مقالات

السنيورة من دار الفتوى: الدولة اللبنانية غير مفلسة بل الإدارة الحكومية مفلسة

طالب رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة بأن تكون جلسات انتخاب رئيس للجمهورية متتالية لكي يحصل انتخاب، فالدعوة للانتخاب يجب أن تجري من دون توقف، بل باستمرار انعقاد الجلسات، وأيد انعقاد جلسات تشريعية عندما تكون هناك قوانين فعلية بحاجة إليها البلد، اما من أجل تجديد لشخص أو أكثر لا يجوز.

وأكد ان الدولة اللبنانية غير مفلسة، ولكن هناك إدارة حكومية مفلسة أوصلت لبنان الى ما وصلنا إليه، وحاليا لا توجد إدارة حكومية حقيقية تستطيع أن توحي للبنانيين بالثقة.

ودعا بعد لقائه مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان إلى انتخاب رئيس جمهورية يؤمن بلبنان ويكون بمستوى ما يقول عنه الدستور انه رئيس الدولة، ورمز وحدة الوطن، وأن يكون جامعا للبنانيين وليس رئيس فريق من اللبنانيين، هذه من أهم الشروط أن يتمتع بها رئيس جمهورية، وأن تتولى حكومة حقيقية لمعالجة المشكلات وان تكون قادرة على جمع اللبنانيين، وتتخذ القرارات، وتكون لديها الرؤية والقيادة الصحيحة، لاتخاذ القرارات الصعبة، ورأى أن التدهور الاقتصادي والمعيشي الذي يعاني منه اللبنانيون، هو بسبب عدم وجود قيادة حقيقية ومن أولويات ما ينبغي أن يصار القيام به هو انتخاب رئيس جديد للبنان وبسرعة، وكل تأخير هو مزيد من الآلام والأوجاع التي يتحملها اللبنانيون.

وقال: لقد عانينا الكثير حتى الآن مما يسمى الاستعصاء على الإصلاح، هذا الإصلاح الذي رفضه الكثير مما يتباكون الآن على الدولة، وهم الذين كانوا ضد القيام بالإصلاحات التي مرت علينا ظروف كثيرة، وفرص كثيرة، وأضعناها بسبب الخلافات التي كانت تعصف باللبنانيين، وأدت إلى ما وصلنا إليه، العالم على استعداد لمساعدتنا إذا كان هناك من قرار أن نساعد أنفسنا، حتى يساعدنا الغير لا يستطيع الغير مساعدتنا إذا كنا لا نريد مساعدة أنفسنا.

وأضاف: كل يوم تأخير بعدم القيام بهذه الإصلاحات الضرورية سوف يؤدي إلى شهر إضافي من المعاناة ومن الأوجاع التي يتحملها اللبنانيون، ويجب الابتعاد عن معالجة أمورنا عن المصالح الشخصية الصغيرة التي تؤدي إلى تضييع الوقت وحرف انتباه الناس.

وتابع: لا يمكن إخراج لبنان من المأزق أو من الانهيارات التي يعاني منها اللبنانيون من دون استعادة الدولة لحضورها ولسلطتها الكاملة على الأراضي اللبنانية، ومن دون العودة إلى احترام الدستور وحسن واستكمال تطبيق اتفاق الطائف، وإعادة الاعتبار إلى الاستقلال الكامل للقضاء لا كما شاهدنا هذه المسرحيات المؤلمة والمهينة للبنانيين من هذه الخلافات بين مختلف القضاة، وأيضا أن يصار إلى استعادة العلاقات السوية بين لبنان والدول العربية. هذه أمور أساسية لا يمكن أن نغفل عنها.

وعن الاجتماع الخماسي في فرنسا، قال: هو وسيلة للتعبير بأن العالم الصديق من الأشقاء والأصدقاء حريصون على دعم لبنان، لكن طبيعي أن لبنان يجب ألا يرمي كل مشاكله على الآخرين.

بدوره، وزير الداخلية نهاد المشنوق قال بعد لقائه المفتي دريان: كل الجهود العربية والدولية التي تبذل لابد أن توصل لنتيجة خلال شهر أو 3 ليس أكثر فسوف يكون هناك رئيس للجمهورية، لأن كل الفرق الرئيسية التي تمارس العرقلة تعلم أنه لا تستطيع مقاومة هذه الفوضى أو تعترف أنها جزء من مسبباتها فعمليا، هناك وقت لكي يستسلموا للمنطق والعقل ورئيس توافقي معتدل لا يشكل غلبة لطرف على آخر.

وأضاف: عندما تحل أزمة القضاء ويصبح هناك مسار قضائي سليم وطبيعي ضمن نصوص قانونية غير مختلفين عليها، أكيد أكون واحدا من المستعدين للقيام بواجبهم كمواطنين أمام القضاء اللبناني.

المصدر
الأنباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى