محلي

بري لا يعيّن جلسة انتخاب قبل ظهور مرشحين جديين.. والاجتماع الخماسي تداول في اسمين

ارتدادات الزلزال الذي عصف بجنوب تركيا وشمالي سورية لم تشغل اللبنانيين عن الدوامة الرئاسية، التي تجاوزت الثلاثة اشهر من الشغور، بلا أمل بفرج قريب.

والمعروف ان مفتاح الجلسات الانتخابية بيد رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومواقع التواصل الاشتراكية تنقل عن مصادره رفضه تحديد موعد لجلسة الانتخاب الثانية عشرة قبل طرح مرشحين جديين للرئاسة، بمعنى مرشحين علنيين، حيث لا مرشح معلنا حتى الآن سوى رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، أما الباقون فإما مرشح ضمني، ك‍سليمان فرنجية، الذي يوحي حزب الله بدعمه ويعمل لأجله، دون ان يسميه رسميا، وإما مرشح بتطلعات الناس، من دون ان يتحدث عن ترشيح نفسه، كالعماد جوزاف عون قائد الجيش.

وفي هذا السياق، نقلت قناة «إم تي ڤي» عن مصدر ديبلوماسي في باريس ان المجتمعين في اللقاء الخماسي الباريسي تداولوا اسمين من المرشحين اللذين لم يعلنا ترشيحهما رسميا، الاول مدني والثاني عسكري، وقد اتفقوا على ان المرشح المدني المطروح اسمه «لا يستوفي الشروط، في حين ان الثاني يملك المواصفات المطلوبة».

والمقصود بالمدني، كما يبدو، رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، أما العسكري فهو العماد جوزاف عون، لكن المصادر اعتبرت ان ذلك لا يعني ان الأمور حسمت، انما هي مرهونة بلقاء وزراء خارجية الدول الخمس.

وقبل كل ذلك، يتعين على سفراء دول لقاء باريس الجولة على السياسيين اللبنانيين لاطلاعهم على ما دار في لقاء باريس. وقد عادت إلى بيروت كل من سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيّا وفرنسا آن غريو اللتين ستتوليان شرح الأمور للقيادات السياسية المحلية.

السفيرة شيّا زارت امس وزير الخارجية عبدالله بوحبيب وشددت على اهمية ايصال المساعدات الانسانية إلى المناطق المنكوبة والاشخاص المتضررين في سورية، وثمنت الخطوات التي قام بها لبنان خصوصا لجهة فتح مطار رفيق الحريري الدولي وكل المرافق لاستقبال المساعدات، إلى جانب ارسال عدد من الآليات الضخمة لرفع الأنقاض.

ويقول موقع «لبنان 24»، القريب من الرئيس نجيب ميقاتي، ان فرنجية عاتب على حزب الله لأنه لم يبذل لايصاله ما بذله لايصال الرئيس السابق ميشال عون!

ويرد الاعلامي قاسم قصير، المقرب من حزب الله، أن الأولوية لدى الحزب هي ايصال سليمان فرنجية، لكن في حال تعذر ذلك فسينتقل إلى خيارات اخرى.

وكان «التيار الحر» سجل على فرنجية أنه لم «يجرؤ» على ذكر اسم سورية في تغريدة التعزية التي كتبها، بعكس رئيس التيار الحر جبران باسيل الذي دعا مباشرة إلى مساندة سورية في محنتها رغم كل العقبات.

وأشارت قناة «الجديد» إلى ان لقاء وفد حزب الله النيابي للرئيس ميشال عون مؤخرا في الرابية لم يكن وديا، وان عون قال كلاما قاسيا للوفد، في معرض مفاتحته بشأن مرشح الحزب للرئاسة، حيث قال: «مش انتوا اللي بتسموا الرئيس وبتبلغونا..».

ولم يسمع عون جوابا من رئيس الوفد النائب محمد رعد ولا من اعضائه (حسين الحاج حسن، أمين شري، علي عمار، وحسن فضل الله)، إنما بعد اللقاء اكد رعد تمسك الحزب بالعلاقة، بعيدا من الضوضاء والصخب.

وعلى مستوى مساعي بكركي لجمع النواب المسيحيين، يقول النائب التياري اسعد درغام ان تكتل «لبنان القوي» الذي يرأسه النائب جبران باسيل يؤيد أي دعوة للحوار، خصوصا إذا أتت من البطريرك الماروني بشارة الراعي، ويرى النائب الكتائبي إلياس حنكش ان بديل الحوار هو المزيد من العنف والتشنج، فيما اعتبر النائب أحمد الخير، في دعوة باسيل لرئيس توافقي، من دير البلمند، ما يتطلب توضيحا «لأن من يطالب برئيس توافقي لا يمكنه قطع جسور التواصل مع كل الناس منذ ما يقارب العشر سنوات».

ويستفيد باسيل من مشاركته في أي اجتماع سياسي في بكركي، لأنه يعطي شرعية مسيحية لنفسه من خلال وجود خصومه السياسيين على الطاولة، هذه الأسباب هي التي تدفع القوات اللبنانية للتردد في الذهاب إلى مثل هكذا اجتماعات او مبادرات من بكركي، فـ «القوات»، وبحسب مصادرها، تريد ضمانات سياسية جدية، على ان يؤدي اي حوار في بكركي إلى التوافق على اسم محدد للرئاسة وبالتالي الخروج من امكانية استثمار باسيل للقاء سياسيا واعلاميا.

من جهته، حمّل «التيار الحر» مسؤولية الشغور الرئاسي إلى كل فريق او شخصية ترفض التواصل ولو بالحد الأدنى من اجل التفاهم على مرشح او اكثر، وكل من يترقب اشارة خارجية معينة، والشريك بالوطن الذي يخطئ التقدير هذه الأيام، حيث يعتقد ان بوسعه فرض رئيس على اللبنانيين لا يحظى بدعم الكتل المسيحية الأساسية.

بدوره، أعلن النائب غسان حاصباني (القوات اللبنانية)، بعد لقائه المطران إلياس عودة، ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية، مؤكدا أن اي حركة دون ذلك في مجلس النواب تكون مخالفة للدستور، مشيرا بذلك إلى الجلسة التشريعية التي ينوي رئيس المجلس نبيه بري الدعوة اليها الأسبوع المقبل.

وقال حاصباني: كل الضرورات تصبح ثانوية أمام ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية وانتظام العمل الدستوري، وعلينا ان نتجه إلى الحلول فورا وليس إلى ترقيع الحلول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى