مقالات

رفيق الحريري.. السياسة حب الناس والسلطة حب الذات

١٤ شباط ٢٠٠٥ انفجار الكراهية في يوم الحب، دمر كل الاسباب المانعة لاشهار سلاح الحب في وجه صناع الخوف والوصاية والرعب والاستتباع ، ومنذ ١٤ شباط ٢٠٠٥ ولبنان يشهد موجات متتابعة من المواجهات بين عشاق السلطة وحب الذات وبين رفيق الحريري وسياسة حب الناس وبناء جسور المناطق مع بيروت المدينة عاصمة الامل والرجاء والابواب المفتوحة لكل من احب لبنان من الاشقاء والاصدقاء، وذاكرة اللبنانيين زاخرة بالمشاهدات والتجليات والتساؤلات حول كيف ان حب الناس لدى رفيق الحريري كان فوق التصور و الخيال.

١٤ شباط ٢٠٠٥ انفجار الكراهية في يوم الحب، جاء بعد تاريخ طويل من تراكمات خطاب الكراهية والابتزاز وتشويه الحقائق وابتكار الافتراءات وصناعة الأحقاد عبر القلوب والعقول والايادي السوداء، واستخدام ادوات التسلط والقهر والمخابرات التي انشغلت بالتفاهة والفساد والتلهي بادارة الازمات بالتسلط وقهر الارادات وتعطيل مسيرة رفيق الحريري الانقاذية من تراكمات النزاع والاقتتال وخطوط التماس والاحتلال والشروع في صناعة السلم الاهلي والامن الاجتماعي بالعلم والمعرفة والتقدم والازدهار واستعادة الدولة الوطنية على قاعدة ان السياسة هي حب الناس والاوطان.

١٤ شباط ٢٠٠٥ انفجار الكراهية في يوم الحب، اظهر مدى تعاظم حب الذات لدى عشاق السلطة من كل الاتجاهات السياسية والطائفية من الذين اعتقدوا بان اغتيال رفيق الحريري يشكل غنيمة تنافسوا على تقاسمها واعتمادها جسر عبور الى السلطة ونعيمها، والعمل على تبديد الثروة السياسة المتأصلة بالوجدان والتي تكونت بحب الناس لدى رفيق الحريري في حياته وحب الناس لرفيق الحريري بعد اغتياله، مما جعل الكثيرين يتنعمون بالسلطة والثروة والمواقع الرفيعة في البرلمانات والحكومات والبلديات والنقابات والاجهزة الامنية والعسكرية والقضائية والادارية والدبلوماسية والروحيه والاستشارية والجبهات السياسية والامانات، ومعظم هؤلاء يعاني اليوم من التضخم بحب الذات والسلطة ومن الفشل في الوصول الى قلوب الناس.

١٤ شباط ٢٠٠٥ انفجار الكراهية في يوم الحب، ادى الى انفجار موجات الحب العارم من انقياء عموم لبنان الذين لم يدخلوا القصور او السرايات ولم يركبوا الطائرات، اولئك الذين هاموا بالشوارع بالحب الصادق المفعم بالغضب والحزن والوفاء وملأوا الساحات، مما حرك اوهام بعض عشاق السلطة باستخدامهم في تصفية حسابات الماضي والبعض الاخر في اعادة عقارب الزمن الى الوراء، وآخرون باستحضار ثقافة الوصايات لتحقيق الطموحات الذاتية وادعاء المهارات، وكل هؤلاء تناوبوا على بناء الامجاد السلطوية الوهمية على حساب حب الناس لرفيق الحريري، و يوم الثلاثاء القادم ١٤ شباط ٢٠٢٣ يبلغ اغتيال رفيق الحريري سن الرشد الوطني في السنة الثامنة عشرة ويتحرر من تسلط الوصايات الوهمية التي باتت تبحث في هذه الايام عن كسرة حب من فتات الحب لدى رفيق الحريري قبل الاغتيال وبعد الاغتيال.

١٤شباط ٢٠٢٣ تأتي ذكرى اغتيال رفيق الحريري الثامنة عشرة وشاشات وصفحات المستقبل معلقة بعد ان صنعت نجوم من الاعلاميات والاعلاميين المميزين، واشاعت روح الشراكة والانصهار الوطني وقيم العدالة عبر صناعة اعلامية وطنية وغير طائفية وغير مسبوقة وفوق الخصوصيات الطائفية والحزبية، واعلام المستقبل كان النموذج الامثل لشراكة وطنية حقيقية عابرة للمواقف والطوائف والمناطق والطبقات، من دون ان ننسى مؤسسة الحريري الانمائية وعشرات الالاف من الخريجات والخريجين من اعرق الجامعات الوطنية والعالمية والذين نجحوا وتألقوا في كل المجالات والاختصاصات.

١٤شباط ٢٠٠٥ انفجار الكراهية في يوم الحب ادى الى خسارة لبنان الرئيس رفيق الحريري صانع قصة النجاح الوطنية الانقاذية الاستثنائية وعلى قاعدة ان السياسة حب الناس… والسلطة حب الذات.

المصدر
اللواء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى