أيضاً من سوء توزيع المساعدات في مناطق سيطرة دمشق.

وفي اليوم السابع للزلزال، تمكّنت فرق الإنقاذ من انتشال العديد من العالقين تحت الأنقاض في مدن تركية عدّة، لكن الآمال في العثور على المزيد من الناجين تتراجع بشكل دراماتيكي، في حين أعلن الدفاع المدني في الشمال السوري انتهاء عمليات الإنقاذ. وعلى الرغم من مرور نحو أسبوع على حدوث زلزال كهرمان مرعش المدمّر، فإنّ الهزات الارتدادية لا تزال مستمرّة، حيث أعلن المركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل تسجيل 70 هزّة أرضية في تركيا السبت تراوحت بين 3 و4.7 درجات على مقياس ريختر.

وفي شمال سوريا، يواجه ملايين السكان أوضاعاً أكثر تعقيداً في ظلّ انعدام شبه تام للمساعدات الدولية على الرغم من دخول قافلة أممية جديدة من تركيا محمّلة مساعدات يحتاج إليها بشدّة السوريون المصابون والمشرّدون. ودخلت 10 شاحنات إلى سوريا من معبر باب الهوا في شمال غرب البلاد، وفق وكالة “فرانس برس”، محمّلة لوازم للإيواء الموَقت مع خيم بلاستيكية وبطانيات وفُرش وحبال وما إلى ذلك.

واعترف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث في تغريدة أطلقها بأن الوكالة “خذلت حتى الآن الناس في شمال غرب سوريا. هم يشعرون عن حق بأنهم متروكون”، داعياً إلى “تصحيح هذا الإخفاق بأسرع وقت”. كما حذّر من أن حصيلة الزلزال في تركيا وسوريا “ستتضاعف أو أكثر”، في حين أعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أن الرئيس السوري بشار الأسد أبدى استعداداً للنظر في فتح مزيد من المعابر الحدودية لايصال المساعدة إلى ضحايا الزلزال في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق.

وفي السياق، أوضح المسؤول في وزارة النقل السورية سليمان خليل أن 62 طائرة محمّلة مساعدات حطّت حتى الآن في البلاد، ويتوقع هبوط طائرات أخرى في الساعات والأيام المقبلة، خصوصاً من السعودية، فيما شكر الأسد خلال استقباله وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في دمشق، دولة الإمارات، على المساعدات الإنسانية والإغاثية “الضخمة” التي قدّمتها لبلاده منذ الزلزال.

توازياً، كشفت وزارة الخارجية الأردنية في بيان أن سلاح الجو الملكي الأردني سيقوم بنقل 10 آلاف خيمة من مستودعات الأمم المتحدة في المملكة إلى تركيا وسوريا، فيما ستُرسل قطر إلى تركيا وسوريا 10 آلاف وحدة بين مقصورات وبيوت نقالة استُخدمت خلال كأس العالم في كرة القدم، وذلك لإيواء ناجين خسروا منازلهم.

وزار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تركيا أمس، وهو أرفع زعيم أجنبي يزور البلاد منذ الزلزال. ولم يتفقّد أمير قطر المناطق المتضرّرة، لكنّه أجرى محادثات في اسطنبول مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحثا خلالها في السُبل التي يُمكن من خلالها للدوحة المساعدة في “التخفيف من هذه الكارثة”، وفق تغريدة أطلقها الشيخ تميم بن حمد.

وفي الأثناء، زار وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس تركيا للتعبير عن دعم أثينا لأنقرة، في زيارة هي الأولى لوزير أوروبي إلى تركيا منذ الكارثة. والتقى ديندياس نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو، قبل أن يستقلّ برفقته مروحية إلى المناطق المنكوبة. ورأى تشاوش أوغلو أنه يجب تطبيع العلاقات مع اليونان رغم تباين وجهات النظر، فيما أكد ديندياس أن بلاده ستقف مع أنقرة في مواجهة الوضع الصعب الحالي.

وفي غضون ذلك، تعهدت تركيا بإجراء تحقيق مستفيض مع أي شخص يُشتبه في مسؤوليّته عن انهيار المباني خلال الزلزال. كما أمرت بالفعل باحتجاز 113 من المشتبه فيهم، بينما علّقت منظّمات إغاثيّة أجنبية عدّة عمليات الإنقاذ بسبب تهديدات أمنية لموظّفيها. بالتزامن، دعا البابا فرنسيس إلى تقديم الصلاة و”الدعم الملموس” للسكان الذين ضربهم الزلزال العنيف في تركيا وسوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى