جنبلاط: مصير الوطن أهم من المناصب والاتجاهات والتوجهات
عقد لقاء مصالحة في دار بلدة دميت – الشوف، بمشاركة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، لطي صفحة الاشكالات التي حدثت بين أعضاء ومناصرين من التقدمي والتوحيد في منطقة المناصف.وشارك في اللقاء وكيل داخلية الشوف في التقدمي الدكتور عمر غنام ومعتمد الحزب في المنطقة سامر العياص، وفد من مشايخ المنطقة وعدد من المديرين العامين والفاعليات والشخصيات الاجتماعية والسياسية والأهلية والأمنية، مديرو وأعضاء الفروع في المنطقة، ووفد من التوحيد رافق وهاب وضم: أعضاء من مجلس الامناء والمكتب السياسي ومشايخ هيئة العمل التوحيدي، اضافة الى رؤساء بلديات ومخاتير والأهالي.بداية، تحدث سامر الخوند باسم الأهالي، فقال: “إن الإرادة المشتركة بتغليب العقل على الغريزة، الحكمة والتعقل على الإنفعال والتهور، المحبة والتسامح والانفتاح على الحقد والكراهية والانغلاق، والاحتكامِ إلى القانون وعدم حماية المرتكبين، لا أن نترك شريعةَ الغاب تتحكم بنا. ونظرا إلى دقةَ الوضع وحساسيته، وقد وصلنا إلى حافة الانهيار، ولكي نخفف من وطأة القادم من الأيام وما قد تحمله من صعوبات، علينا التركيز على كيفية الحفاظ على أمننا الغذائي والصحي والاجتماعي، وكل ذلك لا يمكن أن يتحقق من دون الوحدة والتضامن والتكاتف في ما بيننا ونبذ الخلاف أيا كان”. أضاف: “لذلك، ونزولا عند توجيهات الزعيم الوطني وليد بك جنبلاط ورغبة من معالي الأستاذ وئام وهاب وبمعية أهل الصلح، ورجال الخير بإذن الله، سنكون عبر هذه المصالحة، قد طوينا صفحة من الألم وفتحنا صفحة جديدة للأمل وسنبقى في المناصف كما كنا دائما عائلة واحدة وأنموذجا في المحبة والشراكة والتضامن. والصلح هو السبيل لرأب الصدع وتوحيد القلوب وتجاوز الحساسيات”. وألقى وهاب كلمة توجه فيها إلى “عائلة المصاب جميل زيدان لاختيار مسارين أهلي وقضائي للحادثة”، وقال: “الشكر لوليد بك جنبلاط لوضعه هذه الحادثة في إطارها الصحيح”.
أضاف: “إننا ذاهبون إلى أيام صعبة تستدعي التضامن وإبعاد الصراعات السياسية والاهتمام بقضايا الناس. كما أدعوكم إلى التكاتف والتنبه لأي عمليات تسلل أو اختراق من خلال الوضع الاقتصادي، تزعزع مجتمعنا فلنكن متكاتفين. كما توجد متغيرات في المنطقة، حيث ترسم لها خرائط جديدة. من هنا، فإن تكاتفنا يساعدنا لإيجاد مكان نستحقه في هذه الخريطة”.
وتابع: “المتحور الجديد أخطر من الفيروس الأول. ولذلك، ندعوكم إلى عدم التهاون في الإجراءات، خصوصا أن المستشفيات تعاني الكثير من فقدان المواد الطبية. وإذا كانت الموجة كبيرة فستكون المستشفيات عاجزة. كما ندعوكم إلى التلقيح بشكل كثيف لمواجهة الآتي. أما إذا كنتم تنتظرون الحكومة فقد أصبحت في حاجة إلى تدخل إلهي”.
وأردف: “إن السياسة إلى مزيد من التخبط في الأزمات حيث الأزمة طويلة. ولذا، أكرر دعوتي إلى التكاتف لمنع الاختراقات والتضامن لتجاوز أزمتنا الطويلة. اليوم، نختم هذا الجرح. وخلال أيام إن شاء لله نكون في الشويفات وبعلشميه والرملية كي يكون الجبل واحة أمان في المرحلة المقبلة . المطلوب دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية، ولا خيار لنا كمجتمع أن نكون خارج الدولة والجيش”.
من جهته، قال جنبلاط: “معكم اليوم ومع الأستاذ وئام وهاب والمشايخ الأجلاء نجتمع لإنهاء رواسب الاحداث الماضية. وإذا كان حصل أي تقصير من قبلنا، فنحن على استعداد لمعالجته. وفي هذا المجال، أدعو الجميع، كل الأحزاب والاتجاهات، إلى التعاون والتعاضد بشتى المجالات لمواجهة هذه المحنة الاجتماعية والاقتصادية. كما أدعو إلى التكاتف والتضامن حول الجيش والقوى الأمنية لمعالجة أي مشكلة أو حدث أمني”.
أضاف: “لا قيمة أبدا للخلافات السياسية أو المواقع السياسية والمحاور أمام ما يجري من مآس اجتماعية وإنسانية في لبنان. إن لغة الحوار تبقى الأفضل، وأتمنى أن تسود مواقع التواصل الاجتماعي. وإذا كان من اعتراض من قبلهم فليكن من خلال المنطق الموضوعي، بدل الشتائم والنقد الجارح”.
وتابع: “بانتظار التنازلات الضرورية من قبل أصحاب الشأن المعنيين بتشكيل الوزارة، يبقى مصير الوطن أهم من المناصب والاتجاهات والتوجهات”.
وختم جنبلاط: “الأسبوع المقبل، كما قال الأستاذ وئام وهاب، سنقوم بواجب التعزية في الرملية وبعلشميه، ونختم لاحقا جرح الشويفات. وأتمنى قريبا أن نجتمع معكم يا أهل المناصف من دون تمييز في كفرفاقود، بعد تسلم الذي أطلق النار على رماح جعفر، وقد زرته وأمده الله بالصحة والصبر والإيمان”.