ثمانية عشر عاما كانت كافية للتأكيد على أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يكن شخصية استثنائية بالعلاقات العربية والدولية فحسب، إنما كان رجلا بحجم وطن، بحيث توالت بعد اغتياله الانهيارات في كيان الدولة، والدفع الممنهج باتجاه جهنم.
وعليه، أكد النائب السابق د ..مصطفى علوش، ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان يطمح من خلال فكره وعمله وعلاقاته الدولية، الى استعادة الدولة اللبنانية وترميم ثقة الداخل والخارج بها، الا ان اغتياله جسديا، كان لاغتيال مشروعه القاضي بتحويل لبنان الى دولة نهضوية اقتصادية متفاعلة مع العالمين العربي والغربي، فمن لحظة اغتياله بدأت مرحلة التدحرج والانحدار المتدرج للبنان، الى أن وصل في عهد الرئيس «القوي» ميشال عون، الى الانهيار الكامل، ومنه الى الارتطام الكبير، علما ان الورثة الطبيعيين للرئيس الحريري، لم يفهموا منطق المدرسة الحريرية، فذهبوا باتجاه تسويات سياسية، أدت الى نسف كل ما بناه الموروث، وبالتالي الى سقوط مفهوم الدولة.
ولفت علوش في حديث، الى ان الشهيد الحريري لم يأت الى الحكم معزولا، إنما أتى بدعم عربي ودولي لإنقاذ لبنان وقيادة مشروع استعادة الدولة، واليوم بعد مرور ثمانية عشر عاما على اغتياله، لا يوجد بالأساس لا مشروع، ولا شخصية عابرة للطوائف بديلة عن رفيق الحريري لقيادته، باستثناء المبادرة الكويتية التي تشكل فرصة ذهبية لإعادة ترميم الثقة بلبنان، وفك عزلته العربية والدولية، وتطبيق اتفاق الطائف بالكامل، وتنفيذ قرارات الجامعة العربية، وكذلك القرارات الدولية وفي مقدمتها القرار «1559»، وذلك لاعتباره ان مشروع استعادة الدولة يستند الى ثلاثة اقانيم، 1 – السيادة الوطنية الكاملة، 2 – الالتزام بالشرعية العربية والحفاظ على مصالحها، 3 – تطبيق كامل القرارات الدولية دون استثناء.
واستطرادا، أكد علوش انه بعد اغتيال الحريري، بدأت عملية خطف لبنان من قبل الدولة الفارسية بواسطة فصيلها المسلح حزب الله، واستكملت عملية الخطف بوصول الرئيس السابق ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، بحيث وظف الأخير من اجل توريث الصهر كرسي بعبدا، ومن اجل حفنة من المكاسب والمناصب السياسية، كل إمكانيات الرئاسة وكل طاقاته السياسية والتيارية والشعبوية والتضليلية لصالح المشروع الإيراني في لبنان والمنطقة العربية، فكانت النتيجة دمارا شاملا، ولم يبق من لبنان الدولة والكيان سوى وجوده مرسوما فقط على الخارطة الدولية.
وبناء على ما تقدم، أكد علوش انه من التفاهة بمكان، التصديق بأن الحراك الداخلي والخارجي لإنهاء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، قد يصل الى تحقيق الغاية منه، وذلك لاعتباره انه كان للدولة اللبنانية رئيسا، لكنها وبالرغم من تسميته زورا بالقوي، انهارت بالكامل على رأس اللبنانيين نتيجة عناية عهده بالمصالح الشخصية والعائلية لا غير.